أحدث إعلان الدكتور محمد البرادعي رفضه لمجزرة رابعة وتأكيده على وجوب تنفيذ العدالة الانتقالية التي لم ترها مصر منذ الإطاحة بحكم الدكتور محمد مرسي – حالة من الحراك في الأوساط السياسية المصرية، إذ استقبلته قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالترحيب، واعتبروه مؤشرًا لسقوط نظام السيسي، فيما زاد من حدة الخلاف بين رفقاء البرادعي.
وفي بيانه، كشف البرادعي – وهو أحد المشاركين فيما يعرف بـ “خارطة الطريق” بعد 30 يونيو – أنه “فوجئ في بداية الاجتماع – الذي عقد في 3يوليو 2013م – أن رئيس الجمهورية محمد مرسي كان قد تم احتجازه بالفعل صباح ذلك اليوم من قبل القوات المسلحة، دون أي علم مسبق للقوى الوطنية”. وأشار إلى اعتراضه على فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في 14أغسطس 2013م، بالقوة من جانب قوات الأمن، لافتًا إلى أن اعتراضه “ليس فقط لأسباب أخلاقية، وإنما كذلك لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها كان يمكن أن تنقذ البلاد من الانجراف في دائرة مفرغة من العنف والانقسام، وما يترتب على ذلك من الانحراف بالثورة وخلق العقبات أمام تحقيقها لأهدافها”.
ترحيب إخواني
وأعلن الدكتور جمال عبد الستار – الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين – ترحيبه بالبيان قائلاً : “رغم أنني اختلف مع البرادعي سياسيًا بشكل كبير؛ إلا أنني أرى فيما يظهر أمامي أنه وقف إلى حد كبير ضد إسالة الدماء، ولم يتورط في جريمة سفكها، ومرحبًا به وبكل من لم تلوث أيديهم في جريمة قتل أبناء الشعب أياً كان دينه أو توجهه السياسي، ومصر سيبقى فيها الاختلاف، وكل اختلاف مقبول التعامل معه مادام لم يتورط في سفك الدماء”.
وأضاف عبد الستار في تصريح خاص لـ”رصد”: “من الواضح الآن أن هناك ترتيبات جديدة في المنطقة، ما يؤكد على اقتراب مرحلة جديدة ظهرت ملامحها عبر هذا البيان، لافتًا إلى أن البرادعي يحاول أن يبرئ نفسه ليكون له مكان في المرحلة القادمة خاصة بعد فشل الانقلاب، رغم أنه جاء متأخرًا جدًا لكنه يعلم أن هناك شيئًا يحدث فخرج بهذا البيان في ذلك الوقت بهذا الشكل”.
بيان كاذب
ووصف محمد عبدالعزيز، عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي المصري، ما جاء في بيان محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، بشأن بيان 3 يوليو بالـ “كذب”.
وقال “عبدالعزيز” في تغريدة، عبر حسابه الشخصي بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “طيب بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو.. أقول بضمير مستريح إن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب، وليس حتى خلافًا في الرأي معه.. لا كذب بمعنى كذب”.
بيان ممتاز
ووصف محمد الديب عضو حزب “الوسط”، البيان بأنه “ممتاز ولكنه تأخر كثيرًا في إصداره”. وأضاف: “بيان ممتاز لكنه تأخر كثيرًا، ولكن خطورة البيان تكمن في إصداره قبل 11 نوفمبر والمعروفة إعلاميًا بثورة الغلابة، وأن هناك شيئًا يحدث داخل الغرف المغلقة في الداخل وبمساعدة الخارج”.