قال الدكتور نائل شافعي – مدير موسوعة المعرفة والمحاضر في معهد ماساتشوستس للتقنية – أن الحديث عن ترسيم الحدود مع اليونان عاد من جديد، حيث عاودت الصحف المخابراتية المصرية الحديث عن قرب توقيع مصر لاتفاقية ترسيم الحدود مع اليونان.
وأضاف نائل في منشورله على “الفيس بوك” أن “أميركا ببساطة تريد تهويش تركيا حتى ترعوي، وذلك بتفريط مصر في شريط بحري ضعف الدلتا، أي أن مصالح مصر لا تؤخذ في الحسبان، وسندبر لها بعض القروض لتبقى بالكاد على قيد الحياة”.
وأوضح أن المسافة بين مصر وتركيا أقصر من المسافة بين اليونان وقبرص، لذلك القانون الدولي يجعل مصر تلامس تركيا، بينما قبرص واليونان لا تتلامسان إلا عبر شريط بحري مصري أو تركي.
وأضاف أن مؤامرات ترسيم الحدود في السنوات الأربع الأخيرة هدفها أن تفرط مصر في شريط بحري (ضعف مساحة الدلتا) من مياهها لتتلامس اليونان وقبرص، حتى يمر أنبوب الغاز الإسرائيلي في مياه قبرصية ويونانية فقط.
وأوضح شافعي أسباب معاودة أميركا التفكير في ترسيم الحدود المصرية اليونانية وهي، تهديد أردغان، بعد تدهور العلاقات الأميركية التركية بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة، لأن الترسيم يعني أول اعتراف دولي بالمياه الاقتصادية لجزر الدوديكانيز منذ استيلاء اليونان عليهم إثر الحرب العالمية الأولى. بعض هذه الجزر يبعد مسافة 300 متر عن الساحل التركي، مما يحرم تركيا عملياً من أي مياه اقتصادية. أي أن تهديد أردغان سيكون بتنازل مصر عن شريط بحري ضعف مساحة الدلتا!.
وأشار نائل إلي أن أميركا غير جادة في تهديدها لتركيا، فبدون تركيا لن تتمكن أميركا من مواصلة دورها في الحرب السورية، التي هي أكبر جولة في المواجهة الكونية بين الولايات المتحدةوروسيا. أي أن المطلوب من مصر أن تفرّط في مياهها فقط لكي تهوّش أميركا تركيا.
وأضاف أن تطور الأحداث في سوريا يعني تلاشي أمل مد أنبوبي الغاز الإسرائيلي والقطري عبر سوريا إلى أوروبا، لمنافسة الغاز الروسي هناك، ولذلك فالبديل الوحيد هو مد أنبوب بحري للغاز الإسرائيلي إلى أوروبا. وهذا الأنبوب مازال مستحيل هندسياً، إذ سيكون على أعماق تصل 4500 متر تحت سطح البحر. ربما ستتطور تكنولوجيا سفن مد الأنابيب تحت البحر، ولكن ليس قبل 5-10 أعوام من الآن.
وتساءل نائل أنه إذا كانت مصر تفخر بسلامها الدافئ مع إسرائيل، فلماذا لا تقنعها بتمرير ذلك الأنبوب (حين يمكن بناؤه) في المياه المصرية بمعاهدة؟ أم أن إسرائيل لا تثق في وفاء مصر بمعاهداتها؟.
وقال إنه لو حقاً المفاوض المصري لديه كرامة وطنية، ويريد التباحث مع اليونان في ترسيم الحدود، فليبدأ بالمطالبة باستعادة مصر لجزيرة طاشوز (ثاسوس) المصرية التي احتلتها اليونان في 1913 بتنازل السلطان عبد الحميد عنها، بينما لم يكن يملكها. ثم أرِني كيف يغير ذلك ترسيم الحدود بين البلدين بنفس منطق استخدام اليونان لجزيرة كاستلوريزو.