جاء الموقف العربي بخصوص أزمة منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المسلمين من دخول أميركا، ليثير موجة من ردود الأفعال، ففي الوقت الذي انتفضت فيه عواصم العالم الغربي ضد القرار، جاء موقف الحكام العرب الصامت مخيبا للآمال..
موقف سعودي صامت
رغم اصدار اغلب عواصم العالم تصريحات تدين القرار لم تصدر المملكة السعودية أي بيان يدين القرار وتجاهلت التعليق عليه.
أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن مصدرا سعوديا رفيع المستوى كشف لوكالات الأنباء أنه “ليس لديه علم بما إذا كان الزعيمان، ترامب وسلمان، قد ناقشا الأمر الذي أصدره ترامب وفرض بموجبه حظرا لمدة أربعة أشهر على دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأغلق الباب في وجه المسافرين إليها من سوريا ومن ست بلدان أخرى ذات أغلبية سكانية مسلمة”.
واعتبر هيرست أن ذلك يعني أن سلمان لم يتفوه بكلمة واحدة حول هذا الأمر، ولعله أمسك لسانه عن التلفظ بشيء خشية ما قد يفعله بعد ذلك هذا الرجل المجنون الذي يقطن البيت الأبيض.
وقال ديفيد هيرست: “لقد كانت تلك الخشية، بلا أدنى ريب، هي المحفز على إسكات أفضل محلل للأخبار الدولية في المملكة العربية السعودية الصحفي جمال خاشقجي (وكان شيء مشابه قد جرى للأكاديمي والمستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله).. أم إن سلمان تصرف انطلاقا من حاجته الماسة إلى حماية الولايات المتحدة الأمريكية؛ تلك الحاجة التي تدفعه لأن يفعل كل ما في وسعه لكي يحظى برضى ترامب؟”.
وتساءل: “ماذا يوجد لدى خادم الحرمين الشريفين ليقوله لترامب حول قراره منع المسلمين من دخول أمريكا، أو حتى بشأن التمييز الذي يمارسه رئيس الولايات المتحدة بين المسلمين والمسيحيين في البلدان العربية؟”.
وشبه حالة الملك سلمان بحال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طُلب منه (من قادة عرب) أيضا ألا يثير الموضوع المحرج المتمثل باقتراح ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، سواء داخل الجامعة العربية أم داخل منظمة التعاون الإسلامي.
السيسي يتجاهل
وحرص قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي على تجاهل قرار ترامب بمنع المسلمين من دخول اميركا، بعد أن كان يبرره خلال الحملة الانتخابية لترامب من أنها مجرد وعود انتخابية لن تتحقق.
ورغم اتصال ترامب بالسيسي بعد فوزه في الانتخابات، بررعبد الفتاح السيسي، تصريحات ترامب، بشأن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وقال السيسي في رده على سؤال مذيعة شبكة “سي إن إن” حول موقفه من تصريحات ترامب حول المسلمين، ووضع إجراءات معقدة على دخولهم الولايات المتحدة: “السلطات الأمريكية بصفة عامة تضع إجراءات أمنية صارمة جدا لكل من يريد زيارتها، وهذا الأمر موجود منذ مدة طويلة”.
وقال إن الحملات الانتخابية يطلق فيها الكثير من التصريحات المختلفة، لكن في إدارة البلاد تحدث اختلافات كثيرة”.
وأوضح السيسي أنه لم يتطرق في لقائه بـ”ترامب” لمسألة منع المسلمين من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية.
قطر والعراق والسودان
وفي المقابل أدانت بعض الدول العربية القرار، منها قطر والسودان والعراق، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين 30 يناير، إنه لا يمكن وصف الدول الإسلامية بأنها مصدر للإرهاب.
وأعرب آل ثاني، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الصربي إيفيكا داسيتش، في بلغراد، عن أمله بأن يعيد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، النظر في قراره المتعلق بمنع دخول مواطني 7 دول مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ميركل تهاجم
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، إن الحرب العالمية على الإرهاب لا تجيز الاشتباه في مجموعات من الناس، مضيفة أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية انتهاك لروح التعاون الدولي.
وقالت ميركل للصحفيين معلقة على تقييد دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة إن “مكافحة الإرهاب الضرورية والحازمة لا تبرر إطلاقا تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديدا هنا الإسلام”.
واعتبرت المستشارة الألمانية أن المسلمين هم المستهدفون بهذا القرار الذي اتخذه دونالد ترامب ويتناقض مع مبادئ المساعدة الدولية للاجئين.
الأمم المتحدة
اﻷمم المتحدة حثت ترامب على إعادة النظر في الحظر، قائلة في بيان:” إن احتياجات اللاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء العالم كبيرة، وبرنامج اعادة توطين الولايات المتحدة واحد من أكثر البرامج أهمية في العالم”.
فرنسا
هاجمت باريس قرار ترامب، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في تصريحات صحفية :” أوروبا يجب أن تتحد ونقدم ردا حازما على قرار ترامب، مضيفا :” عندما يرفض وصول اللاجئين، في حين تقوم أوروبا بواجبها.. فﻹننا لدينا الرد”.
بريطانيا
تيريزا ماي، رئيس وزراء بريطانيا رفضت القول ما إذا كانت تدعم قرار ترامب أم لا.
كندا
في أعقاب قرار ترامب، أكد رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” التزام بلاده بإعادة توطين اللاجئين، قائلا إن كندا سوف تستقبل الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب بغض النظر عن عقيدته.