قالت مصادر أمنية وسكان في سيناء وشيوخ قبائل، إن محاولة الجيش المصري تجنيد مقاتلين من قبائل سيناء وتسليحهم للتصدي لمقاتلي تنظيم “الدولة” في سيناء تتعثر؛ حيث كان الجيش بدأ هذا البرنامج العام الماضي وتعهد شيوخ القبائل بتقديم مئات المقاتلين، لكن المصادر الأمنية قالت إن عدد المقاتلين في الميدان لا يتجاوز 35 مقاتلًا، بحسب “رويترز”.
وفي 28 فبراير الماضي، قال التنظيم -عبر قناته على موقع “تيلجرام”- إنه أقام حواجز أمنية في سيناء لتعقب كل من يتعاون مع الجيش وقتله، وقد منحت حركة التمرد في سيناء لتنظيم الدولة الإسلامية، رابع قاعدة له في الشرق الأوسط بعد العراق وسوريا وليبيا.
وفي يناير الماضي، قال تنظيم “الدولة” في مجلة النبأ الأسبوعية التي يصدرها وينشر فيها أنباءً من فروع التنظيم المختلفة، إن فرع سيناء قتل 1400 فرد من رجال الجيش والشرطة والمتعاونين واللجان الشعبية على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، في حين يقول الجيش إن 69 فقط من رجاله قتلوا في تلك الفترة.
وكان الجيش يريد التعاون مع زعماء القبائل والمقاتلين المحليين الذين يعرفون تضاريس المنطقة؛ حيث وعد المقاتلون المحليون بتزويد الجيش بنحو 300 رجل يمكنهم توفير معلومات والمساعدة في إغلاق الطرق المستخدمة في تهريب السلاح من الدول المجاورة.
وكانت الخطة تقضي بانتظام هؤلاء المقاتلين فيما يطلق عليه الجيش “اللجان الشعبية”، لكن باحثًا في شؤون مكافحة الإرهاب، أكد أن هذه الإستراتيجية تتعثر؛ حيث قال: “اللجان دي لعب عيال، دي مبادرة فاشلة، العيال بياخدوا على قفاهم من الجهاديين”.
أسباب التعثر
1- يقول زعماء قبليون، إن البعض في الحكومة ينظر إلى بدو سيناء وكأنهم طابور خامس، وفي الوقت نفسه يشعر رجال القبائل منذ فترة طويلة بأن الحكومة المركزية أهملتهم، وفي البداية ظل بعض كبار المسؤولين يشعر بالقلق من تسليم أسلحة للمقاتلين المحليين.
2- وقال ضابط في الشرطة برتبة نقيب، يعمل في شمال سيناء، إن المقاتلين القبليين لا يحصلون على أي تدريب قتالي رسمي، لكنهم يتلقون النصح من الجيش والشرطة.
3- وأشار أحد كبار رجال القبائل، كان من قبل في صدارة حملة الجيش، إلى أن تسليح مقاتلي القبائل قد يتسبب في اقتتال داخلي؛ حيث قال الرجل، الذي ورد اسمه على قائمة اغتيالات لتنظيم “الدولة” وابتعد عن شمال سيناء بعد أن هاجم مسلحون بيته: “نساعد الجيش؟ ماشي. لكن سلاح (لأ). احنا مش مليشيات”.
4- لكن السبب الرئيسي فيما واجهه الجيش من صعوبات في تجنيد المزيد من مقاتلي القبائل، كان العقاب القاسي الذي واجهه من انضموا لصفوف المقاتلين عندما وقعوا في أيدي مسلحي تنظيم “الدولة”.
5- وقال بعض أهالي سيناء، إن مقاتلي القبائل أعادوا بعض الأوضاع لطبيعتها في المحافظة، فيما شكى آخرون من أن المقاتلين يسرقون الطعام منهم أو يتنمرون عليهم، وقال صاحب متجر: “معندناش مشكلة في إنهم يساعدوا الأمن، بس ما يبلطجوش على الناس. دول بيستجوبوا الناس ويفتشوهم وده مش من حقهم. واللي ما بيعجبهمش بيبهدلوه وكأنهم شرطة بجد… في أحد الأيام أوقفوني وأثناء تفتيشي أخذوا مني طعامًا كنت عائدًا به إلى منزلي”.
وقال مصدر أمني، إن مقاتلي القبائل يمكنهم فقط المساعدة في تأمين الحواجز الأمنية وإطلاق النار فقط في حالة صد هجوم، كما أن عليهم إخطار الجيش بأسماء من سيشاركون في كل وردية أو مهمة.