بعد ثلاث سنوات على نكبة 30 يونية التي سموها زورًا “ثورة شعبية” ضد ديكتاتورية محمد مرسي وجماعته الفاشية، انحاز إليها الجيش المصري العظيم كما زعم وادعى، هل حقق الفرحون الشامتون في الإخوان أي إنجاز أو مكاسب على الأرض انعكست على حال المواطن البسيط المقهور الذي لعبت حملة تمرد المخابراتية على وتر معاناته؟!
بعد ثلاث سنوات على نكسة 30 يونية، إلى العلمانيين والليبراليين الذين ما برحوا يروجون ويبشرون لهذا اليوم المشهود للخلاص من مرسي وجماعته الذي تاجروا بالدين للاستبداد بالسلطة، والحصول على مآرب أخرى، واحتكروا الحديث باسم الشريعة، وكفروا الشعب باسم الله كما تزعمون، هل حققتم مآربكم وأهدافكم بخلع مرسى والاخوان لتعود مصر دولة مدنية ديمقراطية يعيش فيها جميع المصريين دون تمييز؟!
فقد وزعت حملة “تمرد” استمارة من تسعة بنود فشل في تحقيقها الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، فكانت ذريعة تبدو منطقية ومقنعة للثورة ضده، والانقلاب على حكمه المستمد من الارادة الشعبية.
إلى الخائفين من تردي وانعدام الأمن في عهد محمد مرسي والإخوان، هل عمّ الأمن والأمان في عهد السيسي؟!، فما رأيكم في من يقوم بالتصفية الجسدية للمصريين في بيوتهم وعلى فراشهم بدعوى تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي، وحفاظًا على الأمن القومي، فضلًا عن جرائم الخطف والسرقات والاختفاء القسري التي تمارسها السلطة المنوط بها حمايتكم؟!
إلى الفقراء البسطاء الذين تم التغرير بهم ، بأن حالهم سيكون أفضل بدون مرسي والاخوان ، وسينعمون بالمن والسلوى في عهد السيسي، هل وجدتم غير مزيدًا من الفقر والعوز والجوع؟!
إلى من تم استغفالهم بأن محمد مرسي والاخوان (يشحتون) ويتسولون باسم الشعب وعلى الشعب من الخارج (خاصة قطر)، هل فعل السيسي غير (الشحاتة) والتسول واستجداء المساعدات من طوب الأرض ، وبدلا من قطر فهناك السعودية الامارات والكويت؟!
إلى الذين اتهموا مرسي وجماعته ببيع البلد والأهرامات وأبي الهول وقناة السويس لقطر وحلايب وشلاتين للسودان عبر فبركة الاشاعات ، فما رأيكم في من باع بالفعل التراب الوطني في تيران وصنافير ، وباع النيل لأثيوبيا ، والغاز لقبرص وإسرائيل في البحر المتوسط بالصوت والصورة؟! ، والبقية تأتي.
إلى أهالي الشهداء الذين تاجر المتمردون بدماء أبناءهم وذويهم ، حتى ظنوا أن مرسي وجماعته هم الحائل دون القصاص لذويهم، بل صدّقوا بفعل الآلة الاعلامية الجهنمية أن محمد مرسي هو من قتل أبناءهم ، فانضموا للمتمردين في 30 يونية، فهل تم القصاص لشهداءكم الأبرار على يد السيسي وعصابته بعد مرور ثلاث سنوات ، أم سقط المزيد من الشهداء
والضحايا على يد من غرّر بكم في مجازر لن ينساها التاريخ في الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس والمنصورة وغيرها على يد دبابات ومجنزرات وأسلحة الجيش الذي وزع عليكم الورود والأعلام في ميادين30 يونية؟!
إلى الذين صدّعوا رؤوسنا بالكرامة الإنسانية للمصري التي أهدرها محمد مرسي والاخوان داخل مصروخارجها ، فما هي أحوال كرامة المصريين على يد من خلصكم من حكم الاخوان ، فضلاً عن كرامتهم خارج الوطن؟! ، ألم يذيقكم السيسي سوء العذاب ، يقتل أبناءكم ويستحيي نساءكم ، ويهين كرامتكم في الشوارع والمؤسسات وأقسام الشرطة؟!
