دويّ الانفجارات لم يتوقف منذ ما يزيد على عامين ونصف العام، وأصوات المدفعية لم تتوقف أيضا، بل تتزايد، والسبب هو أكمنة الجيش المنتشرة على الطريق الدولي بالعريش، وعلى الطرق العامة والفرعية بجنوب الشيخ زويد ورفح شرق العريش.
ويقوم الجيش المصري بقصف القرى الجنوبية لهذه المدن بشكل يومي بالمدفعية، والتي قال عنها نشطاء سيناويون، إنها تستخدم ضد جيوش نظامية وليس ضد مدنيين.
فمنذ عدة أيام قامت بعض الارتكازات العسكرية بقصف قرى جنوب الشيخ زويد، ومنها قرية العكور، حيث سقطت القذائف على الوحدة المحلية للقرية، وبعض المنازل الخاصة بالمواطنين.
وبسؤال الأهالي.. يقول “س.م” من قبيلة السواركة وهو أحد ساكني قرية العكور جنوب الشيخ زويد: “إن الجيش قام بقصف القرى بمدفعية ثقيلة جدا من ارتكاز “السدرة العسكري”، وسقطت عدة قذائف على بعض المنازل، ولم يصَب أحد بسبب إخلاء هذه المنازل من قبل المواطنين مسبقا، ورحيلهم عن القرية، ولم يكتفِ الجيش بقصف المنازل، بل تزايد القصف ليطال الوحدة المحلية للقرية، فحين بدأ القصف المدفعي خرجنا من المنازل إلى مزرعة للزيتون واختبأنا بها إلى صباح اليوم التالي؛ خوفا من أن تطال القذائف أبنائي وزوجتي”.
وفي عشة صغيرة تسكن السيدة “أم محمد” إحدى المهجّرات من قرى جنوب الشيخ زويد إلى مناطق قالت إنها أكثر أمانا بالنسبة لها غرب مدينة الشيخ زويد، حيث قالت إن قوات الجيش قامت بهدم منزلها في إحدى الحملات العسكرية على قرية المقاطعة جنوب الشيخ زويد، ثم اعتقل الجيش ابنها الأكبر، ثم تم قتله وتصفيته وألقوا جثمانه بتقاطع الإرسال قرب قرية الحسينات جنوب رفح.
وتضيف السيدة أم محمد: “كنا أسرة ميسورة الحال، ونعيش حياة هادئة للغاية، حتى بدأت العمليات العسكرية من قبل الجيش، فقام الجيش بحملاته على قرانا، وإذ به يدمر حياتنا تماما، ولكن بدأ إجرام الجيش بالفعل حين قام بقصف المنازل بالقرى وتدمير كل شيء حتى أصبحت قرانا نسخة ثانية من سوريا”، وقالت وهي تبكي: “لا نريد أي تعويضات، ولكن نريد العودة إلى منازلنا وقرانا، ونريد حقوق أبنائنا، ونريد المواطنة، ونريد أن تعاملنا الدولة المصرية على أننا مواطنون من الدرجة الأولى”.
وتعيش المناطق الجنوبية لرفح والشيخ زويد في حالة مأساة، حيث تحدث بعض النشطاء السيناويين أن مناطق جنوب رفح والشيخ زويد شرق العريش تحولت إلى مناطق مدمرة تماما.
وطالب بعض النشطاء والصحفيين السيناويين بالسماح لدخول وسائل الإعلام إلى مناطق سيناء، وقالوا: ما المصلحة من عدم إظهار الصورة الحقيقية لما يحدث فى سيناء؟ محملين الجيش المصري وعبدالفتاح السيسي مسؤولية ما يحدث من قتل وهدم وقصف أهل سيناء.