في الوقت الذي يتحدث فيه عبد الفتاح السيسي عن استصلاح مليون ونصف المليون فدان للزراعة، شهدت أغلب محافظات مصر حالة من الجفاف ونقص المياه؛ ما تسبب في بوار الكثير من الأراضي الزراعية وموت الكثير من المحاصيل، وسط حالة من الغضب من قبل الفلاحين في ظل فشل الدولة في توفير المياه لإنقاذ المحاصيل الزراعية.

انخفاض منسوب مياه النيل

وأكد مصدر مسؤول بمديرية الزراعة حدوث انخفاض حاد  لمنسوب مياه النيل العام الجاري؛ ما دفع المديريات إلى توجيه إرشادات للمزارعين باتباع سياسة الترشيد، في حين وصف فلاحون في الصعيد الحالة بـ”الكارثة”؛ حيث جفت الترع ووفسدت الزراعات.

بيان عاجل لمجلس الوزراء

وتقدم كل من النائبين وائل المشنب ومصطفى سالم بسوهاج ببيان عاجل للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري حول النقص الحاد في كميات المياه بمحافظات الصعيد.

وقال البيان: إن أزمة الجفاف تشكل عبئًا إضافيًا على الفلاحين الذين يعانون عقبات في توريد محصول القمح، إضافةً إلى ارتفاع في أسعار البذور والتقاوي والأسمدة الزراعية وجميع متطلبات ووسائل ومستلزمات الإنتاج.

وأكد المشنب عدم وجود مياه لرى المحاصيل منذ أكثر من شهرين؛ ما تسبب في حالة غضب من المزارعين، مضيفًا أن وزير الري تجاهل المشكلة برغم خطورتها، ويهدد نقص المياه مساحات كبيرة من زراعات الذرة الشامية بالبوار ذلك أنها تحتاج ريًا كل عشرة أيام.

وشهدت أغلب محافظات مصر في الدلتا والصعيد والوجه البحري جفافًا للترع؛ ما ترتب عليه موت المحاصيل الزراعية.

الدقهلية
شهدت محافظة الدقهلية بوار أكثر من 10 آلاف فدان من الأراضي الزراعية بمنطقة حفير شهاب الدين التابعة لمركز بلقاس للبوار؛ نتيجة عدم وصول مياه الري للأراضي منذ أكثر من 20 يومًا؛ ما تسبب في تلف شتلات الأرز وبوار الأرض.

وشكى أهالي قرى 53، و54، 55، 56، 57 بمنطقة حفير شهاب الدين من عدم وصول مياه الري لأراضيهم منذ 20 يومًا، وقيام مديرية الري بتوفير مياه مالحة تتسبب في بوار الأرض.

القليوبية

وفي محافظة القليوبية حدث نقص حاد في منسوب المياه؛ ما تسبب في أزمة بالري، خاصة بمدينتي الخانكة وشبين القناطر، وتسبب في اللجوء إلى استخدام الفلاحين  للري بمياه الصرف الصحي للزراعة لعدم وصول المياه إلى نهايات الترع والفروع.

وأكد عدد من المزارعين وجود أزمة في مياه الري بعد تعذر وصولها لمئات الأفدنة التي أصابها العطش، مشيرين إلى أنهم قاموا ببذر حبوب الذرة في الأرض وينتظرون وصول مياه الري، إضافة إلى زراعات الأرز المخالفة؛ حيث إن القليوبية ممنوعة من زراعة الأرز.
 

الزقازيق

وفي محافظة الزقازيق تسبب نقص المياه في ثورة الأهالي؛ حيث قطع العشرات من أهالي مدينة أولاد صقر، الطريق الرئيسي بين قصاصين الأزهار – الزقازيق، احتجاجًا على نقص مياه الري، معربين عن قلقهم إزاء تدهور حالة الأرضي الزراعية وجفاف الترع.

المنوفية

وفي المنوفية، استغاث آلاف المزارعين في عدة قرى؛ منها “الكمايشة”، “كفر العلوي”، “بحر سيف” بمركز “تلا” من انعدام مياه الري منذ أكثر من شهرين؛ ما يهدد آلاف الأفدنة بالجفاف، فضلًا عن تضرر آلاف المزارعين.

