يتوقع خبراء سياسيون أن يتسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة عسكرية مع إيران، وأن وتيرة قرارات ترامب تنبئ بأن هذه المواجهة ستكون خلال عام أو اثنين على أقصى تقدير. ففي حين كانت الأمور تسير في مجراها الطبيعي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، فإن ترامب يشعر بأنه يجب عليه أن يُبدي سياسة أكثر صرامة من سابقه، بحسب تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
ويضيف الخبراء أن هذه الحرب المنتظرة ستُرضي تنظيم داعش. فبغض النظر عن أنه تنظيم إرهابي؛ إلا أن أعضاء التنظيم مقتنعون بشكلٍ ما أنهم مسلمون، وأن عدوهم الرئيس هو الجيوش السورية والعراقية المدعومة من إيران الشيعية.
أدى ترامب مسرحية كبيرة عندما تولى السلطة حينما أعلن أن “ونستون تشرشل” بالنسبة إليه “رمز للعزم في ملاحقة الغايات الوطنية”. ولكي نطمئن أنفسنا، دعونا نفترض أن ترامب كان يتحدث عن تشرشل في عام 1940، وليس تشرشل في الفترة بين 1915-1916 عندما كان أبرز الداعين إلى حملة “غاليبولي” الكارثية عندما هزم الأتراك البريطانيين هزيمة ساحقة.
وتضيف الصحيفة البريطانية أنه من المعروف عن ترامب اهتمامه بقراءة كتب التاريخ أكثر من زيادة ثقافته ومتابعته للأوضاع الراهنة. وبشكل عام، قراءة التاريخ جيدة؛ لكنها تكون كارثية إذا قرر ترامب أن يكون تشرشل مثله الأعلى؛ فتشرشل كان أول قائد من بين ستة قادة أمريكيين وبريطانيين عانوا من تحطم سفنهم سياسيًا في الشرق الأوسط خلال القرن الماضي.
والسبب الرئيس لهذه الكوارث المتعاقبة أن المنطقة كانت دائمًا غير مستقرة وعرضة للحروب أكثر من أي مكان آخر في العالم؛ مما يجعل الأخطاء السياسية في هذه المنطقة كارثية، بحسب الصحيفة البريطانية نفسها.
ولكن، لا يبدو على ترامب أنه تعلّم من دروس التاريخ الذي يقرؤه؛ فالأسابيع الأولى من ولايته، والطاقم السياسي الذي اختاره ليشكل به الإدارة الأميركية الحالية، يشيران إلى أنه سيحاول أن يرسم لنفسه دورًا مركزيًا في المنطقة؛ حيث تدل سياسة ترامب على إصراره لجعل “أميركا عظيمة مرة أخرى”، وهذا يأتي جنبًا إلى جنب مع تحويل أعدائها إلى شياطين يجب تدميرهم.
وتؤكد الإندبندنت في تقريرها أنه يُنظَرُ إلى إدارة ترامب من قبل عديد من المحللين والسياسيين على أنها بلغت مستوى مروعًا في ازدرائها للحقيقة والشرعية والديمقراطية.
