قال الكاتب “جاري ليجوم”، من صحيفة سالون، إن وسائل الإعلام السياسية كان يمكنها تركيز قوتها وتأثيرها لبدء نقاش حول الحكمة من شنِّ غارات في اليمن، الذي مزقته الحرب؛ بدلًا من اعتبار خطاب ترامب الذي استخدم فيه زوجة قائدِ البحرية الذي قتل في غارة في اليمن قبل حوالي خمسة أسابيع كدعم سياسي لموقفه.
واعتبر “ليجوم” أن مثل هذا النقاش قد يكون أقل متعة من الحديث عن خطاب ترامب؛ ولكن، على الجانب الآخر، يمكن أن يقلل ذلك من عدد الأرامل الصغار للضباط. ولكن مثل هذا الحديث سيجعل الجميع يفوز عدا ترامب، الذي سيضطر إلى إيجاد طريقة أخرى لإشباع غروره.
وفقًا لصحيفة “ديلي بيست”، فإن مشهد الأرملة سيتكرر كثيرًا؛ بسبب خطط ترامب لتخفيف القيود الموجودة منذ عهد أوباما وإعطاء مزيد من الصلاحيات لقادة الجيش للموافقة على التحرك دون استشارة البيت الأبيض.
وفي مناطق الحرب، يملك قادة الجيش الأميركي السلطة لإعطاء مثل هذه الأوامر. ولكن، خارج مثل هذه المناطق، وتحديدًا في المناطق غير المحكومة أو غير المستقرة مثل الصومال وليبيا واليمن، يمكن أن يؤخذ إذن المسؤولين، حتى مسؤولي البيت الأبيض؛ لإطلاق طائرة من دون طيار أو بدء عملية خاصة.
دفاع ترامب المستمر عن غارة اليمن والنقاش حول تسريع العمليات المضادة للإرهاب يظهران أن البيت الأبيض لا يكره إمكانية وقوع ضحايا من أميركا أو المدنيين.
واعتبر الكاتب أن هناك بعض اللحظات التي يجب على الجيش التصرف سريعًا للاستفادة من المعلومات الجديدة، ولكن يجب أن تكون هناك اعتبارات أخرى عندما يأمر الجيش بالتحرك في دولة ليست أميركا في حرب معها؛ مثل ماذا ستكون التوابع الدبلوماسية لذلك؟ هل يمكن لغارة في اليمن أن تجر أميركا أكثر في الصراع الموجود في الدولة، والتي من خلالها تقدم أميركا الدعم العسكري والمادي للسعودية التي شنت حربًا على اليمن منذ حوالي سنتين؟ مثل هذه الاعتبارات من بين أسباب ضرورة وجود سيطرة مدنية على الجيش.
ولكن، أظهر ترامب بالفعل عدم رغبته في تحمل مسؤولية الأمر بهذه الغارة، التي تعد أول تحرك عسكري منذ توليه الحكم؛ وأدى إلى مقتل حوالي 30 مدنيًا من اليمنيين وفتاة أميركية تبلغ من العمر ثمانية أعوام تدعى “نورا العولقي”، وليس مقتل ضابط البحرية الأميركية “راين أوينز” فقط. والآن، سيقلل من مسؤوليته تجاه التحركات المستقبلية من خلال تمرير مزيدٍ من مسؤولية اتخاذ الأوامر العسكرية للقادة العسكريين.