البحيرة
ويعاني أهالي مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة من عدم وجود مياه لري المحاصيل الزراعية منذ شهرين، خاصةً أن ذلك الوقت يعتبر موسم الحصاد لدى الفلاحين ولحاجتهم الشديدة للمياه؛ ما يعرض الزرع للموت من العطش، وسط كارثة يتعرض لها الأهالي غاب المسؤولون التنفيذيون عن إيجاد حلول سريعة لها؛ إنقاذا للرقعة الزراعية بالمحافظة.

وفوجئ الأهالي بجفاف ترعتي الشريشرة وأبو الزرازير اللتين يعتمد الأهالي عليهما في ري محاصيلهم الزراعية اللتين أخذتا في التناقص من المياه منذ السدة الشتوية حتى وقتنا الحالي حتى جف ماؤهما وسط استغاثات الأهالي بضرورة تدخل المسؤولين.

الفيوم

وتسبب نقص المياه في محافظة الفيوم في بوار الأراضي، وموت المحصول، وتداول نشطاء صورًا للأراضي الزراعية التي تعاني من نقص المياه الرى فى قرية الطحاوى بمركز أبشواي التابع لمحافظة الفيوم؛ حيث ماتت المحاصيل وتشققت الأرض، وسط غضب وحسرة الفلاحين.

أسيوط
ويعاني المزارعون بمحافظة أسيوط من انخفاض مستوى المياه بالمحافظة في الوقت الذي يزرع فيه الفلاحون المحاصيل الصيفية، والتي تحتاج بشكل كبير إلى كميات وفيرة من المياه.

ولاحظ الفلاحون انخفاض منسوب المياه وخاصة في نهاية الترع والمصارف، وخاصة بمركز ديروط، الأمر الذي أكده مسؤول بالري، وأشار إلى أنه ليس له علاقة إطلاقًا بـ”سد النهضة”، وأن هذه النسب تقل في هذه التوقيتات من السنة.

سوهاج
وتعاني محافظة سوهاج من نقص مياه الري، في ظل جفاف الترع؛ ما تسبب في بوار الكثير من الأراضي الزراعية وموت الكثير من المحاصيل.

خبير مائي: مصر تعاني من الجفاف

واستبعد الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي، أن تكون أزمة انخفاض منسوب مياه النيل الحالي بسبب سد النهضة، مؤكدًا أن التخزين بالسد لم يبدأ بعد حتى يتأثر منسوب المياه بسببه.

وطالب  نور الدين -في تصريح خاص لـ”رصد”- الدولة بتقليل مساحة زراعة الرز لمواجهة الجفاف؛ حيث إن السبب هو أن الجفاف يضرب نابع النيل الشرقي في إثيوبيا للعام التاسع على التوالي، ويستمر للعام العاشر، مشيرًا إلى أن الوارد من النيل الأزرق ونهري إثيوبيا أقلّ مما كان من قبل.

وأوضح أن الأرز يحتاج إلي مياه كثيرة، وأن الفلاحين يزرعون الأرز لمواجهة ارتفاع الأسعار على حساب المياه المفقودة حاليا، وأن “الري” تقوم بقطع المياه عن الأراضي المخالفة.

وأكد نور الدين أن موقف وزارة الري بقطع المياه عن الأراضي المخالفة في زراعة الأرز صحيح؛ لأن التوسع في زراعة الأرز في الوقت الحالي هو إهدار للموارد المائية لمصر، ويجب وقف المخالفات، ومصر تعيش في فقر مائي حاليا.

وأكد نور الدين أن المياه ببحيرة ناصر في أقل مستوياتها، ولن تستطيع أن تستمر في تغطية احتياجات مصر في العام المقبل، فيجب أن نتقشف في استخدام المياه، ويجب وقف تخزين إثيوبيا للمياه في الوقت الحالي على أمل في انفراجة مقبلة لفيضان متوسط أو عال، يغطي احتياجات مصر، والحفاظ على الموارد المائية؛ لأنه لو استمر الجفاف ستنخفض احتياجات مصر كثيرًا.