شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عيد سعيد على المصريين سوى المعتقلين.. قصص واقعية من داخل المعاناة

عيد سعيد على المصريين سوى المعتقلين.. قصص واقعية من داخل المعاناة
يهل عيد الفطر الثالث على المعتقلين الذين تم الزج بهم خلف أسوار السجون منذ الثالث من يوليو، والتي يحتمي بها نظام السيسي، ولا يُنظر إلى معاناة أسر وذوي أكثر من 60 ألف مواطن مصري يقبعون داخل تلك السجون، في الوقت الذي لم يشملهم

يهل عيد الفطر الثالث على المعتقلين الذين تم الزج بهم خلف أسوار السجون منذ الثالث من يوليو، والتي يحتمي بها نظام السيسي، ولا يُنظر إلى معاناة أسر وذوي أكثر من 60 ألف مواطن مصري يقبعون داخل تلك السجون، في الوقت الذي لم يشملهم قرارات عفو رئاسي سوى النذر القليل جدًا منهم، والتي يتم إصدراها بشكل واسع على الجنائيين.

معاناة ذوي الأسرى 

ومن المعتاد أن تتلذذ سلطات السيسي بانتظار ذوي المعتقلين بالساعات، هذا وإن سمحت لهم وزارة  بالزيارة من الأساس، وكأن المواد الدستورية التي تنص على حقوق المواطن المسجون لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وكذلك لم يرعى ذلك النظام كافة المواثيق والعهود الدولية التي تؤكد على أن حق التواصل مكفول للمعتقل بما يحفظ له كرامته وأدميته.

وتقول أم عبد الله، أنها تعد هذة الليلة الطعام والحلوى في العيد حيث ستسافر من دمياط مع ابنتها إلى منطقة سجون طرة لزياة زوجها المريض بفيروس “سي” والتي تتدهور صحته يومًا بعد يوم.

وأضافت أم عبد الله:”منذ 3 سنوات تم اعتقال زوجي وإبني، وكانا في السجن والآن الحمدلله ابني خرج لأنه حكم عليه 3 سنوات بينما زوجي 15 سنة، وقبل الفجر سنغادر دمياط لزيارته في السجن”.

رسالة معتقل

وقال ‫حمدي قشطة عضو حزب الدستور، في رسالة تم تسريبها من محبسه، بمعسكر الأمن المركزي بالكيلو عشرة ونصف إلى الحزب، والتي ينقل فيها معاناته داخل سجون السيسي، ويعبر فيها عن مرارة غيابه عن أسرته في عيد الفطر.

وجاء نص الرسالة كالتالي: ..”بسم الله الرحمن الرحيم، بالضحكة نبدأ، وبفرحة العيد، وعياط الحرية  وأولاً الله يبارك فيكم وعقبالكم كلكم، و أحب أبلغ الباشا إنى عندي حرية آه والله عندي حرية.. رغم سجنك وقهرك لكن عندي حرية، رغم الإحساس إللي مفيش أصعب ولا أقسى منه بأنك ابنك أو بنتك تتولد و متقدرش تشوفها و تشيلها”.

وأضاف قشطة في رسالته التي نشرتها الصفحة الرسمية لحزب الدستور:” رغم كمية القهر اللي حسيت بيها و إني للحظات حسيت بالضعف و إني طيب أعمل إيه؟ و إحساسي بقلة الحيلة، إلا إنه بمجرد علمي بوصول حرية بسلامة و أنا فعلاً حسيت بالحرية رغم السجن”.

وأردف: “يا باشا أنا عندي حرية (ايموشن بيطلع لسانه) :-P و هعلمها إن صوتها ثورة مش عورة، هحفظها شكل عمها سيد وزة، وهبلغها هو مات ليه و إزاي،هعلمها إزاي تتعلم من طنتها سناء الثورة والحق، هحكيلها عن كل أعمامها و عماتها اللي في المعتقلات، و اللي بره واقفين جنب المعتقلين والمعتقلات..”.

وتابع: “يا باشا و يا بيه والله المستقبل بتاعنا و كله حرية، أنا عندي حرية وانتوا معندكش غير سجن.

  ثانياً: كل سنة و أنتم طيبين و عيد سعيد , ولازم تعرفوا و بلغوا كل أهالينا إننا بنحس بفرحة العيد لما انتم برا بتعيدوا إحنا جوا هنعيد”.  وقال أيضا: “هننفخ بلالين كتير في السجن، و هنغني العيد فرحة، و هنعمل برامج منوعات جوا، كفاية إننا هنعمل إعلام صادق، وأكيد برضه هنعمل إعلان برضه لأم حسين وهي بتدي حلقها لنبطشي الحبس عشان نجيب كحك العيد”.

وأضاف: “غيروا ‫عيدهم في السجن لأن فعلاً عيدنا مش هيكون مسجون، إحنا اللي هنأثر فيهم ومش هنسيبهم يأثروا على فرحتنا، قولولهم ‫‏سجونكم هتعيد، هنعلق مكان الشبابيك الحديد بلالين و رسومات فرحة و عيد، و لعب على الباب الحديد، كل سنة و أنتم طيبين، أنا عندي حرية سجونكم هتعيد و بالضحكة نختم و بفرحة العيد وضحكة حرية”.

دقائق معدودة

وحسب التعليمات فالزيارة هي لدقائق معدودة لا يختلي فيها المعتقل بذويه- بل تحت أعين رجال الأمن- إلا وأن يسمع نداء”الزيارة انتهت” ليعود كل منهم من حيث جاء فلا عيد، ولا سعادة ولا حياة، فقط تفكير دائم في السبب الذي جاء بالمعتقل إلى يد سجانه.

