يظن الكثيرون أن المؤثرين الحقيقيين على مواقع التواصل الاجتماعي هم مصممو الأزياء والفنانون، إلا أنه تبين أن ملوك منصات التواصل الاجتماعي هم أشخاص محافظون إلى حد ما، مثل القادة السياسيين.
تعد صفحات قادة العالم والسياسيين على مواقع فيسبوك، وإنستجرام، منصة جيدة لإظهار الجانب الإنساني لديهم، والترويج لمواقفهم السياسية ، والحصول على الشعبية، وفق “BBC” .
فيس بوك:
بيّنت دراسة بعنوان “قادة العالم على موقع فيسبوك” أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفوز بسباق مواقع التواصل الاجتماعي، في حقل الشخصيات السياسية ، بـ48 مليون معجب على صفحته على موقع فيسبوك.
ويقع رؤساء الهند وتركيا وإندونيسيا ضمن الخمسة الأوائل من رؤساء العالم من أصحاب الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعود ذلك إلى أنهم يقودون دولاً ذات كثافة سكانية عالية، وإلى براعتهم في ممارسة لعبة التواصل الاجتماعي.
عمل برايان دوناهيو ضمن العديد من فرق الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية، بما فيها الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2004 لجورج دبليو بوش، وأسس شركة “كرافت” للعلاقات العامة.
ويقول دوناهيو: “تُترجم مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرة إلى أصوات للناخبين. إنها تُترجم إلى دعم واهتمام واشتراكات، وإلى ارتباط شامل بقاعدتك الأساسية. أنه أمر حاسم.”
ويضيف أن الناخب المحتمل “يتوقع من المرشحين للمنصب أن يكونوا صادقين ومخلصين وصريحين. ويتوجب عليهم أن يكونوا أكثر عفوية فيما يتعلق بالمضمون”.
لا تنال صفحة أوباما على أكثر علامات “الإعجاب” فقط، بل إنها من بين أفضل الأمثلة على الكيفية التي يستطيع بها فريق عمل القائد السياسي أن يدير صفحته بشكل ناجح، وفقًا لرأي محللي مواقع التواصل الاجتماعي.
“إنه يستخدم الكثير من لقطات الفيديو، ويحكي قصصًا، كما أنه لا يُحدث صفحته على الموقع كل يوم ، بل فقط عندما يكون لديه أمر مهم يريد أن يحكيه”، حسب قول لوكينز.
بدأ فريق أوباما في استخدام موقعي فيسبوك وتويتر في عام 2007، عندما كان لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ ممثلا عن ولاية إلينوي.
سناب شات:
يعد أسرع مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا بين المراهقين الذين سيبدأون الإدلاء بأصواتهم في السنين القليلة القادمة. وهذا ما يجعل السياسيين متحمسين جدًا لاستخدام هذا الموقع.
ويبرز الرئيس الأرجنتيني الجديد، ماوريسيو ماكري، بمفرده تقريبًا كخبير في استخدام موقع سناب شات، من خلال تقديمه جولات خلف الكواليس للحياة اليومية لرئيس البلد، وعرضه لرحلاته إلى المصانع وغيرها من المشاغل اليومية، فإنه يوفر لمستخدمي الموقع اليافعين نظرة خاطفة على الحياة السياسية التي لولاها لكانوا يفتقدون الاطلاع عليها ومعرفتها.
لكن، ليس لدى أغلب قادة العالم أدنى فكرة عن كيفية استخدام هذه الخدمة لصالحهم حتى الآن (أو حتى على الإطلاق).
في الواقع، وفيما يتعلق بالمشاركة، لو أخذنا نسبة المعجبين إلى الذين يرسلون تعليقاتهم ويسجلون مشاركاتهم، فإن ماكري يصنَّف أيضاً باعتباره الأكثر شعبية بين أقرانه من قادة العالم على فيسبوك، استنادا إلى ذلك البحث.
فمن بين ما يقرب من 4 ملايين معجب على صفحته، يحصل ماكري بشكل متكرر على 50 إلى 70 ألف علامة إعجاب على ما ينشره على صفحته. ومؤخراً، حصل تعليقه على موت ملحن موسيقى التانغو المبدع، ماريانو موريس، على أكثر من نصف مليون إعجاب.
تابعوني وإلا!
أصبح فيسبوك أداة جماهيرية حتى عند المستبدين (أو القادة الذين يحكمون بسلطة مطلقة) ويأتي هون سين، الذي يحكم بشدة وصرامة دولة كمبوديا الصغيرة في جنوب شرقي آسيا لأكثر من 30 عاما، في المرتبة الثانية حسب تصنيف لوكينز لاهتمام قادة الدول بصفحات مواقعهم الاجتماعية.
ومع أن هون سين يحكم بلدا يعاني علانية من الفساد والفقر، فهو يخسر دعم أعداد متزايدة من أفراد الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية، حسب تقارير الأخبار. وتأمل حكومته في أن تجد الحل لدى موقع فيسبوك.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الكمبودية، فاي سيفان، نقلا عن صفحة الرئيس هون سين على فيسبوك: “إنه واقع عصيب. إنها فرصة لتضييق الهوّة الفاصلة بين رئيس وزرائي والشعب”.