فرق الداعية الإسلامي الكويتي طارق السويدان بين المجاهد والإرهابي، مضيفا أن “مصطلح الإرهاب يستعمله الجميع ضد الجميع، فالغرب والطغاة يطلقونه على كل من خالف سياساتهم حتى لو لم يحمل السلاح، ومن حمل السلاح بحق وباطل يطلق الإرهاب على كل خصومه حتى المجاهدين الآخرين” .
تعريف الإرهاب
وطرح في منشور له على “فيس بوك” تعريفه الشخصي للإرهاب، قائلا: “الإرهاب هو القتل المتعمد للأبرياء أو الأذى الموجَّه لهم أو لممتلكاتهم لأهداف سياسية”.
وأوضح “السويدان”: “بهذا التعريف تخرج الجرائم التي ترتكب لأهداف مالية، كالسطو والسرقات، رغم أن فيها قتلا أو أذى للأبرياء، والممتلكات؛ لأنها ليست لأهداف سياسية، كما تخرج المعارك الحربية بين الجيوش رغم القتل والأذى الذي فيها، كما يخرج من التعريف القتال الموجَّه ضد المحتلين والطغاة؛ لأنهم ليسوا أبرياء، ويدخل في التعريف تدمير المباني والمصانع وغيرها (إن كانت لأبرياء) حتى لو لم يحدث فيها القتل.
وأشار إلى أنه بهذا التعريف قد يكون الاٍرهاب من أشخاص أو جماعات، مثل داعش وحزب الله والحوثيين وغيرهم، وقد يكون إرهابا من أنظمة وحكومات، مثل أنظمة بشار والقذافي ومبارك وغيرهم الكثير.
الإرهاب في الأدلة الشرعية
وعن وجود مصطلح الإرهاب في الأدلة الشرعية، قال “سويدان” إنه ليس جديدا، فقد تنبأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وظهر في زمن الخلفاء الراشدين متمثلاً في فرقة الخوارج التي مارست الإرهاب فعلاً.
وذكر أوصافهم من الأدلة الشرعية والتي روى أكثرها الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
١- قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، أي يكثرون من قراءة القرآن الكريم بأفواههم، لكنه لا يتجاوز حناجرهم إلى عقولهم فهم لا يفهمونه!.
٢- قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام؛ أي أكثرهم شباب يفتقدون الحكمة.
٣- يقولون من خير قول البرية؛ أي يكثرون من الاستشهاد بالأحاديث الشريفة، لكنَّ لديهم أقوالا بلا فهم .
٤- “يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ؛”أي أنهم كثيرو العبادة، حتى إن صلاتهم وصيامهم أكثر من معظم الصحابة، رضي الله عنهم.
٥- “يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَم ؛”أي أن أسلحتهم وجهادهم المزعوم موجه للمسلمين، فيكثرون من قتل أهل الإسلام بدعوى أنهم ارتدوا!!.
٦- “وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ” فرغم أنهم يدّعون الإسلام والجهاد فإنهم لا يقاتلون الكفار ذوي الكفر الصريح، رغم أنهم يستحلون دماء أهل القبلة .
٧- “لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية” أي أنهم مسلمون في الظاهر (ولا يجوز تكفيرهم) لكن إيمانهم ظاهري، وفهمهم للإسلام سطحي سريع ليس فيه عمق (كسرعة السهم الذي يمر من خلال الهدف(.
وأشار “السويدان” إلى أن “الأحاديث الصحيحة كثيرة حول هذه الأوصاف التي انطبقت على الخوارج آنذاك وتنطبق على داعش وحزب الله وأمثالها اليوم، ولا شأن لنا بإيمانهم ولا تخدعنا الأدلة الشرعية التي يستشهدون بها!”.
كيف نتعامل معهم؟
وأوضح “السويدان” أن “الحوار هو الأصل في التعامل مع كل أصحاب الآراء والأفكار حتى لو كانت متطرفة، مشيرا إلى أن سيدنا علي رضي الله عنه رفض قتال الخوارج رغم أنهم كفّروه، وهو الخليفة والإمام الشرعي، وقال قولته الشهيرة: “قومٌ رأوْا رأيا فدعوهم وما رأوْا”.
وأفاد بأن سيدنا علي رضي الله عنه حدد متى يحل قتالهم فقال: “بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا، أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ، فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمْ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ”.
وعن العلامات الظاهرة التي تميز الإرهابي فهي -كما ذكرها “السويدان”- قتل الأبرياء، وقطع طريق الأبرياء (المتمثل اليوم في حصارهم(، وظلم أهل الذمة (المتمثل اليوم فيما فعلوه بالأزيديين والنصارى).
وضرب “السويدان” أمثلة لقتالهم في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قائلاً إنه قاتلهم لما قتلوا عبدالله بن خباب بن الأرت وزوجته، وقصتهم رحمهم الله تعالى كما جاءت في كتاب “أسد الغابة” مختصرة.
وقضها “السويدان” كما جاءت في “أسد الغابة”: “قتله الخوارج، كان طائفة منهم أَقبلوا من البصرة إِلى إخوانهم من أَهل الكوفة، فلقوا عبد اللّه بن خباب ومعه امرأَته، فقالوا له: من أَنت؟ قال: أَنا عبد اللّه بن خباب صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسأَلوه عن أَبي بكر وعمَر وعثمان وعلي، فأَثنى عليهم خيرًا، فذبحوه فسال دمه في الماء، وقتلوا المرأَة وهي حامل مُتِمّ، فقالت: أَنا امرأَة، أَلا تتقون الله؟! فبقروا بطنها، وذلك سنة سبعة وثلاثين”.
وأشار إلى أن سيدنا علي قتلهم “بناء على حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل: لئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ” (متفق عليه)؛ أي قتلاً عامًّا مستأصلاً”.
كما استشهد بقول علي رضي الله عنه: “إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخرّ من السماء أحبَّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “فأينما لقيتموهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة”.
واختتم منشوره قائلا: “إذًا يجب أن نقاتل هؤلاء الإرهابيين ولا نتردد، فهم خطر على الأبرياء، بل خطر على الإسلام نفسه، الخلاصة أننا لا شأن لنا بالنيات وما في القلوب فهذه لا يعرفها إلا الخالق سبحانه، لكننا نميز بين الإرهابي والمجاهد بهذه العلامات الظاهرة”.