شبكة رصد الإخبارية

بعد إلغاء تبرعه لمستشفى سرطان.. تعرف على الوجه الحقيقي لـ أبو العينين

بعد إلغاء تبرعه لمستشفى سرطان.. تعرف على الوجه الحقيقي لـ أبو العينين
السلطة والمال عاملان استطاع رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين في استغلالهما لتحقيق مكاسب شخصية، على غرار سياسة الحزب الوطني الذي كان عضوًا به، حيث برع في تسخير كل منهما فى خدمة الآخر.

السلطة والمال عاملان استطاع رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين في استغلالهما لتحقيق مكاسب شخصية، على غرار سياسة الحزب الوطني الذي كان عضوًا به، حيث برع في تسخير  كل منهما فى خدمة الآخر.

وفي التاسع من يونيو الماضي، أفادت مصادر صحفية، أن محافظة الإسكندرية حررت محضر برقم ٦٤٢٨/٢٠١٥ إدارى شرق، ضد رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين صاحب محال سيراميك “كيلو باترا” وقنوات صدى البلد، حيث ان المحافظة حصلت على ستة أدوار من عقار أبو العينين بمنطقة الشلالات، مخصصة لإنشاء مستشفى لعلاج السرطان، وهي الأدوار الستة التي تم الحصول عليها بعد التسوية بين المحافظة وبين رجل الأعمال محمد أبو العينين للإسكندرية.

وبحسب المصادر، فإنه عقب ٢٥ يناير، تقدم المهندس ياسر سيف عضو مجلس محلي سابق ضد محمد أبو العينين رئيس مجلس إدارة شركة كيلوباترا، في نيابة استئناف إسكندرية بإشراف المستشار ياسر رفاعي الذي كان المحامي العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية، وكان البلاغ المقدم يتضمن حصول أبوالعينين علي ترخيص بناء رقم (161 لسنة2004م)، والخاص بإنشاء برج إداري وسكني بمنطقة الشلالات يتضمن جراجين و3 أدوار علوية و41 طابقًا بارتفاع٦٠ مترًا مخالفًا وحصوله وعليها.

وأشارت المصادر إلى أن النيابة أمرت بطلب تحريات الرقابة الإدارية حول الواقعة، وضبط ملف العقار في حي وسط. وتم حبس أبو العينين ٤ أيام على ذمة التحقيق، وثبت صحة ماورد في البلاغ، وقام وقتها أبو العينين فى النيابة بالمطالبة بالتسوية والمصالحة، وتم التبرع ب ٦ أدوار في المبنى المخالف، والذي يقدر بمبلغ ١٢٠ مليون جنيه والتبرع ب٣٠ مليون جنيه تم تخصيصهم صندوق إسكان الشباب بالمحافظة وتكون بحوزة المحافظة، وبالفعل تم تسليمهم للمحافظ الأسبق عصام سالم، الذي تولى عقب ثورة يناير مباشرة.

الاستفادة من العقار

يُشار  إلى أنه فى عهد الدكتور أسامة الفولي المحافظ الأسبق، تم تشكيل لجنة تنمية الإسكندرية برئاسة أسامة الفولي، ومن أعضاء اللجنة الدكتور عصام سالم المحافظ الأسبق، والدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلي السابق، والدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة إسكندرية السابق، والدكتور أشرف سعد عميد كلية الطب السابق، حيث كان هدف اللجنة هو الاستفادة من ٦ أدوار التي قيمتهم ١٢٠ مليون جنيه، وعمل مزاد عليهم لإنشاء مستشفى أورام بالإسكندرية، على غرار مستشفى الأورام ٥٧٥٧، إلا أنه حتى وقتنا الحالي لم تنفذ الفكرة.

وبناءً على ذلك، قررت المحافظة في يوم ٢٠١٥/٦/٢٢م، تنفيذ الفكرة، حيث تم عمل معاينة أمام الموقع، وتم وضع كراسة الشروط والمواصفات لطرح عدد ٦ أدوار بالبرج الإداري لمشروع كيلو باترا، من الدور الرابع حتى الدور التاسع فى مزايدة علنية.

