شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد مرور 5 سنوات.. تعرّف على التسلسل الزمني لمفاوضات “سد النهضة”

بعد مرور 5 سنوات.. تعرّف على التسلسل الزمني لمفاوضات “سد النهضة”
في صباح 1 مايو 2010، أعلنت أثيوبيا عن عزمها بناء سد يقلل من حصة مصر والسودان من مياه النيل، ويقع السد على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول قماز، بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية على مساحة تتراوح من 20، 40 كيلومترًا.

في صباح 1 مايو 2010، أعلنت إثيوبيا عن عزمها بناء سد يقلل من حصة مصر والسودان من مياه النيل، ويقع السد على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول قماز، بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية على مساحة تتراوح من 20: 40 كيلومترًا، حيث قررت إثيوبيا أن ينتهي البناء في السد بحلول 2017 وقالت إنه سيصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الإفريقية والعاشر عالميًا في قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء، وفي 31 مارس 2011، تم منح عقد قيمته 4.8 مليارات دولار دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية “ساليني”.

وفي 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي حجر الأساس للسد، وقد تم إنشاء كسارة للصخور جنبًا إلى جنب مع مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع، وفي 15 أبريل 2011، أعاد مجلس الوزراء الإثيوبي تسمية السد بـ”سد النهضة الإثيوبي الكبير”؛ حيث كان في البداية يطلق عليه “مشروع X”، وبعد الإعلان عن عقود المشروع أطلق عليه “سد الألفية”.

مفاوضات سد النهضة

قبل التطرق إلى المفاوضات المصرية الإثيوبية حول سد النهضة، يجب الحديث عن القطيعة بين البلدين التي بدأت مع قدوم عام 1995 بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال حضور مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية؛ الأمر الذي أدى إلى تصاعد لهجة التصريحات الرسمية والإعلامية العدائية المتبادلة بين البلدين، واستمرت هذه القطيعة حتى قيام ثورة 25 يناير.

بداية المفاوضات: في مايو 2011، أعلنت إثيوبيا أنها سوف تتقاسم مخططات السد مع مصر لدراسة مدى تأثيره على دولتي المصب، وفي الفترة من أغسطس حتى نوفمبر من نفس العام تم تنظيم زيارات متبادلة لرئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوى والدكتور عصام شرف، والاتفاق على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار السد.

وبعد عام كامل، أي في مايو 2012 بدأ عمل لجنة دولية تضم 4 خبراء دوليين إلى جانب الخبراء الوطنيين من الدول الثلاث، لتقييم الآثار المترتبة على بناء السد، حيث استمر عمل اللجنة عام كامل، وأصدرت تقريرها في 31 مارس 2013، والذى تضمن توصيات بضرورة إجراء دراسات تقييم لآثار السد على دولتي المصب، وأحرزت هذه اللجنة تقدمًا كبيرًا في المفاوضات في فترة تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر.

توقفت المفاوضات عدة أشهر بسبب الأحداث في مصر بعد أحداث 30 يونيو والثالث من يوليو، لكن أعمال بناء السد لم تتوقف، وفي يونيو 2014 عقدت قمة بين عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي، في مالابو على هامش أعمال القمة الإفريقية وتم الاتفاق على استئناف المفاوضات حول سد النهضة وتوقيع وثيقة بين البلدين، واستؤنفت المفاوضات في الخرطوم أغسطس، 2014، وتم تشكيل لجنة من 12 خبيرا من الدول الثلاث “مصر والسودان وإثيوبيا” بواقع 4 خبراء من كل دولة، لبحث آلية القيام بالدراسات الفنية للسد.

يُشار إلى أنه خلال الفترة من سبتمبر 2014 حتى يناير 2015 دارت اجتماعات ومشاورات بين الدول الثلاث حول اختيار المكاتب الاستشارية المعنية بدراسة تأثيرات “سد النهضة” وتم الاستعانة بمكتب “كوربت” الإنجليزي في المسائل القانونية، وفي مارس 2015 وقع رؤساء الدول الثلاث “مصر وإثيوبيا والسودان” على إعلان المبادئ في الخرطوم.

