طالب عدد من النشطاء الحقوقيين بالإفراج عن المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، المعتقل بسجن ليمان طرة؛ نظرًا لتدهور حالته الصحية، خاصة أن لوائح السجون والقانون المصري يمنحانه هذا الحق؛ فالقانون ينص على حق المحكمة في إخلاء سبيله على ذمة القضية التي يحاكم بشأنها خاصة إذا كان أمضي فترة الحبس الاحتياطي المقررة وهي 18 شهرًا وهو ماحث بالفعل.
أصدرت أسرة المرشد السابق بيانًا باللغتين العربية والإنجليزية تطالب فيه بضرورة الإفراج عنه؛ حيث ذكر البيان أن “عمره ٨٩ عامًا، وصحته متدهورة، ومعتقل دون أن يكون متورطًا في أي جريمة، ولكن فقط كجزء من التنكيل والانتقام، بحسب نص البيان”.
من جانبه قال أسامة ناصف – الباحث الحقوقي بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات – إن القانون يحتم الإفراج عن المرشد السابق محمد مهدي عاكف في ظل الحالة الصحية التي يمر بها حاليًا، والتي وصلت حد التدهور، والقانون ينص علي العفو في حال الإدانة، والحكم على المتهم والإفراج الصحي علي ذمة القضية في حال عدم الإدانة واستمرار المحاكمة.
وأضاف ناصف في تصريحات خاصة لـ”رصد”: أنه بالنسبة للمرشد السابق فإنه تم نقض الحكم الذي صدر بحقه وتعاد محاكمته حاليا، وبالتالي لم تتم إدانته، ومن حق المحكمة أن تفرج عنه خاصة إذا كان قد أمضي فترة الحبس الاحتياطي وهي 18 شهرًا – وهو ماحدث مع عاكف بالفعل – فيمكن إخلاء سبيله على ذمة القضية، ولكن يبدو أن هناك تعنتًا واضحًا معه ومع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وهذا إخلال بالقانون ولوائح السجون المعمول بها حاليا بالسجون المصرية.
وتابع: يجب علي المنظمات الحقوقية بالداخل والخارج الضغط علي الحكومة المصرية للإفراج عن عاكف لأنه من الحالات التي تستحق ذلك، طبقا للقانون؛ لأنه بحسب التقارير الطبية الرسمية بمستشفي السجن يعاني من تدهور شديد صحيا، مطالبا على الأقل بوضعه في مستشفى أكثر جاهزية وأفضل من عنبر قصر العيني الموجود به حاليا؛ لأنه طبقا للقانون يحق له العلاج في أي مستشفي سواء خاصًا أو حكوميًا طالما هناك حراسة شرطية عليه.
من ناحية أخرى أطلقت أسرة المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأحد، حملة تدوين للمطالبة بالإفراج الصحي عنه، مؤكدة “تدهور صحته بشكل أصبح يهدد حياته”.
جاء ذلك بحسب بيان باللغتين العربية والإنجليزية، نشرته نجلته علياء عاكف، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”، بعد يوم من أنباء نفتها الأسرة عن وفاته بمشفاه الحكومي ، الذي نقلته إليه إدارة السجون المصرية مؤخرا.
وقال البيان إن “عمره ٨٩ سنة وصحته متدهورة ومعتقل دون أن يكون متورط في أية جريمة، ولكن فقط كجزء من التنكيل والانتقام”.
وأضاف “الرسائل الأخيرة من داخل السجن تُنبئ عن تدهور صحته بشكل ملحوظة بشكل أصبح يهدد حياته”، دون مزيد من التفاصيل.
ودعا البيان إلى “التدوين والمطالبة بالإفراج عنه لسنه وحالته الصحية، ولأنه غير متورط في أي جريمة و يقبع في السجن منذ أكثر من عاميين”.
وتساءل البيان “ما هي الخطورة التي يمثلها شيخ طاعن في السن؟”، مدشنا هاشتاغ (وسم) #افرجوا_عن_مهدى_عاكف.
وفيما أكد محامي الإخوان المسلمين عبد المنعم عبد المقصود، تدهور صحة عاكف، قال مصدر أمني فضل عدم ذكر هويته، عن عدم استقرار حالته الصحية أيضاً.
وأشار المصدر إلى أن هذا الأمر دفع إدارة السجون للابقاء عليه فى مستشفى قصر العينى من عدة أيام، حتى يكون تحت المتابعة الطبية الدقيقة.
كانت علياء عاكف نفت أمس السبت، عبر تدوينة بصفحتها عبر “فيسبوك” أيضا، ما تردد عن وفاة والدها.
ولفتت في تدوينة أخرى إلى آخر رسائل مرشد الإخوان السابق للأسرة، قائلة “في آخر زيارة لبابا (لم تحدد موعدها) يقول :أنا مش خايف (لا أخشي) من الموت أنا خائف على مصر”
وفي 26 ديسمبر الماضي، كشفت جماعة الإخوان، عن تعرض مرشدها السابق للموت بسبب مرضه، مطالبة بالإفراج عنه، وفق بيان صادر وقتها دون أن تعلق عليه السلطات المصرية للآن.
وعاكف محبوس على ذمة قضية واحدة وهي أحداث مكتب الإرشاد (وقعت في صيف 2013 عقب اتشباكات بين مناصرين للجماعة ومعارضين لها)، وحصل على حكم بالمؤبد (255 عامًا) ألغته محكمة النقض(أعلى محكمة طعون في البلاد) في يناير الماضي، وتعاد محاكمته من جديد.
وبعد القبض عليه عقب الإطاحة بالدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في 3 يوليو 2013، تم نقله إلى مستشفي المعادي العسكري بالقاهرة في سبتمبر من العام ذاته مع تدهور صحته وعاد لسجنه في 25 يونيو 2015 ومنذ هذه الفترة وهو يتنقل بين محبسه ومستشفي القصر العيني الحكومي التي يتواجد بها عنبر خاصة بالسجناء للمتابعة الطبية.