شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“معركة الموصل” طريق البيشمركة في تحقيق حلم تقرير المصير

“معركة الموصل” طريق البيشمركة في تحقيق حلم تقرير المصير
مع سقوط الدولة العثمانية أثر الحرب العالمية الأولى، كانت قوات من حرس الحدود القبليين تستعد لتكون أكثر تنظيمًا، وهي ما عُرفت بقوات البيشمركة والتي واكبت اتساع الحركة القومية الكردية فيما بعد، وتنامت إلى جانبها مكونة قوة

مع سقوط الدولة العثمانية أثر الحرب العالمية الأولى، كانت قوات من حرس الحدود القبليين تستعد لتكون أكثر تنظيمًا، وهي ما عُرفت بقوات البيشمركة والتي واكبت اتساع الحركة القومية الكردية فيما بعد، وتنامت إلى جانبها مكونة قوة عسكرية ضاربة خاضت حربا مع القوات الحكومية العراقية على فترات متوالية.
قوة نظامية 

وبعد تشكيل حكومة إقليم كردستان شمال العراق في بداية التسعينيات، بعد الانتفاضة الواسعة التي شهدها العراق في الجنوب والشمال إثر حرب الكويت، أصبحت قوات البيشمركة جزءًا من مؤسسات حكومة الإقليم، متحولة إلى قوة نظامية يصل عدد مقاتليها نحو 190 ألف مقاتل.
وانتهجت قوات البيشمركة حرب العصابات في مواجهة القوات العراقية إبان حربها مع إيران أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بهدف الظفر بمناطق في كردستان العراق وانشق بعضها وقاتل إلى جانب القوات العراقية.
خلال تسعينيات القرن الماضي وفي أعقاب حملة الأنفال والهجوم الكيمياوي، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، واصلت قوات البيشمركة معركتها مع القوات العراقية بعد حرب الخليج الأولى وعمليات عاصفة الصحراء.
وبعد الانتفاضة في أعقاب حرب الكويت وفرض منطقة الحظر الجوي، تمتعت المنطقة باستقلالية أكثر من نظام الحكم في بغداد.
اقتتال داخلي 

لكن التوترات الداخلية استمرت وتحولت إلى حرب بين إثنين من الفصائل الكردية المتناحرة، الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني.
وبعد إبرام مصالحة بين الفصيلين الكرديين المتعارضين بموجب اتفاقية واشنطن عام 1998، بدأت القوات الخاصة الأمريكية نشاطًا استخباراتيًا في المنطقة.
وكانت تلك بداية علاقة تعاون مع الولايات المتحدة، فكلا الطرفين يعارض الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين، وجرى التنسيق أيضًا مع أطراف المعارضة العراقية الأخرى.
وواصلت القوات الأمريكية، بعد دخولها العراق وإسقاط نظام صدام، تعاونها مع البيشمركة في مجالات تدريب المقاتلين وإجراء عمليات مشتركة في مختلف أرجاء المنطقة.
وعندما انتخب جلال طالباني رئيسًا للعراق، وانتخب مسعود برزاني رئيسًا لإقليم كردستان العراق، تنامى الأمل الكردي من أجل تقرير المصير.

معركة الموصل
واليوم لم تترك قوات البيشمركة طرفًا في الصراع في معركة الموصل ضد “تنظيم الدولة”، إلا وتحالفت معه طمعًا في مزيد من تقرير المصير والاستقلالية، فضلاً عن مزايا سياسية واقتصادية أخرى؛ فالبيشمركة جنبًا إلى جنب مع الجيش التركي في “تحرير بعشيقة”، وكذلك إلى جانب القوات العراقية الزاحفة نحو الموصل بالإضافة إلى التعاون مع بعض الفصائل الأخرى.
وتتمثل دوافع “البيشمركة” في المشاركة بمعركة الموصل في التخلص من “تنظيم الدولة” كعامل مهدد لاستقلالية إقليم كردستان العراق، كذلك فإن نجاح القوات العراقية في السيطرة على الموصل يعني فتح الباب على مصراعيه أمام مسئولين أكراد لطرح قضية استقلال الإقليم نهائيًا، وتشكيل دولة شمال العراق التي يسعى الأكراد من خلالها إلى احتلال مكانة واضحة على خريطة العالم.
فحسب موقع (روسيا اليوم)، صرح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق (نيجيرفان البرزاني) لمجلة “بيلد” الألمانية، في حوار أجرته معه ، أكتوبر الماضي، قائلاً: فور تحرير الموصل سنجتمع مع شركائنا في بغداد لنتباحث في استقلالنا، انتظرنا طويلاً، وكنا نعتقد أنه بعد 2003م (غزو الولايات المتحدة للعراق)، ستكون هناك إنطلاقة جديدة لعراق جديد ديمقراطي. لكن هذا العراق فشل”.
وأضاف المسؤول الكردي ” نحن لسنا عربًا بل أمة كردية، الأسرة الدولية يجب أن تنظر إلى ذلك بطريقة واقعية”، متابعًا “عندنا، لا يوجد جيش عراقي ولا شرطة عراقية، في وقت ما سيكون هناك استفتاء حول استقلال كردستان، لنترك الناس يقررون”.
فهل ينجح الأكراد في تحقيق أهدافهم من وراء مشاركتهم في معركة الموصل؟ وهل يتفهم الشركاء مطلبهم بالاستقلال؟ وماذا عن موقف الحكومة المركزية في بغداد؟ وهل أعد مسئولو إقليم كردستان العراق الملف جيدا؟ وهل تكون معركة الموصل سببا في إنضاج الطبخة؟



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023