نتج عن هذا الاتفاق أن اجتمع وزراء المياه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أبريل 2015، وانتهى باختيار المكتب الفرنسي “بي آر ال” لإعداد الدراسات الفنية لسد النهضة، بمساعدة المكتب الهولندي “دلتارس”، لكن في شهر سبتمبر أعلن المكتب الهولندي انسحابه من إجراء الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي مع المكتب الفرنسي لأسباب تتعلق بعدم دقة وحيادية الدراسات.

ونظمت هذه المحادثات السابقة في ثماني مقابلات، وفي أكتوبر عام 2015 عقدت الاجتماعات الفنية التاسعة، في القاهرة بحضور وزراء المياه من الدول الثلاث والتي انتهت بتحديد جولة “عاشرة” للتفاوض في الخرطوم مجددًا بحضور وزراء الخارجية والمياه، وعقدت الاجتماعات في أول ديسمبر، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق فيها سوى الاجتماع مرة أخرى في الخرطوم بعد أسبوعين واجتمع وزراء الخارجية والمياه في نهاية نفس الشهر في الخرطوم، واتفقوا على دخول مكتب “آرتيليا” الفرنسي بديلًا عن “دلتارس” للقيام بتنفيذ الدراسات بنسبة 30% مع مكتب “بي.أر.أل” الذى يستحوذ على نسبة 70% من الدراسات، وذلك في فترة لا تتجاوز 11 شهرا.

الاجتماع الحادي عشر عُقد في شهر فبراير 2016، حيث عقدت اللجنة الوطنية لسد النهضة اجتماعها في الخرطوم بحضور وزراء المياه، لبحث العرض الفني والمالي والقانوني المقدم من المكتبين الفرنسيين، “بى.آر.آل. و”أرتيليا” لتنفيذ الدراسات الفنية، وأعلن الوزراء توافقهم حول العروض واتفقوا على الاجتماع في إثيوبيا وتوقيع عقود تنفيذ الدراسات نهاية الشهر الحالي.

خمس سنوات على وضع حجر الأساس

اليوم 2 أبريل 2016، يكون قد مر خمس سنوات على وضع حجر الأساس لـ”سد النهضة”، وحول هذا الموضوع قال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: إن إثيوبيا تقيم اليوم احتفاليات بعد مرور 5 سنوات على وضع حجر أساس سد النهضة على مجرى النيل الأزرق.

وأضاف “نور الدين” -عبر منشور له على “فيس بوك”-: “خمس سنوات تمر اليوم على وضع حجر أساس سد النهضة والخراب الإثيوبي على النيل الأزرق ويقيمون اليوم احتفاليات صاخبة بتحقيق حلم التحكم في مصر ومقدراتها”.

وتساءل “نور الدين”: “هل نهر صغير بحجم النيل الأزرق لا تزيد تصرفاته على 50 مليار متر مكعب في السنة قادر على ملء بحيرتين كبيرتين الأولى في إثيوبيا بحجم 75 مليارا والثانية في مصر بسعة 162 مليار منها 90 مليار عمق حي؟! آه لو عدت يا زمن”.

يُشار إلى أن نهر النيل ينبع من مصدرين رئيسيين هما:

الهضبة الإثيوبية، التي تشارك بنحو 71 مليار م3 عند أسوان “85% من إيراد نهر النيل”، من خلال ثلاثة أنهار رئيسية: النيل الأزرق “أباي” 50 مليار م3، ونهر السوباط “بارو-أكوبو” 11 مليار م3، ونهر عطبرة “تيكيزي” 11مليار م3.

هضبة البحيرات الاستوائية التي تشارك بنحو 13 مليار م3 “15% من إيراد نهر النيل” تشمل بحيرات فيكتوريا، وكيوجا، وإدوارد، وجورج، وألبرت.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023