ألقت مجلة “دير شبيجل” الألمانية، الضوء حول بروز ظاهرة جديدة اتسمت بها ما يطلق عليه “الأعمال الإرهابية” التي حدثت مؤخرًا في العالم، وهي ظاهر “الأخوة الإرهابيين”؛ أي يكون المهاجمون إخوة، أو يتم ظهور أحدهما في فترة لاحقة، ضمن عمل “إرهابي” جديد.
وأفادت المجلة في تقرير – حسب موقع دويتشه فيله – أن الأخوين إبراهيم وخالد بكراوى، المتهمان بتنفيذ الهجمات “الانتحارية” في مطار بروكسل، لم يكونا الوحيدين الذين لهما رابط أخوي، ففي فرنسا مطلع عام 2015، اتهمت السلطات الفرنسية سعيد وشريف كواشي بالهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، والذين قتلا فيما بعد في اشتباكات مع الشرطة الفرنسية، كما أن صلاح عبد السلام، والذي ألقت الشرطة البلجيكية القبض عليه بتهمة المشاركة في هجمات باريس في نوفمبر 2015، هو أيضًا شقيق إبراهيم عبد السلام، أحد “الانتحاريين” المفترضين في تنفيذ هجمات باريس، والتي خلفت حوالي 130 قتيلًا.
واشارت “دير شبيجل” أن الأمثلة لا تقتصر على ما سبق، ففي عام 2013 ألقيت مسؤولية تنفيذ هجومين على ماراثون في مدينة بوسطن الأميركية على الشقيقين من أصل شيشاني جوهر و تامرلان تسارنايف.
وبينت ان هناك حالة خاصة لفتت النظر إليها وهي التحاق الطفل يونس أباعود “13 عاما” بأخيه عبد الحميد أباعود، العقل المدبر المفترض لهجمات باريس، بـ”تنظيم الدولة” بسوريا، وقد أعتبر يونس من أصغر المقاتلين عمرًا في التنظيم.
و في دراسة أجريت على 466 من الجهاديين في مركز أبحاث يدعى”أميركا الجديدة” ونشرت نتائجها في عدة صحف، فقد أظهرت أن حوالي ربع المقاتلين الغربيين في “تنظيم الدولة” انضم إليهم بعض الأقارب في فترات لاحقة ، كما أن دراسة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية شملت 46٪ من 120″عملية إرهابية” تمت دراستها، أظهرت وجود معرفة مسبقة لأحد أفراد أسرة المهاجم بهذه العمليات.
ويؤكد خبير “مكافحة الإرهاب” في مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية راينلاند ـ بفالس، مروان أبو طعام، في تصريح مع “دويتش فيلة” إن ظاهرة استقطاب الأخ للمشاركة في عمليات “إرهابية” لها عدة مسببات، منها أن يكون هؤلاء الإخوة تربطهم علاقة قوية، فهنالك أشقاء، واجهوا أثناء طفولتهم مشاكل كثيرة مع الأسرة، مما ولد بينهم علاقة قوية، شجعتهم على المضي قدمًا بشكل مشترك”.
وأوضح أبو طعام “أيضًا من المسببات أن يكون هؤلاء الأشقاء قد تعرضوا لنفس التربية والظروف التي عاشوها وعاصروها، وجعلت منهم متشددين”، أما السبب الثالث فهو بحسب الخبير الأمني أن الأخ يكون قادر على التأثير على شقيقه في بعض الأحيان ذلك بسبب قربه الشديد منه.
ويرى الباحث في شؤون “الإرهاب” ألبريخت متسغر، أن بروز “ظاهر الأخوة الإرهابيين” هي شيء منطقي، طبقًا إلى الطريقة التي يتم بها الاستقطاب بين “الإرهابيين”، وبحسب الباحث الألماني، فإن ظاهرة الاستقطاب، تتم دائمًا عبر ما يسمى “الدوائر الضيقة”، وهو مصطلح يعني بأن يتم التأثير من “الإرهابي” على الدائرة القريبة منه، والتي لها أهمية له، ويكون قادرًا على التواصل معها بحرية، دون خوف من الملاحقة، وتتشكل حلقة متتالية من التأثير بين الأشخاص الأكثر قربًا من بعض وهكذا تتسع الدائرة شيئًا فشيئًا، على حد تعبيره.