شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صيحة “الروسوفوبيا” تُثير غضب رجال بوتين

صيحة “الروسوفوبيا” تُثير غضب رجال بوتين
سلط تقرير لـ"رويترز" على القلق العام الذي ينتاب مواطني روسيا حيال مستقبلهم ، وهو مايطلق عليه "الروسوفوبيا", أي الخوف الخوف غير المنطقي من كل ما يتعلق بروسيا.

سلط تقرير لـ”رويترز” على القلق العام الذي ينتاب مواطني روسيا حيال مستقبلهم، وهو مايطلق عليه “الروسوفوبيا”, أي الخوف الخوف غير المنطقي من كل ما يتعلق بروسيا. 

وقال التقرير: في فبراير هاجم وزير الخارجية الروسي, سرجي لافروف, “صيحة الروسوفوبيا في بعض العواصم العالمية” خلال زيارته لألمانيا، وقد اتهم وزير الدفاع الروسي الجنرال فيليب بريدلوف بأنه مصاب بالروسوفوبيا، وشهد قائد القوات الأميريكية في أوروبا بأن الولايات المتحدة وحلفائها ” يردعون روسيا الآن ويستعدون للقتال والانتصار إذا لزم الأمر”. 

واضاف: أصبحت عبارة “مصاب بالروسوفوبيا” تصنيفا مناسبا لأي شخص يختلف مع السلوك العدواني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الداخل والخارج، فأنت لا تنتقد رئيسا استبداديا وسياسيته غريبة الأطوار; بل تهاجم الأمة الروسية.

وقد بثت وسائل الإعلام الروسية الحكومية تقارير عن كيفية سعي أعداء روسيا بدأب لعزل الدولة – بالرغم من أن الجقيقة هي أن أفعال بوتين هي ما يعزل روسيا. 

وقال كاتب التقرير:عندما زرت موسكو لأول مرة قبل ٢٥ عاما بينما كنت لا أزال طالبا في الجامعة, كان الإتحاد السوفييتي يعيش آخر سنوات عمره، وكان الإصلاحي ميخائيل جورباتشوف يحاول فتح روسيا على العالم بعد سبعة عقود من الشيوعية, وكان الروس متعطشين للإنضمام للعالم مرة أخرى. وكانت النية الطيبة والتطلع والأمل هي المشاعر السيطرة على الروس والأمريكان على حد سواء، حتى أن من استضافوني في روسيا كانا يعلقان صورة لجورج بوش الأب الذي كان حينها رئيسا للولايات المتحدة في غرفة معيشتهم. 

كانت الحرب البادرة قد انتهت أخيرا، وكنت مذهولا بالعالم الموازي الذي كان موجودا خلف الستار الحديدي, وصدمني الحرمان الذي تحمله الناس. ثم عندما عملت صحفيا في موسكو, قابلت عشرات الروس الذي رحبوا بي في منازلهم وقلوبهم.. وقد ساعد هذا بالطبع, حتى أنني بذلت قصارى جهدي للتحدث بالروسية.. لكن لم يؤذيني كوني أميريكيا.. وكانت هذه ميزة في كثير من الأحيان. 

كان اهتمامي الأول في روسيا هو اكتشاف البلدان الأخرى التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي: أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق وجمهوريات وسط آسيا. وبالرغم من أن الخطاب المعادي لروسيا قد بخس الخطاب السياسي في أماكن أخرى, إلا أن اللغة الروسية لا تزال مفهومة, إن لم تستخدم على نطاق واسع. ونظرا لتاريخها الصعب مع روسيا, فإن دول أوروبا الشرقية اعتبرت عضويتها في حلف شمال الأطلسي إجراء دفاعيا حكيما. وقد أثبت هجوم بوتين المفاجئ على أوكرانيا أنه كانوا على حق. 

وتابع :بالنسبة لي, فإن حماقة الروسوفوبيا أصبحت أكثر وضوحا في أوكرانيا.. فمعظم أصدقائي الأوكرانيين لغتهم الأولى هي الروسية, وكثير منهم لديهم آباء أو أجداد من الروس.. هم لا يخافون من روسيا ولكن من نزعلتها الانتقامية وحكومتها الاستبدادية. 
وصلب المشكلة بين روسيا وحلفائها السابقين هي أن القومية كانت القوة المحركة لحركات الاستقلال التي فككت الاتحاد السوفييتي. فالاستونيون والليتوانيون والجورجيون كانوا يعلمون من هم وماذا كانوا يريدون: بلدانهم،  ولكن من وجهة النظر الروسية, بدا الأمر وكأن جيرانهم كانوا يهجرونهم. فالروس لم يضطروا أبدا لتحرير أنفسهم من الاتحاد السوفييتي: هم فقط استيقظوا في أحد الأيام على أطلاله الأيديولوجية. وليس مفاجئا أن القومية الروسية تجمع اليوم خليطا من الملكية والمسيحية الأرثوذكسية والشيعوية. 

واردف :ليس الاتهام بالروسوفوبيا قائما فقط على الاستياء من تفكك الامبراطورية. فهو أيضا متجذر في الاحباط من أن النموذج الغربي للحكم أثبت أنه طريقة أكثر جاذبية لإدارة الدولة..  بوتين الذي يحكم روسيا للعام السابع عشر مشغول الآن بانقاذ النظام. وهذا أحد أسباب عمل الكرملين بجد لتشويه الديموقراطية الليبرالية كنظام للحكم. فاقناع الروس بالخوف من الغرب لأن الغرب يكره روسيا هو طريقة لاشغال الشعب عن مساوئ حكم الرجل الواحد.  

واستطرد :عندما سافرت لأول مرة إلى روسيا عام ١٩٩١, كان الروس يسألونني لماذا قررت تعلم لغتهم والسفر إلى بلدهم. لم يصدق أن أمريكيا بلا جذور روسية قد يهتم ببلدهم.  كانت إجابتي بسيطة: اللغة الروسية السلسة, ثراء الأدب الروسيو اتساع جغرافيا الدولة, وتنوع شعوبها. كان الأمر يتعلق بما يطلق عليه الروس “الروح الروسية” – سخاء الروح وبراعة الارتجال وقت الشدة، ومن خلال الخطاب الصاخب حول “عالم روسي” جديد لتعويض إهانات الماضي, يظهر حكام روسيا الحاليين عدم ثقتهم بأنفسهم بشكل كامل. 

وختم :الأمر المثير للسخرية هو أن أكبر المصابين بالروسوفوبيا يتقلدون المناصب العليا في روسيا. فهم الأشخاص الذين يؤمنون بالحجة الجوهرية القائلة بأن الشعوب الروسي غير ناضج بشكل كاف ليتقبل الحكم الديموقراطي, ويمكن فقط أن يحكم من قبل زعيم قوي. 
الروسوفوبيا ليست مشكلة عالمية. بل مشكلة محلية.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023