سلط تقرير لوكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية الضوء على معاناة قطاع الآثار المصرية بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.
وقال التقرير إنه مع هشاشة الاقتصاد المصري بعد سنوات من الاضطرابات والتراجع الكبير في أعداد السياح، تكافح مصر للحفاظ على التراث الأثري الأسطوري، حيث تنتشر الآثار المصرية من الإسكندرية على البحر المتوسط إلى الهرم الأكبر في الجيزة – آخر من تبقى من عجائب الدنيا السبع في العالم – وأسوان في الجنوب.
وأوضح التقرير أن مصر تعد موطناً للآثار الرائعة في العالم، ولسنوات كانت تلك المواقع قادرة على الاعتماد على وجود تدفق مستمر من مبيعات التذاكر لتمويل صيانتها.
وأضاف التقرير: “لكن منذ قيام الثورة المصرية عام 2011، تضاءل عدد السياح الذين يزورون البلاد، وجاهدت السلطات لتعويض العائدات المفقودة وصرح وزير الآثار خالد عناني لوكالة فرانس برس أنه، منذ يناير 2011 تراجعت إيرادات الهيئة بشكل كبير، وهو ما كان له تأثير قوي على حالة الآثار المصرية”.
وانخفضت أعداد السائحين الزائرين لمصر من 15 مليون في 2010 إلى 6.3 ملايين في 2015، فيما قلل التمرد الذي اندلع في أعقاب الإطاحة بمحمد مرسي من رغبة السائحين لزيارة مصر، وانخفضت إيرادات بيع تذاكر دخول الأماكن السياحية إلى 38 مليون دولار في 2015، مقارنة بـ 220 مليون في 2010، بحسب التقرير.
وتقول فايزة هيكل أستاذ المصريات بالجامعة الأميركية “إنه أمر كارثي”، فيما يضيف زاهي حواس، عالم الآثار المصرية، أن تراث البلاد تأثر نتيجة لذلك ويقول: “مع نقص التمول لا يمكن ترميم أي أثر”، مستطردًا: “إنه مظلم”، في إشارة إلى المتحف المصري في ميدان التحرير، “ولا تستطيع أن تطلب من الحكومة دعمك لأن الاقتصاد ليس بحالة جيدة ، وحالة الآثار تتدهور في كل مكان”.
ويشير التقرير إلى استيعاب هيئة الأثار لـ 38.000 موظف، بما في ذلك العمال الميدانيين والفنيين وعلماء المصريات والفنيين، وتقول الوزارة إنها اعتمدت على المساعدات الخارجية منذ الإطاحة بـ”مرسي”، وكجزء من خطة الإنعاش الإقتصادي يجب عودة السياحة كأحد مصادر الدخل الأساسية لمصر.
وتقول “هيكل”: “الأولوية الآن للترميم، لكن هناك عمليات تنقيب توقفت بسبب نقص التمويل”، مضيفة: “انتظرت الآثار 5.000 عام ليتم الكشف عنها ويمكن أن تنتظر المزيد، ومع ذلك فقد تأخرت بعض أعمال الترميم”، فيما يؤكد زاهي حواس أن على الحكومة أن تفكر بشكل غير تقليدي، عن طريق إقامة المعارض في الخارج.
ويختم التقرير بقول “حواس”: “لماذا نترك “توت عنخ آمون” في المتحف المصري بمنطقة مظلمة ، يمكن ل”توت عنخ آمون أن يجلب المال” .