شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإيمان يتحدى – نبيل عمر ينسي

الإيمان يتحدى – نبيل عمر ينسي
من أكثر النظريات التي أتت بها الأديان السماوية توكيدا كانت نظرية خلق الله للكون وأنه أخرجه من عدم وأن للكون بداية و نهاية قدرها له الرحمن حيث نجد آيات كثيرة تتحدث عن خلق الكون في القرآن

من أكثر النظريات التي أتت بها الأديان السماوية توكيدا كانت نظرية خلق الله للكون وأنه أخرجه من عدم وأن للكون بداية و نهاية قدرها له الرحمن حيث نجد آيات كثيرة تتحدث عن خلق الكون في القرآن منها ﴿ والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ( 47 ) والأرض فرشناها فنعم الماهدون ( 48) ﴾ سورة الذاريات

وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَامِن لُّغُوبٍ (38) سورة ق وكذلك جاء في الكتاب المقدس للمسيحية في البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله ليكن نور فكان نور (الإنجيل قصة الخلق)  ويخاطب داود عليه سلام الله قائلًا: “مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ” (سفر المزامير 102).

فيما كان خصوم الدين ينكرون هذا إنكارا ويجدون ضالتهم في نظرية أزلية الكون و أبديته التي لها تضمينات فلسفية تدعم توجهم في إنكار الخالق جال في علاه كانت نشوة تأخذهم أخدا في بعض الأحيان ليصرخوا صرخة فريدريك نيتشه شهيرة “لقد مات الله، ونحن الذين قتلناه” “أين الله؟ سأقول لكم! لقد قتلناه أنتم وأنا! نحن كلنا، قتلته! ولكن كيف فعلنا ذلك؟ ألسنا نسمع أخيرًا صخب الحفارين الذين دفنوه؟

ورغم أن الفيلسوف الإسلامي أبو حامد الغزالي وضع برهانا رياضيا على إستحالة كون الكون أزلي في كتابه الرائع و الماتع تهافت الفلاسفة والذي لم يستطيع نقده حتى الفيلسوف الإسلامي الكبير إبن رشد رغم محاولته في كتابه الرائع هو الآخر في رد على الغزالي تهافت التهافت إلا أنهم ظلوا مصرين على نظريتهم في أزلية الكون.

فهل ظل الوضع مجرد نظريات من غير حسم وما كان قول العلم النهائي في هذه القضية الخاطرة على الإيمان وعلى عقيدة الإلحاد على حد سواء، دائمًا ماكان أنصار الإلحاد يبررون عقيدتهم بإسم العلم وهم مرتاحون من ناحيته فكل مايأتي به العلم فهو ينقص من عقيدة الإله ليضيف لهم كما قالوا.

ولكن في سنة 1929 جاء الخنجر الأول في خصر الإلحاد من العلم نفسه ومن العالم الفيزيائي أدويل هابل الذي جاء بدليله على أن الكون يتمدد وأنه في اتساع مستمر مما يعني أنه كان يوم من الأيام أصغر فأصغر ثم أصغر حتى يصل إلى العدم نظريته هذه تسمى الإنزياح الأحمر.

وهي باختصار مقياسًا لتحديد أبعاد النجوم والمجرات عنا، حيث كان العالم أدويل هابل يراقب المجرات المحيطة بنا وآخرى في أعماق الكون، ولاحظ أن المجرات القريبة منا لها إنزياح أحمر طفيف في حين أن أطياف المجرات التي تبعد عنا تـُظهر أطيافًا تتزايد إزاحتها نحو الأحمر بتزايد بعدها عن الأرض، وكان ذلك غريبًا، لأنه كان الاعتقاد السائد أن المجرات ثابتة في الكون، وكانت نتيجة بحثه مدهشة أن المجرات تبتعد عنا وتتزايد سرعاتها بتزايد بعدها عنا، وذلك في جميع الإتجاهات التي ننظر إليها في الفضاء الكوني، وهذا يعني بما لايدع مجالاً للشك أن الكون كله في حالة إتساع مستمر.

الخنجر الثاني لم يأتي هذه المرة في الخصر بل جاء في سويداء و يسمى هذا الخنجر قانون الديناميكا الحراري الثاني فهو ينص على أن أي وجود حراري مع مرور الوقت يفقد تلك الحرارة ويصل إلى العدم والكون لازالت  فيه حرارة مما يعني أنه حادث كما تقول الأديان السماوية وليس قديم أزلي كما يقول الملاحدة لأن لو كان الأمر كذلك كان عليه أن يفقد الحرارة في القديم أم تضمين الفلسفي لآخر فهو خطر جداً على عقيدة الإلحاد بل مدمر لها هو أن الكون ليس أبديا بل الكون فان كما تقول الأديان السماوية  فإن الكون لو فقد الحرارة ووصل إلى صفر المطلق فلن تكون هناك حياة ولا حركة.

الإجهاز على الميت جاء عندما استطاع العالم روبرت ويلسون والعالم آرنو بينزياس من تسجيل ماسميت بالتشويش الإنفجار الكوني الأعظم وهو تشويش يأتي من كل مكان في الكون بالنفس الدرجة وهو ثابت ومستقر في كل الأحوال والذي بسببه حصل على جائزة نوبل سنة 1978

لكل المؤمنين اطمئنوا بالعلم بالفلسفة بالفطرة الله موجود 

فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (سورة يونس الآية 32)



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023