شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إيكونوميست: التفجيرات الأخيرة تزيد من مشكلات السيسي

إيكونوميست: التفجيرات الأخيرة تزيد من مشكلات السيسي
رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن التفجيرات الأخيرة ستزيد من المشكلات التي يواجهها السيسي خاصة في المجالي الاقتصادي والأمني.

رأت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أن التفجيرات الأخيرة ستزيد من المشكلات التي يواجهها السيسي خاصة في المجالي الاقتصادي والأمني.

وقال التقرير إن الأمن والنظام كانوا ومازالوا الأولوية لعبدالفتاح السيسي، الرئيس المصري الذي نصّب وزعم نفسه كحامي للبلاد (بحسب توصيف المجلة)، ومنذ أن أطاح بالرئيس محمد مرسي المنتخب ديمقراطياً، وغير المحبوب شعبيًا (بحسب توصيف المجلة أيضًا)، قام الجنرال السابق بإرساء الاستقرار بالقوانين شديدة القسوة، وحملات القمع ضد المعارضة، ويقول مؤيدوه إنه بدون يده الصارمة كانت الدولة ستكون غارقة  في الدماء مثل جيرانها.

أحد  المشاكل مع جدلية المؤيدين هذه هي أن مصر نفسها تبدو مضطربة؛ ففي التاسع من ديسمير قتلت قنبلة أحد المدنيين، وأصابت ثلاثة من رجال الشرطة في كفر الشيخ – شمال البلاد – وفي اليوم نفسه قتلت قنبلة ستة من رجال الشرطة في طريق الأهرامات بالقاهرة، وهو ما كسر أشهرًا من الهدوء النسبي في العاصمة، وبعد يومين انفجرت قنبلة في قداس الأحد بالكاتدرائية الأرثوذكسية، أودت بحياة 25 من المصلين، معظمهم من النساء والأطفال.

ألقيت اللائمة على الإسلاميين الساخطين في هذه الأحداث، وأعلنت بعض الجماعات مسؤوليتها عن بعض الحوادث، حيث تبنت حركة “حسم” مسؤوليتها عن حادث التفجير بالقرب من الأهرامات، وشنت المجموعة – بحسب المجلة – العديد من الهجمات ثأرًا للقمع الدموي ضد الإخوان المسلمين، الجماعة التي تدعي السلمية (بحسب توصيف المجلة)، ولم تعلن مجموعة أخرى تبنيها للأحداث الأخيرة، لكن العديد يشتبه في تنفيذ الجهاديين لهذه الهجمات، بسبب استهدافهم السابق للمسيحيين.

وتأتي أحداث العنف في مصر من استمرار الحكومة في معركتها ضد مجموعة منفصلة – أطلقت عليهم المجلة اسم – المتمردين الإسلاميين، معظمهم من البدو المحليين، في الجزء الشمالي من سيناء، ولعدة سنوات حاول الجيش متبنياً أساليب الأرض المحروقة الوحشية هزيمة التمرد، لكن ذلك لم يمنع المتمردين الذين شنوا مئات الهجمات في المنطقة منذ 2012، وخلال الشهر الماضي قتلوا ثماني جنود في تفجير سيارة، وفي أكتوير أعلنوا عن اغتيال أحد اللواءات، وتعهد معظم المتمردين النشطين في سيناء بالولاء لتنظيم الدولة، وأعلنوا منطقتهم كـ”ولاية” لما يسمى بـ”الخلافة”.

وبحسب التقرير فإن المسيحيين الأقباط  الذين يمثلون 10 بالمائة من إجمالي السكان  يتعرضون للاضطهاد من الأغلبية المسلمة، ودعّم العديدُ منهم السيسي معتقدين أنه الضمانة لحمايتهم، حتى  بعد  هجوم الإسلاميين على عشرات الكنائس ومنازل الأقباط بعد الانقلاب، لكن لفتات السيسي مثل حضوره  لقداس الكريسماس كان له تأثير ضعيف في تخفيف التوتر، وهناك علامات تدل على أن دعم الأقباط للسيسي يتلاشى، وخلال التظاهرة التي شهدها محيط الكاتدرائية ، بعد حادث الكاتدرائية هتف المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط النظام “، كما تم طرد مقدمي البرامج المؤيدين لـ”لرئيس” من قبل حشد المتظاهرين.

وترى المجلة أن الوقت الحالي عصيب بالنسبة للسيسي، الذي يتعامل مع اقتصاد محتضر، حيث تسعى الحكومة إلى جذب الاستثمارات والسياح الذي فروا في أعقاب ثورة 2011، كما تسببت القيمة المتدنية للجنيه والتضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له في ثماني سنوات في مزيد من الألم للمواطنين، وسيتضاعف هذا الألم  خلال وقت قصير بسبب اشتراطات حصول مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

وختم  التقرير بالقول “يكمن الخطر في أن السيسي يرد على الضغوط التي يتعرض لها بكل الطرق الخطأ، على سبيل المثال، قمعه الشديد للمعارضة ، وتأجيل أو إلغاء الإصلاحات الاقتصادية، وهو ما اضطر إلى القيام به لاحقاً، وبالتالي فإن ذلك سيتسبب في العديد من المشاكل في المستقبل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023