اختلف الإعلاميون المصريون في تحليل لعبة “البوكيمون جو”؛ بين الحديث عن أنها تهدف إلى التجسس على مصر، وتشكل خطرًا على الأمن القومي، وبين استبعاد آخرين لهذا التحليل مؤكدين أن الأمر لا يخرج عن كونه لعبه ناجحة حققت انتشارًا.
تامر أمين: تتسبب في وقوع الحوادث
وقال الإعلامي تامر أمين، إن لعبة البوكيمون، التي تم إصدارها منذ نحو أسبوع وأثارت حالة من الجدل في مختلف دول العالم، تشكل خطراً كبيراً على من يلعبها وقد تسببت بالفعل في وقوع عدد من الحوادث لأشخاص كانوا يلعبونها.
وأوضح أمين، خلال تقديمه لحلقة اليوم الأربعاء من برنامج “الحياة اليوم” الذي يُعرض عبر شاشة قناة الحياة الفضائية، أن اللعبة تعتمد على البحث عن الشخصيات الوهمية عن طريق الهاتف المحمول وهو ما تسبب في وقوع حوادث سير بسبب تركيز اللاعبين مع الهاتف المحمول وعدم ملاحظة السيارات التي تسير حولهم.
وأضاف أن أحد الأشخاص ظل يتتبع الشخصية الافتراضية حتى قاده الهاتف المحمول لأحد أقسام الشرطة، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في كارثة إذا حدث في مصر.
ووجه أمين تحذيراً ساخراً للمهتمين بهذا اللعبة قائلاً: “اوعوا تدوروا ع البوكيمون في قسم الدرب الأحمر، احترسوا من البوكيمون، يخرب بيت التكنولوجيا اللي هتودينا في داهية”.
عبدالفتاح: ليست لها علاقة بالتجسس
استبعد مقدم البرامج معتز عبد الفتاح، فكرة أن تكون لعبة البوكيمون جو وسيلة للتجسس على مصر، قائلًا: “من الممكن اختراق قواعد بيانات الوزارات بدلًا من اللجوء لتلك اللعبة”.
وأضاف عبد الفتاح، خلال حلقة اليوم من برنامجه “90 دقيقة”، المذاع على فضائية “المحور”، مساء امس الأربعاء، أن البعض ادعى أن اللعبة عبارة عن برنامج استخباراتي لتصوير الأماكن والتجسس على الأشخاص، مؤكدًا أن كل الأمور المعرفية أصبحت متاحة على الإنترنت حاليًا.
وأوضح أن مشكلة الذين يتجسسون على مصر ليست في نقص المعلومات، ولكن المشكلة في كثرة وفيض المعلومات، بعد زيادة أعداد المصريين وصعوبة التوصل للمعلومات الداخلية.
وأكد أن جزءًا من اللعبة، هو البحث عن البوكيمون من خلال السير وراءه في الشارع، وأنه حتى إذا تم تصوير الشوارع في مصر، ستلتقط الكاميرات صورة شخص يتسلق سورًا، أو شخصان يتشاجران سويًا، أو صورة لأحد الباعة، لافتًا إلى أن معرفة الشوارع ليست أمرًا معقدًا، وأن الأمور أصبحت مفتوحة.
الحسيني: حققت أرباحًا أكثر من المخدرات
وعلق مقدم البرامج يوسف الحسيني، على لعبة “البوكيمون جو”، قائلًا: “لعبة البوكيمون جو انتشرت انتشار النار في الهشيم، وهذه اللعبة حققت 7.5 مليار دولار خلال 48 ساعة، والأرباح قد تذهلك بسبب لعبة غير متوفرة في كل قطاع العالم”.
وأضاف “الحسيني” خلال برنامجه “السادة المحترمون”، المُذاع على فضائية “أون تي في”، أمس الأربعاء، أن الأمر أكبر وأبعد من مجرد لعبة أصبحت “موضة”، ولكن الأمر هو كيف أصمم لعبة واستطيع نشرها وتكون شديدة الجاذبية لدرجة أن ينجذب ليها الأطفال والكبار.
