في المسألة التكنوقراطيه
يعتقد البعض أن حكومة التكنوقراط هي دائماً الأفضل لأنها تضم خبرات علمية ومهنيه دون تحيز حزبي .
هذا حق لكنه لا يعني أنها الأفضل .
أولاً : من قال أن الحكومات السياسيه لا تضم تكنوقراط ؟! نفس هؤلاء الوزراء التكنوقراط يمكن أن يتم تعيينهم كمستشارين للوزراء السياسيين كما أن كل وزارة تحوي من ابنائها الكثير من الخبراء في مجال هذه الوزارة . إذاً الحكومات السياسيه ليس حكومات غبيه جاهلة.
ثانياً : الحكومات والوزارات السياسية تأتي بتصور جديد للمستقبل ولكيفية إدارة الدولة كما أنها تلقى دعم من أعضاء الحزب الممثل للحكومه و قواعدهم الجماهيريه. لقد رأينا المجهود الذي بذله أعضاء حزب الحريه والعداله في رفع المخلفات وإنشاء الأسواق التعاونيه بعد إنتخابات البرلمان وبعد إنتخابات الرئاسه حتى يساعدوا في انجاح وتحسين صورة ممثلي الشعب ورئيس الجمهورية القادم من بينهم .
هذا التصور والخيال وهذا الدعم الشعبي لن يأتي مع التكنوقراط
أخيراً : التكنوقراط ليس لديهم إحساس بالمسؤلية أمام الشعب وليس لديهم إحساس أن هذا الشعب هو الذي أتى بهم ويمكن ان يذهب بهم لذلك فإن انتماءهم لا يكون دائماً للناخب و مشاعره وبالتالي فهم قد يأتون بقرارات غير شعبيه مثيرة للجدل بمنتهى السهوله.
عادت تفضل الدول حكومات التكنوقراط في أعقاب فشل سياسي وصراع حزبي عارم للخروج من هذا المأزق كما حدث في إيطاليا واليونان مؤخراً . هذا ليس الوضع في مصر إلا اننا نمارس سياسة لم يسبقنا إليها أحد من العالمين .
