شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الصحف “الإسرائيلية” تكشف سيناريوهات مصرع قائد قوات حزب الله بسوريا

الصحف “الإسرائيلية” تكشف سيناريوهات مصرع قائد قوات حزب الله بسوريا
هل أدت المعركة الخاسرة في خان تومان إلى قتل المسؤول العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين؟ يتساءل الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في "هآرتس".

هل أدت المعركة الخاسرة  في خان تومان إلى قتل المسؤول العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين؟ يتساءل الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل  في “هآرتس”.

وخان تومان بلدة استراتيجية إلى الجنوب من حلب المحاصرة ، قتل فيها خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من 50 ايرانيا، بينهم الكولونيل شافي شافعي، وينسب الإيرانيون الهزيمة في خان تومان إلى التدخل السعودي، القطري والتركي والأميركي، “الدول التي تعمل قواتها إلى جانب قوات المعارضة  وهي توفر لها السلاح والذخيرة الارشاد”. 

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أنه في الشبكات الاجتماعية لتنظيمات “المتمردين” تم نشر تقارير تقول إن بدر الدين قتل في السادس من مايو خلال معارك خان تومان، وحسب تلك التقارير، فإنه لا أساس لرواية حزب الله بأنه قتل جراء قذيفة أو صاروخ تم اطلاقه من قبل “قوات التكفيريين” عندما تواجد في قاعدة التنظيم قرب دمشق.

 

وتدعم هذه الرواية تصريحات تنظيمات المعارضة التي تقول إنهم لم يطلقوا في الأيام الأخيرة قذائف أو صواريخ باتجاه المطار وأن الموقع الأمامي لتنظيم أحرار الشام يبعد حوالي 15 كلم عن موقع الاصابة ، كما أن هذه التنظيمات لا تملك صواريخ أو قنابل دقيقة إلى هذا الحد.

خلافات داخلية 

ويتحدث المحلل الإسرائيلي عن مشبوهين محتملين في قتل بدر الدين الذي اختلف مع مسؤولين كبار في حزب الله في مسألة التكتيك الذي يجب اتباعه في الحرب ضد “إسرائيل”، وطرق تفعيل القوات في سوريا. 

قبل عامين نشرت صحيفة “السياسة” الكويتية عن خلاف شديد في صفوف التنظيم، وتوجيه اتهامات شديدة إلى بدر الدين بالإهمال في إدارة الوحدة العسكرية 910 بقيادة طلال حمية، الذي تم تعيينه مسؤولا عن عمليات حزب الله خارج لبنان، والوحدة  133 بقيادة محمد عطايا، المسؤولة عن النشاط في المناطق، لقد اتهم بدر الدين بأن عشيقاته أثرن على اهتمامه بالعمل الإداري، الأمر الذي تسبب بفشل عدة عمليات للتنظيم كمحاولة تنفيذ عملية في تايلند في 2014.

ووقع خلاف بين عطايا وبدر الدين على خلفية التفاف عطايا على بدر الدين وتقديم تقارير مباشرة إلى المسؤولين في بيروت، من المتوقع ان يستبدل “حمية” بدر الدين في منصبه، إلا إذا تبين بأنه ساعد على قتله. 

ويعتقد الكاتب أن حزب الله عرف، كما يبدو، من هو المسؤول عن قتل بدر الدين، والمشكلة الرئيسية التي تواجه التنظيم هي امكانية وجود اختراق استخباري في صفوفه، خاصة وأن الحديث عن قائد كان معروفا في حرصه الصارم على السرية، والذي استبدل أماكن اقامته بشكل دائم ولم يستخدم الهاتف الخليوي لأكثر من يومين متواصلين.

