“عمرة دبي” مصطلح شاع استخدامه على مواقع التواصل الاجتماعي ووسط النشطاء السياسيين، للتعبير عن تكرار ظاهرة اختفاء المسؤولين المصريين “الهاربين” في الإمارات.
وأدت ثورة ” 25 يناير” إلى هروب بعض الوزراء والمسؤولين خوفا من المساءلة القانونية لعدد من الدول وحظيت الإمارات بنصيب الأسد منها، حيث احتضنت عددا كبيرا من رجال نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، آخرهم وزير العدل المقال أحمد الزند الذي ودعه رواد التواصل بالسخرية، معتبرين أنه نوع من الهروب لقضاء “عمرة” ممتدة.
وفي هذا التقرير نعرض تفاصيل عن بعض المسؤولين المصريين الهاربين للإمارات.
(1) أول المعتمرين.. رشيد محمد رشيد
مع الشرارة الأولى لثورة “25 يناير”، التزم وزراء المخلوع مبارك الصمت محاولين عدم المساس بالثوار الغاضبين بالميادين، إلا وزير الصناعة والتجارة الأسبق رشيد محمد رشيد، المتهم بالاستيلاء على 31 مليون دولار، خرج نافيًا أي تهم موجهة له، قائلا بكل ثقة: “لا أعرف شيئًا عن منعي من السفر.. أنا في دبي”.
وأصدر النائب العام الأسبق المستشار عبد المجيد محمود، قرارًا في 4 فبراير 2011 بمنع “رشيد محمد رشيد من السفر بل وتجميد أرصدته في البنوك.
وفي اليوم التالي نفى رشيد في مداخلة هاتفية أن يكون قد اقترف مخالفات تبرر خطوة النيابة العامة الأخيرة بتجميد أرصدته ومنعه من السفر، وقال إن القرار مستغرب إلا أنه صدر ضده حكم غيابي من محكمة جنايات القاهرة في 5 يوليو 2011 بسجنه خمس سنوات بعد إدانته بتهمة إهدار المال العام، وتغريمه مليوني جنيه.
وفي مايو 2013 تصالح رشيد مع الدولة وتم رفع اسمه من قوائم الترقب، لكن سرعان ما تم تحريك قضايا أخرى ضده ويتم نظر تلك القضايا الآن أمام القضاء.
(2) المعتمر الثاني.. أحمد شفيق
في 26 يونيو 2012، لم يكن أمام الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة 2012 سوى التمويه على خروجه المفاجئ من مصر إلا عبر “بوابة العُمرة” لضمان خروج من البلاد، خوفًا من تحريك دعاوى قضائية ضده تحول دون سفره.
رحل “شفيق” من أوسع بوابات مطار القاهرة إلى أبوظبي برفقة ابنتيه للإقامة لفترة بالإمارات، وعندما طالت “الغيبة” تحدثت حملته عن “توجهه إلى السعودية لأداء العمرة”.
في يناير الماضي، تحدثت تقارير إعلامية عن رفع اسم الفريق أحمد شفيق من قوائم الترقب على خلفية اتهامه في قضية أرض الطيارين، إلا أن محاميه المستشار يحيى قدري خرج لينفي صحة رفع الاسم.
وفي آخر تصريحاته، تحدث قائلا: “لم أُبلَّغ رسميًا بهذا القرار.. وفي حالة إبلاغي رسميا سأعود فورًا إلى الوطن”، صحيح أن الفريق شفيق لا يزال متمسكًا بأمل العودة إلى مصر، إلا أن عمرته تجاوزت الـخمس سنوات.
(3) آخر المعتمرين.. أحمد الزند
المستشار أحمد الزند وزير العدل المقال، آخر المغادرين للإمارات حيث غادر مطار القاهرة الدولي بعد ظهر اليوم الأربعاء، متوجها إلى أبوظبي على متن طائرة خطوط الاتحاد، حيث أنهى إجراءات السفر عبر استراحة كبار الزوار.
وقال مصدر بمطار القاهرة الدولي إن أسرة المستشار الزند المكونة من زوجته وأبنائه وزوجاتهم غادرت معه على متن الرحلة نفسها.
وأوضح المصدر أن وزير العدل المقال سافر إلى الإمارات للمشاركة في حفل زفاف نجل صديق سابق له في سلك القضاء كانا يعملان معا في رأس الخيمة.
وقالت حركة 6 إبريل، عبر حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، معلقةً على توجه “الزند” للإمارات، على غرار الفريق أحمد شفيق، “عمرة مقبولة للشامخ”.
وعلق الناشط الحقوقي جمال عيد، عبر حسابه الشخصي بـ”تويتر”، قائلًا: “الرؤساء إلى السعودية، الوزراء إلى الإمارات، الثوار إلى طرة.. قسمة حنظلة”.
وعبر “تويتر”، قالت الصحفية نادية أبوالمجد: “الزند على خطى شفيق”.
وعلق الحقوقي هيثم أبوخليل بالقول: “سفر الزند للإمارات.. يوثق للمرة المليون بما لا يدع مجالا للشك أنها باتت صندوق نفايات العالم العربي!”.
وتعجب المحامي والحقوقي نجاد البرعي من سرعة مغادرة وزير العدل المقال المستشار أحمد الزند أرض الوطن.
وسخر عضو جبهة الضمير، عمرو عبدالهادي، من اختيار الزند أبوظبي مثلما اختارها المرشح الرئاسي الخاسر أحمد شفيق، فقال: “إلى الزند لو قابلت أحمد شفيق في الطواف ابقى ارجمه”.
وكان رئيس وزراء مصر شريف إسماعيل قد أصدر قرارا يوم الأحد الماضي بإعفاء الزند من منصبه كوزير للعدل، بعد إساءته للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في لقاء تليفزيوني له قبل عدة أيام.