تلعب المرأة أدوارا عديدة في حياتها، فهي ابنه، وأخت، وزوجة، وصاحبة وظيفة أو عمل، والأهم من هذا كله، أم.
ومما لا شك فيه أنها تبذل قصارى جهدها للقيام بكل دورة على أكمل وجه، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمومة، فإنها عادة ما تنسى ذاتها، ووفقا لإحدى الدراسات، تحصل الأم العادية على ١٧ دقيقة فقط لتنفرد بنفسها كل يوم؛ حيث تقضي معظم وقتها في العناية بأطفالها، والذهاب إلى العمل، والانشغال بالأعمال المنزلية.
الطريقة الوحيدة التي تستطيع الأم من خلالها إعادة شحن طاقتها هي أن تخصص وقتا لنفسها؛ فهي تحتاج أن تدرك أنها نقطة الارتكاز؛ تحتاج أن تستمد الطاقة أحيانا من داخلها، إلا أنها بعد أن تصبح أما، تبدأ في الاعتقاد بأن تخصيص بعض الوقت لنفسها تصرف أناني، وغالبا ما تفشل في إدراك مخاطر إهمال نفسها؛ ما يتسبب لها في مشاكل صحية بدنية ونفسية.
ويعتقد آر ايه ناديسان، الأخصائي النفسي واختصاصي تقييم الذكاء العاطفي، أنه “عندما لا تقوم الأم بتخصيص وقت لنفسها، فإنها تدخل في حالة من الحزن وعدم الرضا، وإذا لم تنتبه، فإن الأمر قد يتدهور إلى الاكتئاب”.
عدم تخصيص وقت لنفسك قد يزيد أيضا من اعتماد طفلك عليك؛ فالأطفال يجب أن يتعلموا أن يكونوا مستقلين منذ مراحلهم العمرية الأولى، وإلا فإنهم لم يكونوا قادرين على خوض معاركهم الحياتية بمفردهم عندما يكبرون، وفي نفس الوقت يجب أن يتوقف الانشغال بحياة الطفل عند نقطة معينة حتى لا يتحول إلى تطفل أو اقتحام.
ويقول ناديسان : “يجب أن تمنح الأم طفلها جذورا كي ينمو وأجنحة ليطير. يجب أن تحصل على ثقة أولادها، وأن تندمج معهم حتى إلى حدالاهتمام، لكن تعلمهم أن يكونوا مستقلين. لا يجب عليها أن تخوض معاركهم بدلا منهم، ولكن أن تزودهم بالثقة والإصرار وطرق البحث عن المعرفة”. قليل من الانفصال ليس مهما فقط للأطفال، ولكن أيضا للأمهات. فالأم عندما يكبر أطفالها وتتقدم في العمر وتقل طاقتها وقدرتها على القيام بالأمور التي كانت تعطيها شعورا بالرضا والإشباع سوف تعاني من فراغ كبير في حياتها. وبالإضافة إلى ذلك، عندما يغادر الأطفال المنزل للالتحاق بالجامعة، فإن الآباء قد يعانون من متلازمة العش الفارغ؛ ففي الوقت الذي يصبح فيه المنزل فارغا، غالبا ما تعيش الأم أحداثا حياتية هامة أخرى مثل انقطاع الطمث أو رعاية والدين مسنين.
ويضيف ناديسان: “من الناحية النفسية، إذا شعرت الأم بأنها غير مرغوب فيها أو مهملة، فإن هذا قد يتسبب في اضطرابات جذب الانتباه”، ومن ثم، يصبح من الضروري جدا لكل أم أن تستثمر بعض الوقت والطاقة في القيام بأشياء تحبها.
بعض النصائح للأمهات اللاتي يعانين من صعوبة تخصيص وقت لأنفسهن: أفضل وقت تقوم به الأم الجديدة بالأشياء التي تحبها، عندما يكون طفلها نائما.. لكن تأكدي من عدم تضييع هذا الوقت الثمين في تصفح هاتفك المحمول أو جهاز الكمبيوتر.. استثمري هذا الوقت في القراءة أو الانغماس في ممارسة الهوايات الأخرى، فاستخدام الشاشات لوقت أطول لن يفعل شيئا إلا أن يزيدك إرهاقا.
– اجعلي التواصل مع أصدقائك من عاداتك، فأصدقاؤك سوف يساعدونك على استعادة حيويتك قبل العودة إلى المنزل، اذهبي إلى الفنادق التي توفر مكانا خاصا للأطفال؛ حيث يمكنك الاستمتاع بوقت المنتجع الصحي أو جلسات تدليك الرأس بدون القلق على أطفالك، تتردد الأمهات الجديدة بخاصة في طلب المساعدة.
– رجاء لا تخجلي أن تطلبي من والديك أو أهل زوجك أو جيرانك أو أصدقائك مجالسة طفلك لساعات قليلة. فهم بالتأكيد لن يمانعوا، اعتمدي على زوجك أيضا، فهو الشخص الذي بإمكانه مساعدتك على النجاح في مهتمك، اختاري يوما كل أسبوع عندما يكون زوجك متاحا لتولي مسؤولية طفلك واستغلي هذا الوقت بالكامل، فهذا أيضا أمر أساسي لعلاقة الأب والابن، ابحثي عن أمهات يشاركنك نفس المسؤوليات.
واصطحبي أطفالك معك عندما تقابلينهم، وبهذه الطريقة يستطيع أطفالك تكوين صداقات جديدة، كما يمكنك التحدث معهم عن مشاكل أطفالك، إذا كان من الصعب عليك مغادرة المنزل، يمكنك شراء بعض أقراص الدي في دي الخاصة بالتأمل والتمارين الرياضية من الانترنت، ومارسي الرياضة في الوقت الذي يكون فيه طفلك نائما. – وبنفس الطريقة، يمكنك الحصول على مستحضرات التجميل وعلاجات التدليك بالمنزل في الأيام التي لا يمكنك فيها الخروج من المنزل.
وتذكري دائما في سعيك للحصول على وقتك الخاص ألا تجهدي نفسك. انظري في وجه طفلك وسوف تدركين أنه أكبر مخفف للضغط.