أسرة “آل المليجي” 

تقيم عائلة المليجي، بقرية طحلة التابعة لمركز بنها، تم اعتقال ثلاثة أشقاء منها، بالإضافة إلى ولدين لأحد الأشقاء الثلاثة منذ ما يقرب من 3 أعوام.

واعتقل الأفراد الخمسة يوم 16 أغسطس 2013م، في ما يعرف إعلاميًا بقضية “أحداث رمسيس الثانية”، خلال عودتهم من القاهرة وفي منطقة “السبتية” حينما اعترض طريقهم عدد من البلطجية ليختطفوا المهندس سامي، وينهالوا عليه ضربًا بالأدوات الحادة بسبب لحيته؛ فحاول أشقاؤه وأبناء شقيقه إنقاذه من أيديهم فقام البلطجية بالاعتداء عليهم جميعًا وتسليمهم للشرطة، التي ضمتهم إلى قضية بها 104 متهم.

ووفق تقارير حقوقية، فإن الأفراد الخمسة هم الأخ الأكبر في العائلة المهندس مصطفى محمد على المليجي، مدير عام ووكيل مديرية القوى العاملة بالقليوبية، من مواليد ١٩٥٦م، والأخ الأوسط وهو الدكتور علاء محمد على المليجي طبيب بشري من مواليد ١٩٦٤م، أما الأخ الأصغر فهو المهندس سامى محمد علي المليجي مهندس إلكترونيات من مواليد ١٩٦٦م، بالإضافة إلى اعتقال الابن الأكبر للدكتور علاء، وهو عبد الرحمن علاء محمد على المليجي طالب بكلية التجارة جامعة بنها من مواليد 1993م، والابن الأصغر للدكتور علاء وهو الطالب معاذ علاء محمد على المليجي طالب بالمعهد العالي للبصريات من مواليد 1994م، و تقبع الأسرة بالكامل الآن في سجن استقبال طرة.

وتم عرض الأشقاء الثلاثة على مستشفى بولاق أبو العلا يوم الاعتقال لإثبات إصابتهم في المحضر، إلا أن النيابة العامة لم تأخذ بالتقارير الطبية ولم تلتفت إليها.

و تم نقلهم في أحداث ٣٠ أغسطس ٢٠١٣م، لسجن وادي النطرون عدة أيام، قبل إعادتهم لقسم بولاق أبو العلا مرة ثانية وتعذيبهم فيه على أيدي ضباط المباحث، ثم ترحليهم في آخر نوفمبر ٢٠١٣م، لسجن وادي النطرون (١)، قبل أن يستقروا حاليًا في استقبال طرة، ويقضى أفراد العائلة عيدهم السادس خلف أسوار العسكر..

العقاب في العيد

تحتفل الداخلية بالعيد على طريقتها الخاصة، فمع استقبال العيد، تزيد من إحكام قبضتها الأمنية على السجناء، وتمنع التريض، وذلك إذا سمح به في الأيام العادية، إلى الحد الذي جعل المعتقلون يتمنون زوال أيام الأعياد والمناسبات، وتعود الأيام العادية مرة أخرى.

ويبغض المعتقلون كل العطلات، ولا سيما الأعياد، ويتمنون أن تمضى الأيام سريعًا، كي تأتي الأيام العادية، لأن الداخلية تحتفل بالمعتقلين على طريقتها، فتغلق الزنازين من يوم الوقفة إلى آخر أيام العيد، وتمنع التريض في الممر الكئيب، فيصير الممر هذا حلمًا كأنه الجنة.

ودائمًا ما تعلن مصلحة السجون عن زيارات استثنائية للمعتقلين بمناسبة العيد، لكن الحقيقة، وفق ما يقوله أهالي المعتقلين وترصده المؤسسات الحقوقية، فإن الزيارة الاستثنائية لا تتخطى عشرة دقائق.

ويطول قبل بدء “زيارة العيد” انتظار ذوي المعتقل من الصباح إلى المساء، بدعوى أن الأعداد كبيرة، والدخول إلى قاعة الزيارة في وقت مبكر حسب ما ستدفعه من رشوة تطلب وكأنها عين الحق، لذا تجد زيارات تجار المخدارت والسلاح أطول بكثير من زيارات السياسيين، كما أن ذوي المسجونين الجنائيين لا ينتظرون وقتًا طويلاً، فهي فقط مجرد دقائق، فهناك فرق كبير بين سجين الرأي وبينهم!

ويقضي المعتقلون صلاة العيد بين أربع جدران، خفظوا رسمه أكثر ما نسوا وجوههم، ينتظرون فرج الله عليهم، ساخطين لتلك الأيام، مستنشقين نسيم الهواء مع دخول تعيين وجبة الإفطار، في أهبة الاستعداد للعرض على الزيارة التي لا تزيد الشوق إلا لهيبًا وولعًا.

وتجدر الإشارة أن سجون السيسي ملئى بالمعتقلين الذين لم يكن لهم ذنب اقترفوه، ولا فعل أجرموه، ويتم الحبس والتجديد بالمخالفة للقوانين المصرية، فضلاً عن القانون الدولي لحقوق الإنسان، الأمر الذي يترجم عن واقع يشهده البعض أن العيد ليس سعيدًا على الجميع، منتظرين خروج فجر جديد لعل يكون فيه الفرج الذي لطالما انتظروه لأعوام.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023