تتوقع وكالة “اسوشيتد برس” الأميركية أن يحاول يشن تنظيم الدولة شن المزيد من الهجمات ضد أقباط مصر في محاولة منه لتقويض ادعاءات السيسي بإرساء الاستقرار .
يقول التقرير: إن انتحارياً فجر نفسه داخل أحد كنائس القاهرة قبل أسبوع وهو ما أثار المخاوف من أن التمرد الذي ركز لسنوات على القتال في سيناء واستهداف رجال الجيش الشرطة ، ربما يطلق العنان لقتل المدنيين في العاصمة المصرية.. ويشكل تصاعد أعمال المسلحين المرتبطين بتنظيم الدولة ضربة كبيرة لبلد يحاول إعادة بناء اقتصاد محطم وإنعاش صناعة السياحة ،لكن الاحتمال هو انتشار الإرهاب الذي يستهدف المسيحيين ،والذين قد يتحولون إلى هدف رئيسي .
وواضاف: في الحقيقة إن المسلحين ،ربما يستخدمون المسيحيين لإشعال انقسام طائفي في بلد ذي أغلبية مسلمة ،منتهجين أسلوب تنظيم الدولة في سوريا والعراق عن طريق استهداف الأقليات ،وربما يراهن التنظيم على نشر الفوضى وتقويض حكومة عبدالفتاح السيسي ،ينما يتجنب التفجيرات العشوائية التي تستهدف المسلمين ،وتجلب رد فعل شعبي غاضب .
يقول مختار عوض ،الباحث ببرنامج دراسة الإرهاب بجامعة “جورج واشنطن” :”يسوق المسلحون تبريرات العنف الطائفي ،في مصر ،بنفس الطريقة التي ينتهجها المسلحون في سوريا والعراق” .
ويتابع التقرير: في حال حدوث مجموعة من الهجمات ضد المدنيين ،فإن ذلك سيكون بمثابة تغيير مرعب بالنسبة لمص; فعلى الرغم من الاضطرابات السياسية في مصر منذ 2011 ،فإن القاهرة والمدن الأخرى على طول وادي النيل كانت بمنأى عن الفوضى الشاملة ،وحتى مع انهيار سوريا وليبيا المجاورة في حال من الفوضى ، وشن المتمردين المرتبطين بتنظيم الدولة في شبة جزيرة سيناء هجمات وحشية في حربهم ضد جنود الجيش والشرطة ،إلا أنهم نفذوا هجمات على نطاق صغير في القاهرة، استهدفت جنود الشرطة والجيش ،كما أنهم لم يستهدفوا الحشود الجماهيرية .
ويشير التقرير إلى نجاح المسلحين في تفجير الطائرة الروسية فوق شبة جزيرة سيناء ، وهو ما كان له بالغ الأثر على السياحة المتدهورة ، ويقول مهند صبري الخبير في شئون سيناء “يمكن العثور على المتفجرات والأسلحة بسهولة في شتى أرجاء مصر ،ويمكن تهريبها إلى الصحراء الغربية التي يسهل اختراقها عبر ليبيا” .
ويلفت التقرير إلى تقديم السيسي نفسه كزعيم في مواجهة التشدد الإسلامي في المنطقة ،مصوراً حملة القمع التي شنها ضد الإخوان المسلمين كجزء من معركة أوسع ،وقد يتحول الهجوم الجديد إلى محاولة من المسلحين لهز الثقة في السيسي في وقت حساس ،بعد قيامه بإصلاحات اقتصادية مؤلمة، مشيرا الى إنه بالرغم من إعلان تنظيم الدولة مسئوليته عن حادث تفجير الكنيسة البطرسية ،إلا أن المسئولين المصريين ركزوا اتهامهم على جماعة الإخوان المسلمين.
ويستطرد: لكن التنامي الأخير في الهجمات أظهر ،كيف تطور العنف خلال العامين الماضيين ، وشنت مجموعة جديدة تسمى “حسم” محاولات اغتيال عالية المستولى ،وهجمات على قوات الأمن ،بما في ذلك ستة من رجال الشرطة خارج القاهرة ،خلال الأسبوع الماضي .
وبحسب التقرير ،فإنه بالرغم من قدرة المسلحين على شن سلسلة هجمات عشوائية أوسع ،بما في ذلك الأماكن السياحية ،إلأ أنهم يخشون من تكرار خطأ التسعينيات ،عندما تسببت الهجمات في استياء عام ،بدلاً من تحول هذا الغضب إلى قادة البلاد ،وفي الغالب ،يحاول المسلحون دفع أجهزة الأمن إلى اعتقالات عشوائية أو ممارسة الانتهاكات ،التي من شأنها أن تشعل الغضب وتزيد من تطرف البعض .
ويرى “مايكل حنى ” الزميل البارز بمؤسسة “سنشري” الأميركية “انه في السياق الحالي ،فإن أي هجمات ضد مسيحيي مصر هدفه إحراج للحكومة المصرية وادعائها باستعادة القانون والنظام ، وتقويض الدعم الشعبي للسيسي” .