وسط ترديد بعض الأقاويل حول تغيير رأس النظام المصري الحالي عبد الفتاح السيسي واستبداله بآخر، من خلال توافق قوى سياسية وإقليمية على إيجاد بديل يتمثل في رئيس جديد لمصر والإطاحة بالسيسي، وذلك في إطار التصورات التي تهدف إلى إنقاذ مصر من حالة التخبط السياسي والاقتصادي الحالية، وظهور مبادرات لحل آمن يتضمن خروج السيسي من الحكم واستبداله بآخر، فإن هذا الطرح يفرض تساؤل هام، هل يكون صدقي صبحي وزير الدفاع الحالي بديل السيسي؟
وكان ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أكد في حوار لـ”رصد” أن قرار مصر لرفض إرسال قوات ضمن حملتها في اليمن أثار غضب السعودية، إضافة إلى تأييد السيسي -جنبًا إلى جنب مع إيران والأردن- للحملة الروسية في سوريا، كما يتعارض دعم مصر لحكومة طبرق في ليبيا واللواء حفتر مع دعم السعودية وتركيا للفصائل المنافسة في طرابس ومصراته، ولذا ربما يفضل الملك سلمان استبدال السيسي بلواء جيش آخر، على حد قوله هيرست.
الدستور يحصنه ويعطيه فرصه
يقول عصام الإسلامبولي الفقيه الدستوري، إن السيسي سبق ولمح بتعديلات دستورية، الأمر الذي فتح الباب نحو المادة 234 التي تنص على تعيين وزير الدفاع لدورتين رئاسيتين كاملتين، لأنها تتعارض مع كل النصوص الدستورية التى تمنح “السيسى” مدة 4 سنوات فقط، والنواب 5 سنوات”، وهذا ما يجعل مقاليد الأمور بيد الفريق صدقى صبحى دون غيره.
وأضاف الإسلامبولي: “هذه المادة وُضعت لاعتبارات خاصة من أجل السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع، وحال تعديل الدستور ستكون أولى المواد المطلوب تغييرها، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى صدام بين المؤسستين العسكرية والرئاسية.
قبول سعودي
واعتبر طارق البشري الكاتب والمفكر، أن فرص صدقي صبحي في أن يكون بديلاً للسسي ليست بعيده، لافتًا إلى أن الأمر يتوقف على دور صبحي في مرحلة خروج السيسي، موضحًا أنه إذا كان خروج السيسي بيد المؤسسة العسكرية وبرعايتها رعاية كاملة كما حدث في 30 يونيو 2013 ، فبذلك صبحي سيكون له دفعة للترشح لمنصب الرئاسة، وإعلان فترة انتقالية لتحديد الخطوات التالية، بناءً على العلاقات مع السعودية.
وأكد البشري في تصريح لـ”رصد” أن العلاقات المصرية السعودية في الآونة الأخيرة، كانت عسكرية من الدرجة الأولى، حيث انضمت مصر للتحالف العربي ثم التحالف الإسلامي، وشاركت في حرب اليمن، لذلك فإن صبحي كان له دور في كل هذا وتقرب كثيرًا له، فدعمه من السعودية أمر ليس بالبعيد.
وتابع البشري، أما إذا كان خروج السيسي بعيدًا عن الجيش ورغمًا عنه، فصبحي سينال مصير السيسي أيًا كان، لأن المملكة السعودية في غنى عن دعم قيادات غير مرغوب فيها، وتخشى أن يتكرر السيناريو السوري مجددًا في مصر.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي الأخرى على علاقة قوية مع قادة الجيش من الدرجة الأولى والثانية، باعتبار أن هناك شراكة عسكرية ومهما تبادلية بينهم، مؤكدًا أن أميركا تضع البديل دوما في حساباتها.
طموحه وسط مطامع
وقال اللواء المتقاعد عادل سليمان، إن أي وزير دفاع والذي يعد الرجل الثاني في الدولة، سيكون له طموح في رئاسة الجمهورية، ولا شك في أن يكون لصبحي طموح أن يكون رئيس جمهورية، وكذلك الحال مع محمود حجازي رئيس الأركان، وكل قيادة عسكرية ترغب في مركز أقوى فهذة طبيعة الجيش.
وأضاف سليمان في تصريح لـ”رصد” إن طموح حجازي محاط بمطامع عدة أبرزها رجال القوى الاقليمية بينهم شفيق وعنان وغيرهم، كما أن هناك قوى سياسية تنتظر سقوط الملك من العرش لتتسارع عليه.
كما أشار سليمان إلى أن دعم القوى الاقليمية على رأسها السعودية سيكون شائكًا، خاصة فإن منصب الرئاسة المصرية يترقبه 4 جهات لها دعم سياسي وعسكري وإقليمي ودولي.
يظل الجنرال صدقي صبحي وزير الدفاع المصري، على رأس البدائل القوية للسيسي، لكن ثمة عوامل أخرى تجعله رقما صعبا في معادلة تغيير النظام، من خلفيته العسكرية التي تجعله لا يختلف كثيرا عن السيسي، في الحصول على رضا المعارضين وقبوله بديلا للسيسي في الوقت الذي تدعم فرصه اعتبارات أخرى دستورية ودولية تجعل منه رقما صعبا في معادلة التغيير في مصر.