قال سياسيون عن المطالب التي تقدمت بها دول الحصار «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، للدوحة، إنها مطالب تعجيزية وتهدف لإلغاء سيادة النظام القطري وتغيير هويته بالكامل.
وتداولت عدد من وكالات الأنباء مجموعة من المطالب، قالت إنها من دول الحصار من أجل المصالحة مع دولة قطر أو رفع الحصار عنها وأمهلت قطر 10 أيام للرد على هذه المطالب.
من جانبه، قال نصير العمري السياسي الأردني، إن المطالَبات التي سلمتها الدول المحاصرة لقطر تعجيزية وترمي إلى إلغاء سيادة النظام القطري وتغيير هويته بالكامل.
وأضاف في تصريحات لـ«رصد»: «إن الهدف منها هو أن تقوم قطر برفضها ليفضي ذلك إلى ما يريده المحاصرون وهو التصعيد وإسقاط نظام قطر وإستبداله بنظام جديد يسير في ركب الحلف الأميركي مالًا وإعلامًا».
وتابع: «هدف الدول المحاصرة ببساطة هو إجتثاث دور قطر الذي أصبح المعقل الأخير ماليًا وإعلاميًا في قدرته على تهديد الأنظمة الخليجية بتحالفه الايديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين ودعمه لأحزاب وجماعات خارجة عن المنهجية السعودية الأميركية الإسرائيلية».
وعن خيارات الرد القطري على هذه المطالب، التي أوضحت المصادر أن من أبرزها قطع العلاقات مع إيران وإغلاق القاعدة العسكرية التركية وإغلاق قناة الجزيرة، قال «العمري»: «قطر سترد بطريقة دبلوماسية وتعد بتنفيذ بعض المطالَب ولكن الأزمة ستتأجل وحلها لن يكون قريبا لأن نظام قطر لا يمكنه ان يخضع لإرادة مشيخات المنطقة».
وقطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات وروابط النقل مع قطر في الخامس من يونيو زاعمة أنها تمول الإرهاب وهو ما نفته الدوحة بشدة.
قائمة المطالب
كشفت وكالة «أسوشييتد برس»، -حسبما نشر موقع عربي21- أن وثيقة المطالب التي اطلعت عليها، منحت فيها الدوحة مهلة 10 أيام للامتثال لجميع ما ورد فيها، وفيما يلي قائمة مطالب «دول الحصار» كاملة:
(1) إعلان قطر رسميًا عن خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران وإغلاق الملحقيات، ومغادرة العناصر التابعة والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من الأراضي القطرية، والاقتصار على التعاون التجاري مع إيران بما لا يخلّ بالعقوبات المفروضة دوليًا وأميركيًا على إيران وبما لا يخلّ بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي مع إيران.
(2) قيام قطر بالإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية الجاري إنشاؤها حالياً ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية.
(3) إعلان قطر عن قطع علاقاتها مع كافة التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية وعلى رأسها (الإخوان المسلمين – داعش – القاعدة – فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) – حزب الله) وإدراجهم ككيانات إرهابية وضمهم إلى قوائم الإرهاب المعلّن عنها من الدول الأربع وإقرارها بتلك القوائم والقوائم المستقبلية التي سيعلن عنها.
(4) إيقاف كافة أشكال التمويل القطري لأي أفراد أو كيانات أو منظمات إرهابية أو متطرفة وكذا المدرجين ضمن قوائم الإرهاب في الدول الأربع وكذا القوائم الأميركية والدولية المعلن عنها.
(5) قيام قطر بتسليم كافة العناصر «الإرهابية» المدرجة والعناصر المطلوبة لدى الدول الأربع وكذا العناصر الإرهابية المدرجة بالقوائم الأميركية والدولية المعلّن عنها، والتحفظ عليهم وعلى ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة لحين التسليم، وعدم إيواء أي عناصر أخرى مستقبلاً، والالتزام بتقديم أي معلومات مطلوبة عن العناصر، خصوصاً تحركاتهم وإقامتهم ومعلوماتهم المالية وتسليم كل من أخرجتهم قطر بعد قطع العلاقات وإعادتهم إلى أوطانهم.
(6) إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها.
(7) وقف التدخل في شؤون الدول الداخلية ومصالحها الخارجية ومنع التجنيس لأي مواطن يحمل جنسية إحدى الدول الأربع، وإعادة كل من تم تجنيسه في السابق بما يخالف قوانين وأنظمة هذه الدول وتسليم قائمة تتضمن كافة من تمّ تجنيسه وتجنيده من هذه الدول الأربع، وقطع العلاقات مع العناصر المعارضة للدول الأربع، وتسليمها كل الملفات السابقة للتعاون بين قطر وتلك العناصر مضمنة بالأدلة.
(8) التعويض عن الضحايا والخسائر كافة وما فات من كسب للدول الأربع بسبب السياسة القطرية خلال السنوات السابقة، وسوف تحدد الآلية في الاتفاق الذي سيوقع مع قطر.
(9) أن تلتزم قطر بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي والعربي على الأصعدة كافة (عسكريا-سياسيًا-اقتصاديًا-اجتماعيًا-أمنيًا) بما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي وقيامها بتفعيل اتفاق الرياض لعام 2013 واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014.
(10) تسليم قطر كافة قواعد البيانات الخاصة بالمعارضين الذين قاموا بدعمهم وكذلك إيضاح كافة أنواع الدعم الذي قدّم لهم.
(11) إغلاق كافة وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر (على سبيل المثال: مواقع عربي 21، رصد، العربي الجديد، مكملين، شرق، ميدل إيست آي الخ.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر).
(12) كافة هذه الطلبات يتم الموافقة عليها خلال 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعتبر لاغية.
(13) سوف يتضمن الاتفاق أهدافاً واضحة وآلية واضحة، وأن يتم إعداد تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.
قطر سترفض
وعلّق السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، على قائمة المطالب التي أرسلتها دول الحصار «مصر والسعودية والبحرين والإمارات» لقطر، قائلًا: «من سابع المستحيلات أن تقبل قطر بهذه المطالب».
وكتب «الزعاترة» عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: «قائمة المطالب المقدمة لقطر، قد تشير إلى أن الأزمة قد تطول، لكن الوجه الآخر للصورة هو أن التفاوض يبدأ هكذا بسقوف مرتفعة. ربنا يجيب الخير»، وأضاف: «بعد قراءة قائمة المطالب الكاملة، يمكن القول إن قبول قطر بها من سابع المستحيلات. هذه لا تعبر عن سقف مرتفع، بل أكبر من ذلك بكثير».
رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، محمود رفعت، كتب عبر حسابه على موقع «تويتر»: «قلت لكم منذ البداية أن من يشن الحرب على قطر هي الإمارات حسدا وحقدا اولا وخوفا من الشعوب التي إختارت قطر أن تتخذ منها ظهيرا وتساندها»، مضيفًا: «الشروط الموضوعة على قطر لفك الحصار تحمل بصمات توني بلير الذي يسوق حكام الإمارات كالسائمة.. العيب ليس عنده فهو يستخفهم وهم يطيعوه».
وتابع: «الشروط التي تضعها الدول المحاصرة لقطر لفك الحصار مؤسفة ليس لصعوبتها لكن لأنها تعكس مدى غياب العقل وعدم رؤية حجم قطر دوليا وإقليميا».