إلى المخدوعين بأن مصر كانت على وشك الافلاس في عهد محمد مرسي ، وأن الاقتصاد في طريق الانهيار بسبب سياسة الأهل والعشيرة ، في مقابل أن المتمردين وعدوكم بأنهار من العسل والمن والسلوى ، فهل وجدتم ما وعدكم السيسي حقاً ، ألم تستيقظوا كل يوم على مزيد من الفقر والجوع والأزمات وارتفاع الأسعار ، وضيق ذات اليد ، وهبوط الجنيه أمام الدولار بشكل مخيف ، وارتفاع الدين العام لأرقام قياسية ، فضلا عن زيادة أعداد العاطلين عن العمل نتيجة غلق آلاف المصانع عن العمل ، وهروب معظم الشركات العالمية الكبرى لانعدام أجواء الاستثمار في بلد يتفاخر بمحاربة الإرهاب ليل نهار؟!
إلى الذين ضاقوا ذرعًا بالحريات التي قوضها مرسي وجماعته ، فتطلعوا إلى مصر أخرى أكثر حرية وانفتاحًا على الآخر، ألم يأتي السيسي حسب الميعاد ليحسب عليكم أنفاسكم ، ويفترض في المواطنين الاتهام باستعداء الدولة (يعني السيسي) ، فيأخذ الأبرياء بالظن والريبة؟! ، لتكون المحصلة النهائية أكثر من 60 ألف معتقل وصاحب رأي في سجونه ومعتقلاته ، فقد بنى لكم السيسي 11 سجنًا في أقل من ثلاث سنوات ، فضلًا عن آلاف المطاردين في المنافي التي تنتظرهم أحكاماً قضائية مسيسة بالاعدام أو المؤبد.
إلى الذين تخوفوا من الأخونة التي ستطمس هوية مصر الفرعونية ، وستمهد للاستبداد والديكتاتورية ، فما رأيكم في العسكرة التي تتم على قدم وساق ومنذ اليوم الأول للانقلاب على المؤسسات المدنية ، حتي صارت مصر شعباً ومؤسسات ثكنة عسكرية تأتمر بأمر الحاكم العسكري؟!
إلى الذين زعمواً زوراً أن محمد مرسي تابعاً للأمريكان والصهاينة ، وأن مرشد الجماعة هو من يدير قصر الاتحادية بدلًا من مرسي! ، فما رأيكم في العلاقات المصرية الأمريكية التي اعترف السيسي نفسه أنه كان على اتصال شبه يومي مع نظراءه الأمريكان لاطلاعهم على آخر تطورات الموقف قبل وبعد الانقلاب ، فضلاً عن العلاقات الدافئة مع نتنياهو والكيان الإسرائيلي ، حتى صار هدية السماء لإسرائيل واليهود باعتراف قادة الصهيونية؟!
إلى الذين اتهموا مرسي وجماعته بالمتاجرة بالدين ، واستخدامه ستارًا للوصول إلى السلطة ، فما رأيكم فيمن أحضر رأسي الأزهر والكنيسة لشرعنة قفزه على السلطة الشرعية في أول يوم للانقلاب في 3 يوليه ، وأستاذ الفقد المقارن الذي وصف السيسي ووزير داخليته بأنهما رسولان من رسل الله ، وشيخ آخر اعتلى دار الافتاء في السابق حرّض الجيش على الضرب في المليان ، وبابا الكنيسة الذي ادعى أن نعم للدستور تزيد النعم ، فضلاً عن حملات تكفير كل معارضي السيسي وبقرة 30 يونية المقدسة؟! ، فإن لم يكن ذلك متاجرة بالدين ، فبم نسميه إذن؟!
إلى الذين يعُضّون أنامل الندم الآن على المشاركة في أكذوبة القرن المسماة (30 يونية) بعد فوات الأوان، ولم يجنوا غير الخيبة والندامة على وطن سلمّوه بأيديهم لعصابة مسلحة تلاعبت بالجميع ، وتخلصت من الجميع لتبقى وحيدة على العرش، وصمتوا صمت القبور على كل الجرائم التي ارتكبت باسم 30 يونية خوفاً وطمعا، فقد طال صمتكم ، وحانت لحظة الحساب ، وإن غدًا لنظاره قريب.