دعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى إعادة النظر في موضوع التطبيع مع “إسرائيل“، وقال إن المقاومة هي الحل الوحيد كي يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه وتحرير أرضه.
جاء ذلك خلال كلمته اليوم الثلاثاء في المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، الذي حضره نحو 700 شخص يمثلون وفودًا لثمانين دولة، في طهران.
ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي الفلسطينيين إلى الانتفاض ضد الاحتلال الإسرائيلي لـ”تحرير كامل تراب فلسطين”، واصفًا الكيان الصهيوني بأنه “ورمٌ سرطانيّ”، وموضحًا أنه على وشك الانهيار.
وقال إن مشكلة التسوية مع الاحتلال لا تقتصر على إعطاء الشرعية “لكيان غاصب من خلال التفريط في حق الشعب الفلسطيني”؛ بل في أن التسوية لا تنسجم مع راهن الوضع الفلسطيني “ولا تأخذ بعين الاعتبار التوسع والقمع الصهيوني”.
وأضاف: الشعب الفلسطيني استطاع أن يثبت خطأ من يدعون إلى التسوية وأن يفرض خلال العقود الثلاثة الأخيرة معادلة المقاومة والانتفاضة مقابل التسوية؛ والنتيجة أن هناك إجماعًا وطنيًا على المقاومة كي ينال الشعب حقوقه المشروعة.
وأكد أن “القمع الوحشي” للشعب الفلسطيني ما زال مستمرًا، موضحًا أن هذه الممارسات تحظى بدعم الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية.
ورأى “خامنئي” أنه على الرغم من كل الأحداث التي يواجهها العالم الإسلامي، فإن فلسطين “ما زالت تمثل عنوانًا من شأنه أن يكون محورًا لوحدة كل البلدان الإسلامية”.
ووصف خامنئي إسرائيل بأنها “غدة سرطانية نمت منذ البداية على مراحل، وينبغي أن يكون علاجها أيضًا على مراحل؛ حيث استطاعت عدة انتفاضات ومقاومات متتابعة ومستمرة تحقيق أهداف مرحلية مهمة جدًا”.
وأضاف: “لو لم تكن المقاومة قد شلت الكيان الإسرائيلي لشهدنا اليوم تطاوله مرة أخرى على أراضي المنطقة ابتداءً من مصر إلى الأردن والعراق و(الخليج الفارسي) وغير ذلك”.
وركز خامنئي خلال كلمته على المكاسب التي يمكن للفلسطينيين أن يحققوها في أي مواجهة مع إسرائيل، قائلًا: “سترون بإذن الله أن هذه الانتفاضة ستسجل مرحلة مهمة جدًا من تاريخ الكفاح وتفرض هزيمة أخرى على الكيان الغاصب”.
وأشار خامنئي إلى أن “أهم مكتسبات المقاومة إيجاد عقبة أساسية أمام المشاريع الصهيونية”؛ حيث فرضت “حربًا استنزافية على العدو”، وهو ما مكنها من “إفشال الخطة الأصلية للكيان الإسرائيلي، وهي السيطرة على كل المنطقة”.
وتأتي تصريحات خامنئي في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إسرائيل، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على حلفائه مثل الولايات المتحدة لتصعيد إجراءاتها ضد إيران.
وأثناء زيارة لواشنطن الأسبوع الماضي قال نتنياهو لشبكة “فوكس نيوز” إن إسرائيل والولايات المتحدة “أمامهما مهمة كبرى” للتصدي إلى خطر إيران النووية.
وقال نتنياهو: “فرصة لا مثيل لها؛ لأن كثيرًا من الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوة لها، وإنما حليفة في مواجهة إيران وداعش (تنظيم الدولة)، وهما قوتان توأم للإسلام تهدداننا جميعًا”.