إلا أن اللجنة المشكلة من المحافظة، فوجئت باعتراض العاملين لهم، والذين قاموا بالاتصال هاتفيًا بـ “أبو العينين”، الذي أبلغهم أنه قام برفع قضية لإلغاء الهبة، واسترداد ٦ أدوار، يأتي ذلك حسب ما قالته اللجنة المشكلة من المحافظة من ممثل عن جهاز حماية أملاك الدولة، ومدير عام التخطيط والتنمية العمرانية، وممثل عن الشئون القانونية وممثل عن إدارة العقود والمشتريات، وممثل من حى وسط التابعة له منطقة العقار وذلك ماورد في محضر اجتماع.

من هو محمد أبو العينين؟

ورجل الأعمال أبو العينين من مواليد 5 سبتمبر 1951م، تخرج في كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1973م، وهو مؤسس مصنع سيراميكا كليوباترا للسيراميك ورئيس مجلس إدارة شركة كليوباترا جروب، إحدى أكبر الشركات الاستثمارية في الشرق الأوسط، والتي يعمل بها أكثر من 25 ألف عامل، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب سابقًا، وعضو اللجنة الاقتصادية ولجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، ومرشح نظام مبارك لانتخابات البرلمانين الأوروبي والمتوسطي.

 يمتلك أبو العينين قنوات صدى البلد -التي كان أول بث لها في 28 نوفمبر 2011م- وموقع صدى البلد الإخباري، وتتبع تلك القنوات والموقع شركة كليوباترا ميديا، التي تديرها الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، والتي تتبع بدورها مجموعة شركات كليوباترا للسيراميك.

وعلى مدار عقود حكم خلالها مبارك البلاد بالحديد والنار والمال الملوث للحزب الوطني، كان اسم رجل الأعمال محمد أبو العينين من أبرز الأسماء التي تلتصق بالنظام القديم المخلوع، وكان صاحب استثمارات واسعة دفع فيها حصة نظام مبارك كاملة.

وبدأ نشاطه الاقتصادي منذ السبعينيات، وفي العام 1983م أنشأ مصنع السيراميك في مدينة العاشر من رمضان، واستطاع بسهولة أن يحتمي بقبة مجلس الشعب، حيث كان حريصًا على تزيين اسمه بمسحة خيرية مسرحية من خلال مؤسسته التي كانت تخدم الدائرة الانتخابية ببعض التبرعات والمشاريع الخيرية، وتقديم بعض الخدمات كخطوة نحو تمكينه من السلطة من خلال المتاجرة بآلام الفقراء.

شغل خلال السنوات الماضية منصب رئيس الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب، وعضو أمانة السايسات بالحزب الوطني المنحل، ورئيس جمعية الصداقة المصرية الليبية، ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الإيطالية، كما رُشح لمناصب عديدة، منها عضو المجلس المصري للعلاقات الخارجية، وحصد جوائز تقديرية رفيعة، منها جائزة الجامعة الأمريكية عن “دوره الاجتماعي”.

 أبو العينين، الذي يحمل الجنسية الإيطالية بخلاف المصرية، كان شريك حيتان رجال الأعمال ممن استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي في ظل حكم رجال الحزب الوطني، حيث وصل إجمالي مساحة الأراضي المستولى عليها بثمن بخس دون إجراء أي مزادات أو مناقصات، إلى 16 مليون فدان (أكبر من مساحة فلسطين والكويت وقطر ولبنان والبحرين مجتمعين)، موزعة بين أحمد عز، ومجدي راسخ، وهشام طلعت مصطفى، ومحمد فريد خميس، ومحمد أبو العينين، إضافة لبعض الشركات الخليجية، بحسب تقرير أصدره منذ عدة سنوات اللواء عمر الشوادفي رئيس المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة، وكان لأبو العينين نصيب منها فى أراضي شمال خليج السويس، في حين امتنع عن سداد ديونه للبنوك المصرية، والتي تقدر بحوالي 3 مليارات، رغم امتلاكه 3 طائرات من طراز “گرومان گلف ستريم 5” يقدر ثمنها بـ 7 ملايين دولار.

