شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل كان 2016 هو “عام الشباب” فعلاً؟

هل كان 2016 هو “عام الشباب” فعلاً؟
استهل عبدالفتاح السيسي العام الجاري، بمقولته "قررت أن يكون عام 2016م، عامًا للشباب المصري"، فى كلمة ألقاها خلال مشاركته في الاحتفال بيوم الشباب المصري في دار الأوبرا المصرية في التاسع من يناير الماضي..
استهل عبدالفتاح السيسي العام الجاري، بمقولته “قررت أن يكون عام 2016م، عامًا للشباب المصري”، فى كلمة ألقاها خلال مشاركته في الاحتفال بيوم الشباب المصري في دار الأوبرا المصرية في التاسع من يناير الماضي، ليجد الشباب أنفسهم أمام عام مليء بالمطاردات والتصفيات الجسدية وكافة أنواع الانتهاكات.
 

وأعلن السيسي خلال الاحتفال، عن عدد من القرارت والمشروعات الخاصة بالشباب، منها ضخ 200 مليار جنيه خلال الـ4 أعوام المقبلة، لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب، ومنح قروض للشباب لتنفيذ المشروعات المتناهية الصغر، تنفيذ مشروعات سكنية للشباب بتكلفة 30 مليار جنيه، خصيص نسبة من مشروع المليون ونصف المليون فدان للشباب.

فهل وجد الشباب ما وعد به السيسي حقًا؟

  قروض الـ 200 مليار للمشروعات

صرحت النائبة هالة أبو سعد وكيل لجنة المشروعات الصغير بالبرلمان، في أكتوبر الماضي، أنه خلال اجتماع اللجنة مع قيادات البنك المركزي، تم الكشف عن عدم وصول جنيهًا واحدًا لدعم المشروعات الشبابية من مقترح الـ “200 مليار”.

 وأوضحت النائبة، أن البنوك لا تستفيد من هذه الفئة من القروض التي تبدأ من جنيه وحتى مليون حنيه، لذا فهي تتجنبها، مشيرة إلى أن القروض التي أعلن عنها للمشروعات، وإن كانت لـ “عربة فول” لم يتم تنفيذها مطلقًا.

– مشروع المليون ونصف المليون فدان

 ظل الشباب قرابة الـ 11 شهرًا ينتظرون بدء حجز الأراضي التي أعلن عنها عبدالفتاح السيسي في بداية العام، إلا أن طرحت شركة “الريف المصري” كراسة الشروط، لتكون مفاجأة غير سارة للشباب، حيث تطلب من كل شاب 45 ألف جنيه مقابل الحصول على فدان أرض مستصلح.

ولم ينته الأمر عند المبلغ المطلوب في بداية حياته، بل ان شروط الشركة، تجبر الشاب على المكوث في أرضه والتي تتواجد في أماكن متطرفة، ليجد نفسه مطالب ببناء منزل له ليظل بجانب مشروعه، بالإضافة إلى أنظمة الري التي اعتمدتها الشركة وهي الري بالتنقيط، والتي تعد اعلى الأنظمة تكلفة.

 وبالرغم من أن الشركة أعلن عن بناء منازل للشباب بالقرب من الاراضي، إلا أنها طالبتهم بدفع مقابل لإيجار تلك الشقق السكنية، والتي لم تبدء في إنشاءها بعد.

– مشروعات سكنية للشباب بتكلفة 30 مليار جنيه

 استقبل حاجزي الوحدات السكنية في بعض المناطق، وحداتهم بصدمة بعد استلامها مخالفة لما تم التعاقد عليه، ففي دهشور قدم السكان مجموعة من الشكاوى تضمنت مشاكل تتعلق التشطيب والتشجير وعدم توافر المدارس والخدمات الطبية، على الرغم من بناء المركز الطبي، إلا أنه غير مجهز فضلاً عن مشكلة الإنارة والنظافة وعدم وجود خطوط غاز وضعف شبكات المحمول وعدم توصيل خطوط التليفون الأرضي، فضلاً عن عدم وجود مدارس تخدم أبناء الحاجزين، أو سور يفصل المنطقة عن شريط القطار الموجود بالمنطقة لضمان السلامة.

ماذا قدم السيسي للشباب في عامهم؟

 حملات اعتقالات 

شنت قوات الداخلية خلال عام 2016م، عدد من حملات الاعتقال، التي استهدفت عدد كبير من الشباب، واستبقت أحداث رئيسية منها ذكرى ثورة يناير، وقبل تظاهرات جمعة الأرض، والتي شملت منازل النشطاء والصحفيين، بالإضافة إلى اعتقال 40 شخصُا من المقاهي في مصر الجديدة، بخلاف  115 شباب من محيط حي الدقي، خلال الساعات الأولى من يوم الجمعة الموافق 25 أبريل، كما شنت اعتقالات عشوائية، خلال الدعوات لثورة الغلابة في نوفمبر الماضي.

 وفي عام 2016م، وطبقًا لتصريح رئيس مصلحة السجون اللواء مصطفى باز، بلغ عدد السجناء في مصر نحو 80 ألف في السجون فقط، دون العدد المحتجز في اقسام ومراكز الشرطة، بحسب تصريحه في مايو 2016م.

