دشن عدد من النشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتطهير سجن القناطر الخيرية في القليوبية من الثعابين، وسط تجاهل تام من إدارة السجن وتهديد للمعتقلات بالتنكيل بهن وحبسهن انفراديًا في حال إيصال شكواهن إلى خارج السجن.
واستنكرت المصورة الصحفية إسراء محفوظ الطويل ترك الداخلية للثعابين تتجول داخل سجن القناطر الخيرية عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”.
وروت الطويل تجربتها داخل سجن القناطر، العام الماضي، وقالت:” السنة اللي فاتت لما كنت مسجونة في سجن القناطر في عنبر ١ تحقيق زنزانة السياسي، في ليلة العنبر المشترك بيننا وبين الجنائيات اتقلب عشان لقوا تعبان، في المسجونات ناس عرفت تمسكه وحطوه في برطمان عشان يودوه لرئيس مباحث السجن تاني يوم، كان لونه أسود وفي طول كف الإيد ورفيع، كانوا بيقولوا إنه تعبان صغير، واحتمال يكون فيه كبير”.
وأضافت: ” كان حاجه مرعبه جدًا بالنسبا لنا وكان العادي دايمًا نلاقي صراصير وعناكب ماشيه علينا، خصوصًا واحنا نايمين”.
وعن ظهور الثعابيين مرة أخرى هذا العام قالت :”بسأل أهالي البنات هناك اللواتي قالولي ان السنادي بقى فيه تعابين كبيره، وشافوا واحد طويل جدًا ومحدش عرف يمسكه .. زنزانة السياسي في عنبر ١ فيها شباك كبير ٣ متر *متر ونص، وبابين كبار على العنبر، ومشكله الزنزانه دي إن بابها الكبير مفتوح على سخانات العنبر (السخان الحجر اللي بيطبخوا عليه)، طول الوقت الزنزانة دي حر شديد، خصوصًا في الصيف، والمراوح ما بتعملش حاجه، وبيئة عظيمة لتجمع الحشرات، غير إن سجن القناطر أصلاً يعتبر وسط الميا والزراعات”.
وذكرت المصورة الصحفية “العنبر دا السنه اللي فاتت وقع من سقف مدخل الحمام طوبه كبيره جدًا، لو كانت وقعت على حد كان مات فعلاً، وأسوء حاجه عدم النظافة في البيئة دي”.
اختتمت منشورها قائلة: “مفيش حاجة اسمها “انتو في سجن” يبقى المفروض يكون معاهم تعابين”.
يُشار إلى أن بعض المعتقلات أرسلن استغاثات بوجود عشرات الثعابين الطليقة داخل العنابر، وطالبن بالتدخل لفوري لإنقاذ حياتهن، مع التشديد علي ضرورة معاينة السجن من قبل لجنة حقوقية محايدة.
ووفقًا لرواية أسر الفتيات المعتقلات، فإن إدارة السجن رفضت طلب المعتقلات بنقلهن لمكان آمن، حتى تطهير كافة العنابر، بل ووجهت لهن تهديدًا بالحبس الإنفرادي حال نشر هذا الأمر، وكان ردها عليهن بعد رفعهن لشكوى : “إنتوا في سجن، مش بتتفسحوا”.
وتعتبر تلك الحادثة هي الثانية من نوعها، ففي نوفمبر 2014م، اجتاحت الثعابين أسقف العنابر وجدرانها في سجن القناطر، وأصيبت إحدى المعتقلات آنذاك بالتسمم، وروت الفتيات حينها الوضع في رسالة، قائلات” الثعابين معشقة في سقف العنبر، والثعابين الصغيرة بتقع علينا وإحنا نايمين، والإدارة مستهترة في التعامل”.
وفي مداخلة هاتفية على فضائية “مكملين”، مساء الإثنين الماضي، أكدت صديقة إحدى المعتقلات في سجن القناطر ظهور ثعابين داخل زنازين المعتقلات.
وقالت: إن هناك ثعبانًا يبلغ طوله ما يقرب من “متر ونصف”، ظهر أكثر من مرة داخل زنازين المعتقلات، وقد ظهر الأحد الماضي، مشيرة إلى إرسال المعتقلات استغاثة لذويهن؛ لإنقاذهن مما يتعرضن له من ترهيب وموت بطيء.
ولفتت إلى أن المعتقلات أكدن تجاهل إدارة السجن لاستغاثتهن المتكررة بضرورة نقلهن إلى مكان آمن، مشيرة إلى حالة الرعب الشديد التي تتناب المعتقلات جراء تكرار هذا الأمر.
ومن جانبه دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” هاشتاج بعنوان “ثعابين القناطر” تضامنا مع الطالبات المعتقلات بسجن القناطر، للتصدي للإهمال الأمني والإداري داخل السجن، مطالبين بالاستجابة لاستغاثات الأهالي وإنقاذ حياة فتياتهن المهددة بالمخاطر.
وبدوره قال ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، في تصريحات صحفية، أمس الجمعة: “لم نزر السجن حتى الآن، لكن معنى أن هناك شكاوى من داخل السجن بوصول الأمر لمثل هذا المستوى، فإن هذا يؤكد صحة الرواية، فهناك شيء حدث بالفعل، وعلى إدارة السجن التحرك فورًا”.
كما علقت الناشطة الحقوقية منى سيف في صفحتها على فيسبوك قائلة: “سجن القناطر لأنه في منطقة زراعية، فالنوع ده من الحاجات سهل يتكرر جدًا، و إدارة السجن بدل ما تهدد البنات بالتكدير والتشريد، المفروض يبقى عندهم إجراء احترازي بيتعمل بشكل دوري عشان حماية وأمان كل السجينات في سجن القناطر”.
خطورة لدغات الثعابيين
الجدير بالذكر، أن لدغة الأنواع السامة من الثعابين قد تعرض حياة الانسان للخطر، وذلك إذا لم يتم علاجها بسرعه و بطريقة صحيحة .
و نلاحظ أن موضع لدغة الثعبان ذاته يحدد مدى خطورتها، فهي إذا كانت في الوجه أوالرقبة تكون شديدة الخطورة، نظرًا لصعوبة عمل الإسعافات الأولية لها، بعكس كونها في الأطراف، كما أن كثرة الحركة للشخص المصاب تؤدي إلى سرعة انتشار السم في أجزاء الجسم المختلفة .
وسم الثعبان عبارة عن بروتينات سامة متنوعة، تؤدي إلى الألم الشديد في موضوع اللدغة، وحدوث تورم في هذا الموضع، أما إذا تأخر العلاج فقد يحدث تلف للجلد والأنسجة في موضع الإصابة .
وهناك لدغات بعض الثعابين قد تؤثر على الجهاز التنفسي، وبخاصة على مركز التنفس، فتؤدي إلى حدوث شلل في الجهاز التنفسي، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى تحلل الدم و ظهور النزيف واختلال عملية تجلط الدم .