يجب أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من إرسال مزيد من القوات الى أفغانستان، حيث دعا القائد الأميركي في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، هذا الشهر إلى الآلاف من المستشارين لمساعدة
قوات الأمن الأفغانية في قتالها ضد طالبان، بحسب تقرير نشره موقع “وور أون ذاروكس ” الأميركي.
يقول التقرير الأميركي، إن قوات الولايات المتحدة خاضت الحرب في أفغانستان لأكثر من 15 عاما،
تكبدت خسائر فادحة جراء ذلك، أكثر من 2350 قتيلالحرب، وما يقرب من 700 مليار دولار.
ويتساءل الموقع الأميركي حول سبب تحمل أمريكا خسائر مادية وبشرية فادحة جراء هذه الحرب؟ فبعيدا عن هزيمة القوات الأمريكية هناك، يبدو أن نفوذ طالبان في صعود مستمر، حيث تخرج ثلث مساحة البلاد عن سيطرة الحكومة الأفغانية، وهو ما دفع ترامب لأن يوافق على مضض على ابقاء القوات الأمريكية هناك، متساءلا إذا ماكانو سيظلوا في افغانستان للـ200 عام القادمين؟
وجادل القادة في أفغانستان والنقاد العسكريين في واشنطن منذ سنوات بأن القوات الغربية يجب أن تحصل على اليد العليا في ساحة المعركة حتى تقبل طالبان الدخول في محادثات السلام، ويتم انهاء الحرب الأفغانية بطريقة سلمية، وانهاء الحرب التي دامت سنوات طويلة، بحسب الموقع الأمريكي نفسه.
وكانت مجلة بوليتيكو الأمريكية كتبت منذ منتصف فبراير الجاري أن “الأعضاء الرئيسيين بالكونجرس
حريصون على أن ينتهج ترامب مسارا جديدا” في أفغانستان، وأي نقطة انطلاق في مثل هذه الأمور يجب ان تكون إعادة النظر بطريقةفاحصة على ما يجري داخل حركة طالبان.
يدفع للاستغراب قلة الاهتمام الذي يحظى به الوضعالداخلي لطالبان داخل دوائرالسياسة الأمريكية، حيث ينشر الموقع الأمريكي نتائج سلسلة من المقابلات التي اجراها مع قيادات داخل الحركة، والتي تقول إن حركة طالبان من الداخل تعاني من حالة فوضى، وأنه على الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها الحركة على مدى العامين الماضيين،فإن عددا متزايدا من مقاتلي الحركة فقدوا الثقة فيالحرب.
ويرى التقرير الأمريكي أن هذا هو الوقت المناسب لبدء تطبيق النهج الجديد الذي يدعو إليه الكونجرس، وأن أي تصعيد لجهود الجيش الأمريكي فيأفغانستان يحمل خطر إعادة حقن مزيد من الغضب والتأجيج للصراع.
خلاصة القول أن الآن هو الوقت المناسب لإمكانية إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان، ولكن
بطريقة جديدة تماما ومختلفة، لأن الجيش الأمريكي والحكومة الأفغانية تعرف نقطة الضعف الخطيرة لدى حركة طالبان الآن.