كشفت تصريحات عبدالفتاح السيسي عن إيرادات قناة السويس كذبه؛ حيث أكد السيسي أن الحديث عن تراجع إيرادات قناة السويس غير صحيح، مشيرًا إلى أن مسؤولًا غربيًا أكد أن إدارة النظام المصري للأمور مثيرة للانتباه، في حين كشفت هيئة قناة السويس تراجع الإيرادات.

وأضاف السيسي، أثناء إطلاق شارة بدء حصاد محصول القمح، ضمن المشروع القومي “المليون ونصف المليون فدان”، الخميس، “سمعت حد بيقول إيرادات القناة قلت، بقولكم لأ طبعًا بالعكس”.

ولم يعلن السيسي قيمة إيرادات قناة السويس أو نسبة الزيادة التي تحققت.

هيئة قناة السويس: الإيرادات انخفضت 290 مليون دولار

وأظهرت بيانات هيئة قناة السويس، تراجع إيرادات قناة السويس خلال العام الماضي، وكذلك في أول شهرين من العام الجاري، وفقًا لما نشرته وكالة أنباء “رويترز”.

وكانت هيئة قناة السويس أعلنت، في يناير الماضي، بحضور الفريق مهاب مميش، انخفاض إيرادات القناة في عام 2015 إلى 5.175 مليار دولار مقابل 5.465 مليار دولار، بانخفاض 290 مليون دولار.

وأرجع ناجي أمين، مدير إدارة التخطيط بهيئة قناة السويس، في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة للإعلان عن إيرادات عام 2015، انخفاض إيرادات قناة السويس خلال العام الماضي إلى “أسباب متعددة تتعلق بوحدة حقوق السحب الخاصة (‭‭‭‭‭SDR‬‬‬‬‬) وتتعلق أيضًا بانخفاض سعر البترول عالميًا”.

وتتوقع هيئة قناة السويس ارتفاع الإيرادات من مرور السفن إلى 13.2 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2023، بعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في أغسطس الماضي.

المركزي: رسوم القناة تراجعت 210 ملايين دولار في النصف الأول من العام

وقال البنك المركزي المصري إن رسوم مرور السفن عبر قناة السويس، تراجعت بما يقارب 210 ملايين دولار خلال النصف الأول من العام المالي الجاري 2015-2016، لتحقق ما يزيد على 2.646 مليار دولار خلال الفترة من يوليو حتى ديسمبر 2015-2016، مقارنةً بإيرادات تجاوزت 2.857 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق.

وأوضح تقرير أداء ميزان المدفوعات الصادر على موقعه الإلكتروني، أمس الأربعاء، أن إجمالي المتحصلات من قطاع النقل انخفضت أيضًا إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار خلال يوليو حتى ديسمبر 2015-2016 بدلًا من 5.1 مليار دولار خلال فترة المقارنة.

وعن العجز بميزان المدفوعات، كشف التقرير أن العجز الكلي بميزان المدفوعات قفز إلى 3.4 مليار دولار خلال يوليو حتى ديسمبر من العام المالي 2015-2016، مقابل عجز كلي بلغ مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق.

وأضاف تقرير البنك المركزي أن ذلك نتج عن تصاعد العجز في حساب المعاملات الجارية، والذي بلغ نحو 8.9 مليار دولار، مقابل 4.3 مليار دولار حلال الفترة نفسها، بينما حقق حساب المعاملات الرأسمالية والمالية صافي تدفقات للداخل بقيمة 9.2 مليار دولار مقارنةً بـ772.1 مليون دولار.

انخفاض أسعار النفط

وقال شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن انخفاض إيرادات قناة السويس يرجع إلى انخفاض أسعار النفط وقلة حركة ناقلات البترول، ما جعل المعروض أكثر من الطلب، بالإضافة إلى أن حركة التجارة العالمية قلت بنسبة 25%، ما أثر بشكل ملحوظ على إيرادات القناة.

وأوضح أن حركة التجارة العالمية بدأت تأخذ مسارات جديدة للتجارة، فأصبحت لا تعتمد على المسارات التقليدية للتجارة مثل التجارة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، بل زاد الاهتمام بالتجارة البينية مثلما يحدث بين دول أوروبا.

الأزمة الاقتصادية العالمية

وأرجع رضا عيسي، الخبير الاقتصادي، انخفاض إيرادات قناة السويس إلى الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي هذه الفترة، منوهًا بأن القناة مرفق عالمي تعتمد بشكل أساسي على التجارة العالمية ولا تتأثر بالتجارة المحلية إلى حد كبير.

وأشار “عيسى”، في تصريحات صحفية، إلى أن نسبة الانخفاض الآن يمكن السيطرة عليها، ولكن تتزايد المخاوف فيما بعد، وأن ذلك يتوقف على طبيعة الاقتصاد المصري، مضيفًا أنه إذا كان الاقتصاد خدميًا؛ فلا نستطيع السيطرة على الاقتصاد الإنتاجي الذي يسهم في التغلب على الأزمة.

وشدد الخبير الاقتصادي، على ضرورة تنمية القطاعات الإنتاجية لكي نتمكن من مواجهه هذه الأزمة بنجاح.