تصعيدات جديدة تشهده العلاقات المصرية الأمريكية، بعد التقارب الأخير الذي شهدته العلاقات بين البلدين، بعد زيارة عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلي أمريكا، ولقائة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فبعد التصعيد الأمريكي أمس خلال جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ الأميركي، واتهام النظام المصري بالقمعي، والمطالبة بقطع المعونة عنه، جاء الرد المصري اليوم من قبل الخارجية المصرية، والتي هاجمت مجلسالشيوخ الأميركي، واتهمته بعدم الحياد.
رد الخارجية المصرية
وجاء الرد من الخارجية المصرية حيث اتهمت الخارجية، اليوم الخميس، جلسة الاستماع التي نظمتها اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن مصر بـ”عدم الحيادية وتعمد القراءة السلبية للأوضاع”.
جاء ذلك في بيان لها تعقيباً على “جلسة الاستماع التي نظمتها اللجنة وما تضمنته من مطالبات من جانب الشهود الذين استمعت إليهم اللجنة بضرورة إعادة تقييم برنامج المساعدات الأميركي لمصر على ضوء الادعاء بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وتتلقى مصر ثاني أكبر مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية بعد إسرائيل، إذ تبلغ قيمة هذه المساعدات 1.3 مليار دولار، إضافة إلى مساعدات أخرى بقيمة 150 مليون دولار دعما للاقتصاد المصري.
وأعربت الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم، عن “الأسف الشديد للمنهجية والأسلوب الذى تم تنظيم تلك الجلسة به، والذى حاد بشكل فج عن النمط المعتاد.. الأمر الذى أدى إلى خروجها بمثل هذا القدر من عدم الحيادية وتعمد القراءة السلبية للأوضاع في مصر”.
وأضاف البيان أن “أي متابع دقيق ومنصف لاتجاهات الرأي ومواقف عدد من المسؤولين الأميركيين السابقيين تجاه مصر، يكتشف من اللحظة الأولى أنه تم تنظيم تلك الجلسة بهدف الإضرار بالعلاقات الإيجابية التي تربط مصر بالإدارة الأمريكية الحالية”.
وأوضحت الخارجية المصرية أنه “تم توجيه الدعوة لثلاثة مسئولين سابقين (لم تسمهم) معروف عنهم توجهاتهم السلبية ضد الحكومة المصرية وتحيزهم المطلق ضد مصر وانحيازهم لقوى ومصالح أجنبية، تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها”.
وطالبت الخارجية المصرية نواب الكونجرس الأمريكى بمجلسيه (النواب والشيوخ) ممن يتابعون مختلف جوانب العلاقات الأميركية المصرية، بأن يساهموا بإيجابية في ترميم بنيان تلك العلاقة وأن يواجهوا تلك الحملة التي تسعى لإفساد الروح الإيجابية التي انطلقت من جديد في العلاقات المصرية الأميركية.
هجوم الشيوخ الأميركي
و دعا خبراء بارزون في شؤون الشرق الأوسط في كلمات لهم أمام مجلس الشيوخ الأميركي، إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى إعادة النظر في سياساتها في مصر. وقالوا إن الوضع في مصر غير مستقر، واستمراره على هذا النحو سوف يؤدي إلى نشوب انتفاضة شعبية.
جاء ذلك في كلمات أمام مجلس الشيوخ، تعلقت بتقييم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر. وشارك فيها السناتور ليندسي غراهام، وأعضاء اللجنة: خبيرة شؤون الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي، ميشيل دن، والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز العلاقات الخارجية، إليوت أبرامز، ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما توم ميلانوسكي. –
وخلال جلسة استماع مجلس الشيوخ حول المساعدة الخارجية، التي لم يحضرها السفير المصري ياسر رضا رغم دعوته لها، وجه خبراء ومسئولون سابقون انتقادات حادة وطالب بعضهم بمنع المعونة عن نظام السيسي.
مساعد وزير الخارجية الأسبق يحث ترامب الدفاع عن المعتقلين
“توم ميلانوسكي” مساعد وزير الخارجية السّابق لشؤون حقوق الإنسان في عهد أوباما قال إن “وظيفتي هي التحدث مع الحكومات المستبدة حول العالم، واجتماعاتي مع الحكومة المصريّة كانت الأقل فائدة والأكثر إزعاجًا في عهدي في وزارة الخارجيّة، كانت عبارة عن إنكار غاضب ووقح لجميع المشاكل، وكيف تجرؤ، أيّها المسؤول الحكومي الأميركي، على طرح هذه المسائل معنا وأين أموالنا؟ شكرًا جزيلاً وإلى اللّقاء!”.
وانتقد “ميلانوسكي” برقيّة البيت الأبيض للسيسي بأنه لن يجري التطرّق إلى انتهاكات حقوق الإنسان علنًا، وانتقد نظام السيسي بشدة لهجومه على منظّمات غير حكومية تمولها الولايات المتحدة، وحث ترامب على تبني “سياسة أميركا أولاً في حقوق الإنسان” للدفاع عن “السجناء السياسيين المصريين الأميركيّين”.
حقوق الإنسان مقابل المعونة
“اليوت أبرامز”، وهو مسؤول سابق في إدارتي رونالد ريغان وجورج دبليو بوش، حث الكونغرس على ربط نسبة تصل إلى 25% من حزمة المساعدة العسكريّة السنوية البالغة 1.3 مليار دولار بالتقدّم على صعيد حقوق الإنسان؛ رغم أن القانون الحالي يقيد 15% من المساعدة فقط.
وقال إن عددًا كبيرًا من السلع الباهظة الثمن التي تشتريها مصر بالمنح الأميركية، مثل الطائرات المقاتلة، لا جدوى منها في محاربة التهديدات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، موجها اللوم لمصر على فشلها في محاربة الإرهاب في العراق واليمن، واتّهم مصر بخلق مزيد من الجهاديين من خلال عملياتها في سيناء.
وقال “أبرامز” إنه “حان الوقت لمراجعة تكتيكات الجيش المصري في مواجهة الإرهاب، ومراجعة طبيعة مساعدتنا”.
رفض حظر الإخوان
اللافت للنظر أن الشهود في جلسة الاستماع، حثوا الكونغرس على الإبقاء على خطة إدارة أوباما المتعلقة بإنهاء التمويل النّقدي للمساعدات الامريكية، وعارضوا تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، التي تعد إحدى أهم أولويّات الضغط بالنسبة إلى مصر.
وقال “أبرامز” أنها “خطوة شديدة الحماقة” لو حدثت. وقالت ميشيل دان أنه “سيكون ذلك غبيًا إذا قررنا الإخوان جماعة إرهابية، فليس هناك ما يثبت أنها تنتهج العنف، أو تقوم بحركات إرهابية تستهدف الولايات المتحدة”.
وأضافت: “إذا صنفت أمريكا الإخوان جماعة إرهابية فهي ستقدم خدمة كبيرة لتنظيم الدولة لأن الإخوان تعمل على تغيير الأمور سياسيًا ولا تنتهج العنف”.