أبو العينين كان أحد المتهمين بقضية “أرض الطيارين”، حيث تمت مخالفات عدة فى البيع لصالحه، استولى على 15 مليون متر مربع بمرسى علم، مقابل دولار واحد للمتر المربع بحجة تشجيع الدولة وجذبها للمستثمرين.

كما اُتهم بالتربح والإضرار بالمال العام، حيث أُعطى تأشيرة لبناء برج سكني، بارتفاع 36 مترًا في منطقة الأزاريطة، من قبل المحافظ السابق للإسكندرية محمد عبد السلام المحجوب، بما يخالف الاشتراطات والقوانين التي تحظر البناء في هذه المنطقة لأكثر من 3 طوابق، إلا أن أبوالعينين تعهد بتخصيص الطوابق الأربعة الأولى لإنشاء مستشفى خيري، لكنه في النهاية خصصها كمعرض لمنتجات شركة يملكها.

كان أبوالعينين، من أشد المعارضين لثورة يناير، فهو القائل :”مبارك راعي الأمن والأمان، هو سبب الاستقرار الذي شجع الاستثمار، وأنه لو عُرض عليه دفع نصف ثروته مقابل خروج مبارك لفعل”.

اتهم بتدبير وتمويل موقعة الجمل، مع كل من حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر السابق، ورجل الأعمال إيهاب العمدة، والذي بُرّئ منها فى أكتوبر 2012م، مع صفوت الشريف وفتحي سرور ضمن مهرجان البراءة للجميع الذي تلى ثورة يناير المجيدة، في ظل حكم المجلس العسكري نظير كفالة قدرها 100 ألف جنيه.

ومُنع أبو العينين من السفر والتصرف في أمواله بعد الثورة، ضمن حفنة رجال الأعمال الذين تم منعهم من السفر عقب “الخامس والعشرين من يناير” مباشرة نتيجه للضغط الشعبي، كما استطاع أن يتجاوز الكثير من الاتهامات الموجهة له في ظل ظروف ما بعد الثورة، ودعوات التصالح مع رجال الأعمال، وبرزت قدرة أبو العينين في قمع سلسلة الإضرابات التي انتشرت في شركاته بعد امتناعه عن صرف مستحقات العاملين، وفصله لعدد منهم، فضلاً عن تصدير قيادات الجيش الثالث الميداني للتفاوض مع العمال.

  كما حققت معه النيابة في بلاغ تقدم به المهندس ياسر سيف اتهمه فيه بالحصول على تخيص بناء رقم 161 لسنة 2004م، الخاص بإنشاء برج إداري وسكني بمنطقة الأزاريطة بالإسكندرية يتضمن جراجين و3 أدوار علوية و 41 طابقًا، وذلك بالمخالفة لقرارات مجلس الوزراء، وذكر البلاغ أن أبو العينين اشترى الأرض التي أقام عليها العقار بمبلغ 4 ملايين جنيه فقط، رغم أن تلك الأرض كانت مفروضة عليها الحراسة، بعدما كانت مملوكة لرجل الأعمال أشرف السعد، وقال البلاغ أن أبو العينين باع المتر في الوحدات السكنية بالعقار بسعر تجاوز 5000 دولار.

وطالت أصابع الإتهام أبو العينين في مايو 2011م، إثر ضبط  كمية كبيرة من المنشط الجنسي “الفياجرا” مهربة في شحنة بودرة سيراميك قادمة من الإمارات تحمل اسم شركته، إلا أن الرأي العام فوجئ بوجود متهمين آخرين لتصدر ضدهم أحكام بالحبس ما بين 3 و5 سنوات، رغم أنهم تقدموا ببلاغ للنائب العام أكدوا فيه تعرضهم للإكراه البدني بالضرب والتعذيب من جانب بعض الضباط لإجبارهم علي الاعتراف بملكيتهم لشحنة الفياجرا، علاوة علي اختفاء أوراق مستخلص يدعي محمود محمد، وهو من قام بشحن الفياجرا علي شركة سيراميكا.

وفي الآونة الأخيرة، ها هو أبو العينين يطل من جديد رئيسًا لمجلس الأعمال المصري الأوروبي، والذي يسعى للحفاظ على نظام يخدم رجال الأعمال ويحمي مصالحهم.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023