ويتساءل عاموس هرئيل في هأرتس أيضا “أي تنظيم يملك القدرة على المبادرة الى القصف المدفعي، الذي يعتمد كما يبدو على معلومات دقيقة، ويكون بدر هو المصاب الوحيد من بين المجموعة التي تواجدت معه؟ وأي تنظيم لم يكن سيفاخر بإنجاز كهذا وينشر بيانا رسميا حول نجاحه؟ 

أما الكاتب والمحلل “الإٍسرائيلي” اليكس فيشمان كتب في “يديعوت احرونوت” إنه بعد تخبط دام ثلاثة أيام، قررت قيادة حزب الله اللجوء إلى الاختيار الأسهل والكذب ، وأشار في بيانه إلى ثلاث امكانيات سببت موته: اطلاق نيران جوية، اطلاق صاروخ بري، ونيران مدفعية دقيقة. لكن هذه القدرات الثلاث تملكها دول ولا تملكها تنظيمات “ارهابية”، لو كان المقصود فعلا تنظيم ارهابي لكان قد سارع بالتأكيد إلى تحمل المسؤولية من أجل المفاخرة، كما يقول فيشمان.

ويذكر فيشمان أنه في الأيام الاعتيادية كان قادة حزب الله يحملون المسؤولية بشكل مباشر لإسرائيل، على غير هذه المرة،  ويعتقد أن بدر الدين الذي كان نائبا للأمين العام لحزب الله، ورئيس الجهاز العسكري، تم اغتياله بشكل مهني – ولم يقتل صدفة بنيران المتمردين في سورية، كما تم الادعاء في استنتاجات لجنة التحقيق التي عينها حزب الله لفحص ظروف موته.

 وقالت مصادر مطلعة في بيروت، أنه تواجد أثناء اغتياله في منشأة سرية لحزب الله في منطقة مطار دمشق، وانه وقع انفجار في الغرفة ادى الى موته، لكنه لم يصب أحد باستثنائه، والاستنتاج: كان هناك من تعقبه وعرف تماما متى يصل ومتى تواجد في الغرفة.

 
من له مصلحة ؟

ويلفت الكاتب الإسرائيلي إلى وقوع حادث مشابه في 2012، عندما أرادت الاستخبارات السعودية تصفية نسيب الأسد ووريثه المحتمل، الجنرال آصف شوكت، ونجحت بذلك أكثر من المتوقع: فقد قاموا بمساعدة ثلاثة من حراسه بإدخال قنبلة إلى الغرفة لم تقتل نسيب الأسد فحسب، وإنما كل أعضاء مجلس الطوارئ لدى الأسد. 

ويكتب يوآب ليمور، في “يسرائيل هيوم” ان اغتيال مصطفى بدر الدين، يشكل ضربة قاسية لحزب الله، تعتبر الأشد قسوة منذ اغتيال عماد مغنية، قبل ثماني سنوات، والأشد صعوبة خلال السنوات النازفة للحرب الاهلية في سوريا.

وقال إنه  من الصعب التقليل من أهميته الحدث فالتنظيم لا يفقد فقط قائدا رفيعا، مرة أخرى، الأمر الذي يولد، بطبيعة الأمر، فجوات في المعرفة والتجربة، لكنه مرة أخرى تنجح جهة سرية بالتغلغل في منظومة الدفاع المكتظة حول المسؤولين الكبار في التنظيم، واصابتهم بشكل دقيق، من دون ترك آثار.

ويشير إلى الأزمة داخل التنظيم إذ أن حجم المصابين العالي في الحرب السورية – أكثر من 1500 قتيل وحوالي 8000 جريح – تسبب للتنظيم بانتقادات داخلية في لبنان، بما في ذلك من جانب عائلات القتلى.
 

يعتبر بدر الدين هدفا أيضا للسي أي ايه، بسبب تورطه في تفعيل العبوات ضد الجيش الأميركي في العراق وافغانستان، في 2015 صادق مسؤولون في السي أي ايه على اغتيال رئيس أركان حزب الله عماد مغنية، بالتعاون مع “إسرائيل”، وخلافًا لـ”إسرائيل” لا تخجل أميركا بالتصريح علانية بأنهم ينفذون عمليات اغتيال من أجل تصفية الحساب، حتى لو استغرق الأمر سنوات، ونفى البيت الأبيض وجود أي عمل أميركي فوق سماء دمشق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023