شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد قطيعة 37 عاما.. تعرّف على تفاصيل التوتر بين المغرب وكوبا

بعد قطيعة 37 عاما.. تعرّف على تفاصيل التوتر بين المغرب وكوبا
وكان العاهل المغربي، محمد السادس قد أجرى الأسبوع الماضي زيارة خاصة لكوبا حيث بدأ، بحسب الصحافة المغربية، تقارباً مع هافانا في سابقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1980.

بعد قطيعة 37 عامًا أعلنت المملكة المغربية، مساء أمس الجمعة، استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا، بعد انقطاع دام 37 عاما، على خلفية دعم هافانا لجبهة “البوليساريو”.

نص الاتفاق

وقررت حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية كوبا، اللتان تحدوهما إرادة متبادلة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، استئناف العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق.

واقتناعا منهما بأن استئناف العلاقات الدبلوماسية وفقا للمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتماشيا مع الروح والقواعد المنصوص عليها في اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية لـ 18 أبريل 1961، والتي تعكس مصالح البلدين، وتساهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وقع المفوضان الموقعان أدناه هذا الاتفاق في نسختين، باللغة الإسبانية والإنجليزية والعربية، وكل نص متساو في حجيته”.

زيارة خاصة

وكان العاهل المغربي، محمد السادس قد أجرى الأسبوع الماضي زيارة خاصة لكوبا حيث بدأ، بحسب الصحافة المغربية، تقارباً مع هافانا في سابقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1980.

وتم توقيع بيان مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، متعلق بإعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.

ووقع سفيرا البلدين والممثلان الدائمان لهما لدى الأمم المتحدة، المغربي عمر هلال، والكوبي رودريغيز كاميخو، الجمعة، في نيويورك، اتفاقاً لاستئناف العلاقات على مستوى السفراء، أصبح ساري المفعول فور توقيعه.

وباشر الملك رحلته يوم الجمعة الماضي في نحو الساعة الخامسة والنصف مساء، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.

وكان على متن طائرة البوينغ الملكية، التي أقلعت من الدار البيضاء في اتجاه كوبا، كل من الملك، البالغ من العمر 53 عاماً، وزوجته للا سلمى.

وقد رافقهما أيضاً ابنه، ولي العهد الأمير مولاي حسن، البالغ من العمر 14 سنة، وابنته، للا خديجة، البالغة من العمر 10 سنوات، وعدد من أفراد حاشيته.

عداء تاريخي

كانت المغرب وكوبا في قطيعة دبلوماسية منذ 37 سنة جراء إعلان زعيم هافانا فيديل كاسترو دعمه للجزائر في حربها ضد المغرب، وفقاً لما ذكرت صحيفة Elconfidencial الإسبانية.

وبينما تطرقت صحيفة “لو 360” والعديد من وسائل الإعلام المغربية إلى زيارة الملك إلى كوبا، فإنها حرصت أن تتجنب ذكر حقيقة أن “العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والمغرب كانت مجمدة منذ 37 سنة”.

وحتى بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نسبياً، اتسمت العاقلات بين الجانبين في الغالب ببعض من العدائية. ويكمن السبب وراء ذلك في الدعم السياسي والدبلوماسي الذي كان يقدمه الرئيس الكوبي الراحل، فيديل كاسترو، إلى الجزائر في حربها ضد المغرب في مطلع ستينات القرن الماضي.

بحسب موقع “هافنجتون بوست عربي”، لم تخفِ كوبا دعمها لمسلحي جبهة البوليساريو، منذ خروج إسبانيا من الصحراء الغربية عام 1975، كما ساندتهم في حرب العصابات التي شنوها ضد المغرب، حتى أن العديد من الصحراويين تلقوا تعليمهم في مدارس وجامعات كوبية في الوقت ذاته.

وعمد العديد من المدربين والعسكريين والأطباء الكوبيون إلى زيارة تندوف، جنوب غرب الجزائر، وتوفير تدريب للصحراويين حول سبل التعامل مع الأسلحة وطرق توفير الرعاية الصحية للاجئين.

والنتيجة، أن الدعم الكوبي طغى وتفوق على المساندة التي قدمتها بلدان أميركا اللاتينية الأخرى للبوليساريو. ومن بين هذه البلدان المتعاطفة مع استقلال الصحراء الغربية، نذكر فينزويلا، ونيكاراغوا، وبوليفيا، والأوروغواي.

وعلى ضوء هذه المعطيات، يمكن القول إن رحلة الملك محمد السادس غير واضحة ومبهمة المعاني.
وفي هذا الإطار، وصف دبلوماسي أوروبي، تحركات ملك المغرب الأخيرة بأنها تشبه ما قام به “الرئيس الأميركي جون كينيدي، حيث أدى زيارة إلى كوبا خلال أزمة الصواريخ” في سنة 1962.

وقال هذا المصدر إن “زيارة الملك إلى كوبا تعد بمثابة زيارة إلى الجزائر”؛ أكبر الداعمين لجبهة البوليساريو، التي تمدهم بالسلاح وتستقبل اللاجئين الصحراويين على أراضيها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023