شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

علماء لـ”رصد”: فكرة إنشاء فرع لجامعة الأزهر بإسرائيل لا تجوز شرعًا

علماء لـ”رصد”: فكرة إنشاء فرع لجامعة الأزهر بإسرائيل لا تجوز شرعًا
رفض عدد من علماء الدين الإسلامي الدعوة التي أطلقت مؤخرًا بشأن فتح فرع لجامعة الأزهر بالكيان الصهيوني، واعتبروا ذلك إساءة للأزهر وأبنائه وللمؤسسة نفسها؛ لأنه لا يجوز شرعًا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم هذا..

رفض عدد من علماء الدين الإسلامي الدعوة التي أطلقت مؤخرًا بشأن فتح فرع لجامعة الأزهر بالكيان الصهيوني، واعتبروا ذلك إساءة للأزهر وأبنائه وللمؤسسة نفسها؛ لأنه لا يجوز شرعًا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم هذا، ومن يطلقون هذه الدعوات نواياهم ليست سليمة – حسب كلام العلماء – وتعتبر محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يرفضه الشعب المصري بكل أطيافه ونقاباته وكياناته، وقبل ذلك يرفضه الإسلام.

وكان باحث أميركي من أصول مصرية، وبرلماني مصري، طالبا الأزهر بافتتاح فرع له في إسرائيل، بدعوى “نشر الإسلام في كل مكان”، بما في ذلك تل أبيب.

وأبرزَ العلماء عدة أسباب للرفض أهمها أن الكيان الصهيوني مغتصب للأرض ومعتدٍ على شعب وأرض إسلامية، والإسلام يحرم التطبيع والتعامل مع أي كيان معتدي، فضلًا عن المعاملة السيئة للشعب الفلسطيني وقتله وإيذائه وحبسه، وبالتالي لا يجوز شرعًا التعامل مع من يمارس هذه الأساليب التي يرفضها الإسلام خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمؤسسة إسلامية عريقة مثل الأزهر.

ومن جانبه قال الشيخ عبد الفتاح عساكر – الداعية الإسلامي – إن إنشاء فرع لجامعة الأزهر بالكيان الصهيوني مرفوض تمامًا، وهذه محاولة للتطبيع مع هذا الكيان من خلال هذا الفرع، أو التطبيع عبر المؤسسات الدينية، وأن من ينادون بذلك نواياهم ليست طيبة، ومحاولة منهم لدعم هذا الكيان من خلال هذه الفكرة المرفوضة تمامًا، وتنشيط التطبيع مع كيان مرفوض شعبيًا في مصر.

وأضاف الشيخ عساكر في تصريحات خاصة لـ”رصد” أن هناك أسبابًا كثيرة لرفض هذه الفكرة منها أن هذا الكيان هو كيان معتدٍ ومغتصبٍ للحقوق ويقهر شعبًا مسلمًا؛ فكيف أتعامل معه بهذه الطريقة وأُطبّع معه من خلال فتح فرع لمؤسسة دينية عريقة بحيث تتخذ ذريعة لمزيد من التطبيع والتعامل مع هذا الكيان الذي يرفضه كل أبناء الشعب المصري بمن فيهم أبناء الأزهر بالتأكيد.

ودعا من يدعون إلى هذه الافكار أن يكفوا عنها، وأن يصلحوا نواياهم وألا يزجوا باسم الأزهر والشعب المصري في مثل هذه الأفكار والرؤى المرفوضة وغير المقبولة؛ لأن الإسلام لا يدعوا إلى التعامل مع المعتدي والتودد له والتطبيع معه طالما يغتصب حق الغير ويرفض إرجاعه له، بل ويقتله ويهجّره من أرضه، ويتعامل مع صاحب الأرض – وهم الفلسطينيين – بأسوأ الأساليب، فتتم مكافأته على ذلك وفتح فرع لجامعة إسلامية هناك؛ مؤكدًا أن هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال.

وفي تصريحات للأناضول، سخر وكيل الأزهر عباس شومان، من تلك الدعوات، واصفًا إياها بأنها من “تأثير البرد (انخفاض درجات الحرارة) على العقول”.

وقال ساخرًا: “يبدو أن البعض أراد التدفئة بفكرة إنشاء الأزهر لفرع له كمعهد أزهري أو ربما مركز ثقافي بإسرائيل”.

وأضاف شومان “الحديث المتداول بهذا الشأن لا علاقة للأزهر به من قريب أو بعيد، وهو يخص طارحه”.

أما مختار مرزوق – عميد كلية أصول الدين فرع الأزهر بأسيوط – فقد اعتبر في تصريحات صحفية هذا الاقتراح تطاولًا على الأزهر وعلمائه وإساءة له ولتاريخه، وربما محاولة لتوريطه في محاولات تطبيع يرفضها الشعب المصري بكل مؤسساته ونقابات وكياناته.

وأضاف  في تصريحات صحفية أن “كل أزهري مخلص يقف لأصحاب تلك الدعوات بالمرصاد، ولن نترك جاهلًا ينعم بجهله أو يتيه به” معتبرًا هذه الدعوات مسيئة للأزهر وعلمائه ولكل الشعب المصري الذي يعتز بالأزهر وأبنائه.

ويأتي هجوم علماء الأزهر، ردًا على قول الباحث الأميركي من أصول مصرية، عمر سالم، إن “أساتذة بالأزهر الشريف مستعدون للذهاب إلى إسرائيل والدعوة إلى الله هناك “، دون أن يذكر تفاصيل.

ومؤخرًا، أثار سالم جدلًا واسعًا داخل مصر بسبب مواقفه التي اُعتبرت “ترويجًا للتطبيع مع إسرائيل”، وكذا تصريحاته المؤيدة لما يقول إنه “حق تاريخي لليهود في فلسطين”.

وفي تقرير عنه في يناير الماضي، وصفت القناة السابعة الإسرائيلية سالم بأنه “أستاذ في جامعة كاليفورنيا، ودُعي في عام 2012 لإلقاء محاضرة أمام مجلس الشيوخ الأميركي حول دور الدين في الصراع العربي- الإسرائيلي”.

ومؤيدًا طرح سالم، رحب عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، اللواء متقاعد شكري الجندي بالمقترح، دون أن يحدد آلية لتنفيذه.

وقال الجندي في تصريحات صحفية، إن “إنشاء فرع للأزهر الشريف في إسرائيل، ليس تطبيعًا بالمعنى المعروف سياسيًا”.

وأشار إلى أن “نشر الإسلام لا يعتبر تطبيعًا فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو اليهود وطوائف العالم أجمع للدخول في الإسلام”.

وعلى المستوى الرسمي، تقيم مصر علاقات سياسية واقتصادية، مع الجانب الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تواجه هذه العلاقات رفضًا كبيرًا على المستويين الشعبي والنقابي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023