تكميم الأفواه

 اتسم عام 2016م، بمصادرة الحقوق والحريات، استكمالاُ لسنوات حكمت فيها مصر بقبضة من الحكم العسكري، ليصبح الشباب ضحايا حبهم لأوطانهم.

فعندما وقع عبدالفتاح السيسي اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية ومصر، لتنضم جزيرتي تيران وصنافير إلى حدود المملكة، خرج الشباب مدافعُا عن أرض الوطن، فما كان من النظام إلا أن قابل تظاهراتهم السلمية، بالانتهاكات والاعتقالات التي لا يزال سجناءها خلف القضبان منذ إبريل وحتى يومنا هذا. 

 وقامت الداخلية على أثر مظاهرات جمعة الأرض، اقتحام نقابة الصحافيين، والقبض على إثنين منهما عمرو بدر ومحمود السقا بتهمة التحريض على التظاهر، في سابقة لم تحدث في تاريخ النقابة.

 بناء السجون

بنى عبدالفتاح السيسي خلال عام الشباب ثلاث سجون، بالإضافة إلى ثمانية أخرى قد شيدها منذ أحداث الثالث من يوليو، لاستيعاب الاعداد الكبيرة للمعتقلين، كان أخرهم ما شيده في يونيو الماضي، وهو سجن العبو المركزي في القليوبية، ليصبح عدد مقرات الاعتقال ما يزيد على أربعين سجنا، و382 مقر احتجاز داخل أقسام الشرطة، بخلاف السجون السرية في معسكرات الأمن المركزي (جهاز أمني يتبع وزارة الداخلية)، وداخل المقرات العسكرية (التابعة لوزارة الدفاع)”.
الاختفاء القسري

 من أكبر الانتهاكات التي تمارسها السلطات في حق المعتقلين وذويهم، هي عدم الكشف عن اماكن احتجازهم، ومع طول فترات الاختفاء، يتزايد الام الأهل، وحيرتهم.

واظهر تقرير لمنظمة حقوية عن الاختفاء القسري، خلال الربع الأول من العام الجاري، وصل إلى 204 حالة اختفاء، ظهر منها 101 حالة مازالوا رهن الاعتقال، مع عدم الكشف عن اماكن احتجاز المتبقين.

 وكشف التقرير أن القطاع الأكبر من المختفين قسريا من الطلبة، حيث كان إجمالي عدد الطلاب الذين تعرضوا للاختفاء القسري 100 حالة.

وذكر تقرير لـ”التنسيقية المصرية للحقوق والحريات” أنه خلال النصف الاول من العام الجاري، أُبلغ عن 1001 حالة اختفاء، بمعدل خمس حالات يوميًا.

  تصفيات جسدية

نددت منظمة هيومين رايتس مونيتور، بانتهاج السلطات، القتل خارج القانون، سواء داخل المعتقلات او خارجها، او عن طريق إعدامات مسيسة للقضاء.

 في يونيو الماضي هاجمت قوات الامن شقة سكنية وقتلت ثلاث شباب بداخلها، في مدينة رأس البر، بالإضافة إلى حادثة تصفية عناصر أمنية بزي مدني للطالب أحمد خليل عزالدين “22 عاما، قبل بايام.

وفي مستهل العام فامت قوات الداخلية بتصفية ثلاث شباب في مدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية لاتهامهم بالضلوع في محاولة اغتيال القائم بأعمال رئيس جامعة الزقازيق”.

 وفي مارس الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن قتل خمسة أفراد، اتهمتهم بتشكيل عصابة متخصصة في اختطاف الأجانب وقتلهم، في تبادل لإطلاق النار.

وكان مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب ، 11 حالة وفاة داخل أماكن الاحتجاز، من بينهم 6 نتيجة الإهمال الطبي، 2 هبوط حاد في الدورة الدموية وحالة نتيجة التعذيب.
مصر في الإحصائيات العالمية؟

 الأولى في نسب الطلاق

أشار تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، أن مصر احتلت المرتبة الأولى عالميًا، بعد أن ارتفعت نسب الطلاق من 7% إلى 40%.

 وأكد التقرير أن عدد حالات الطلاق وصل إلي نحو 3 ملايين حالة، بمعدل 240 حالة يوميا بنسبة حالة كل 6 دقائق.

نسبة البطالة

 قال  الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في أغسطس الماض،  إن نسبة البطالة بين الشباب فى الفئة العمرية (18-29 سنه) الحاصلين على مؤهــل جامــعي فأعلى بلغت نحو 41,5٪ (34,4٪ ذكـورًا، 51,2٪ إناثًا)، كما بلغت 29,5٪ للحاصلين على مؤهل متوسط فني (23,9٪ ذكورًا، 44,8٪ إناثًا).

نسبة العنوسة

 أشار موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير له عن مشكلة العنوسة في مصر،  قال فيه أن نسبة الفتيات التي تخطت سن الزواج تعدى رقم الـ  8 ملايين فتاه بما يقدر من 40% من الفتيات، مشيرة إلى انها أصبحت قضية أمن قومي .

وبعد أن اقترب “عام الشباب” من الانتهاء ، والذي ذاقوا فيه كافة انواع الانتهاكات، خرج عبد الفتاح السيسي، ليعلن أن 2017 عام المراة، فماذا ينتظر المراة خلال العام القادم؟


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023