وأضاف: “دا بيزنس بيجيب فلوس ولا التجارة في الذهب والبترول، ولعبة البوكيمون جابت فلوس أكتر من المخدرات، وبيزنس شرعي وقانوني سليم”.
وشدد “الحسيني” على ضرورة أن نشجع المصممين في مصر، لكي يكون فيها هذا النوع من الصناعة والأعمال، مؤكدا أنها تحقق أرباحا طائلة.
لميس: تصوير أماكن ممنوعة
حذرت الإعلامية المصرية لميس الحديدي خلال برنامجها المذاع على فضائية “سي بي سي”، من أضرار لعبة “بوكيمون جو” كونها قد تتسبب في حوادث الطرق وتصوير مواقع ممنوعة.
يأتي ذلك في وقت تتواصل لعبة “بوكيمون جو” بسلب العقول في أنحاء العالم، ما دفع الاعلامية لميس الحديدي الى ادخال اللعبة الى الاستوديو الذي تبث منه برنامجها، حيث قامت باللعب عليها على الهواء مباشرة، محاولة اصطياد أحد البوكيمونات.
وشرحت الحديدي، خطوات تحميل اللعبة، وقالت إنه يجب القيام بعدة خطوات لتحميل اللعبة منها تغيير نظام الهاتف، وضبطه على النظام الأمريكي.
وحذرت من أضرار اللعبة في كونها قد تتسبب في حوادث الطرق؛ لأنها تتطلب النظر في شاشة الهاتف المحمول طيلة الوقت، اضافة الى الاضطرار لدخول الاماكن الممنوع دخولها وتصويرها، لان الروابط غير الرسمية تخضع المستخدمين لمواقع أخرى لتتمكن من التعرف على مواقعهم بسبب إتاحة معلومات GPS للمستخدم باستمرار.
سخرية من نظريات المؤامرة
سخر مقدم البرامج محمد عبد الرحمن، من بيان المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، حول تحذيرها للشعب المصري من لعبة “بوكيمون جو”، قائلا: “أوعى البوكيمون يعضك في راسك”.
وقال عبد الرحمن، إن المنظمة حذرت الشباب في بيان صادر عنها من هذه اللعبة زعما أنه يتم تجنيد الشباب المصري لتصوير الشوارع والمنشئات المهمة دون أن يعلموا أثناء قيامهم بلعب هذه اللعبة، نظرا لأن شرط اللعبة أن تتصل بالإنترنت وفتح الكاميرا وتصوير الشوارع مباشرة لأخطر الأجهزة الأمنية من خلال الإنترنت.
وأضاف خلال برنامجه “حديث الساعة” المذاع عبر فضائية “سي بي سي إكسترا” مساء الثلاثاء، أن أصل هذه اللعبة ياباني وتم تسجيلها في أوروبا وأمريكا واليابان ولم تطرح رسميا في مصر وعدد المشتركين بها خلال يومين تجاوز عدد المشتركين في تويتر.
وتابع أن جميع شكاوي مستخدمي هذه اللعبة خارج مصر إنها تعرض من يلعبها إلى الخطر، نظرا لانجذابها لها والقيام بلعبها أثناء سيره في الشارع أو وهو سائق، ما يعرض حياته وحياة الغير للخطر، مضيفا أن شكوى مصر من هذه اللعبة فريد والبيان الذي أصدرته المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان به نوع من المبالغة الإنفعالية الجاهلة، مؤكدا أن أمريكا وأوروبا لم يشتكوا من الشكوى التي تقدمت بها مصر.
وواصل: “على أساس أن شوارعنا مقدسة مش بيصورها جوجل ايرث والأقمار الصناعية بتيجي عندنا إحنا وبتتكثف”.