شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الضربات التركية المتزامنة في سوريا والعراق.. الدوافع والأهداف

الضربات التركية المتزامنة في سوريا والعراق.. الدوافع والأهداف
جاءت غارات تركيا المتزامنة على أهداف لحزب العمال الكردستاني في كل من العراق وسوريا.. لتثير العديد من التساؤلات حيث يغد أمرا لافتا، فلم يحدث من قبل أن استهدفت تركيا مواقع لحزب العمال الكردستاني بشكل متزامن في العراق وسوريا

جاءت غارات تركيا المتزامنة على أهداف لحزب العمال الكردستاني في كل من العراق وسوريا.. لتثير العديد من التساؤلات، حيث يعد أمرا لافتا، فلم يحدث من قبل أن استهدفت تركيا مواقع لحزب العمال الكردستاني بشكل متزامن في العراق وسوريا، ولم يكن الأمر متوقعا في ظل الواقع العسكري في المنطقة، لكن اللافت أكثر هو تأكيد رئاسة الأركان التركية أن الغارات استهدفت الحزب ومنظمات تابعة له، وأنها تأتي في إطار حقوق تركيا التي يكفلها القانون الدولي بهدف إبعاد التهديدات، كما أكدت أن الغارات ستستمر.
ويثير ذلك تساؤلات عدة على رأسها طبيعة التهديدات التي تمتد من سوريا إلى العراق، ومن يقف وراءها، وفي أي سياق تأتي في ضوء التوازنات المتغيرة للقوى الموجودة في المنطقة؟
المواجهة داخليا وخارجيا
يرى الباحث والمحلل السياسي
 في معهد الفكر الإستراتيجي التركي جاهد طوز، أن هذه العملية ترسل رسائل عديدة سياسية وعسكرية، سواء للمنظمات المستهدفة أو لدول المنطقة أو للقوى العالمية بأن تركيا مصممة على مكافحة ما أسماه “الإرهاب”، وأنها لن تواجه التهديدات داخل أراضيها فقط، وإنما ستواجهها عند الحاجة خارجيا أيضا.
وأضاف طوز في تصريحات تلفزيونية أن السياسة التركية في تركيا تغيرت كثيرا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، واتجهت لتأخذ مواقف تحفظ أمنها بمعزل عن الدول الكبرى اللاعبة في المنطقة.
وشدد طوز على أن الأمن القومي التركي خط أحمر، وأشار إلى أن إيران تسعى -كما الولايات المتحدة- إلى تأسيس كيانات كردية في شمال سوريا، وهو ما لن تسمح به تركيا.
رسالة لأميركا
لكن رئيس مركز التفكير السياسي بالعراق إحسان الشمري اختلف مع ذلك، معتبرا أن الأراضي العراقية لا تمثل أي تهديد لتركيا.
وأوضح أن هناك فاصلا جغرافيا كبيرا بين منطقة جبال سنجار والأراضي التركية بما “يسقط فرضية تهديد تركيا”، معتبرا الغارات التركية بمثابة رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد الشمري أن الغارات التركية ستؤدي لمزيد من تعقيد العلاقات العراقية التركية. وأشار إلى مظاهرة خرجت في محافظة السليمانية تنديدا بالضربة التركية.
تداعيات عدة
من جهته، رأى المحلل العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أن هذه الضربة سيكون لها تداعيات عدة، وأن حزب العمال الكردستاني سيرد على الأغلب داخل الأراضي التركية، ما قد يؤدي لتحرك عسكري بري تركي عبر الحدود السورية.
انعكاسات سوريا
أما على الصعيد السوري، فيرى العايد أن الضربة التركية لن تضيف شيئا للمشهد المعقد هناك، لافتا إلى احتمالية تأثر علاقة تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا.
وأضاف العايد أن تركيا ستخوض نزاعا مفتوحا على طول حدودها مع سوريا بهدف “تمزيق أوصال الكيان الكردي الذي أوجدته الولايات المتحدة”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023