كان آخر نائب رئيس جمهورية هو المخلوع مبارك وكان عسكريا نائبا لرئيس عسكريا وكان هذا ترسيخ لحكم العسكر في دولة عسكرية بوليسية حكمت مصر على مدار ستون عاما لاقى فيها المصريون الأمرين حتى جاءت ثورة 25 يناير وحررت البلاد والعباد من قبضة العسكر باختيار أول رئيس مصري مدني منتخب في انتخابات حرة نزيهة شهد بها العالم ،وجاء الوقت لاختيار نائب الرئيس فرأينا الرئيس محمد مرسى يختار المستشار محمود مكي القاضي المرموق ويؤكد على أن مصر تحولت لدولة المدنية ماحيا كل وكريات الدولة العسكرية فما هي صلاحيات النائب وكيف ستختلف عن الماضي ؟
الرئيس ومعركة تطهير القضاء
يرى المستشار محمود الخضيري أن اختيار المستشار محمود مكي نائبي لرئيس الجمهورية يعد اختيارا موفقا لشخص يتمتع بسمعته ممتازة وخبراته في مجال الدفاع عن استقلال القضاء فى ظل النظام البائد تؤهله لهذا المنصب وأضاف ألاحظ في اختيارات الرئيس التركيز على الشخصيات الوطنية المحترمة.
وأكد أن اختيار المستشارين أحمد مكى ومحمود مكي ركيزة أساسية فى طريق مساندة القضاء واحترامه ومحافظة على هذه السلطة التي هى الاساس لقيام وبقاء أى دولة فالعدل هو أساس الملك ويجب على الرئيس التركيز فى معركة تطهير القضاء لاننى أعتبرها معركته القادمة.
اختيار جيد والعمل هو المقياس الحقيقى
أما الدكتور عمار على حسن الكاتب والباحث السياسي الكبيرفيرى أن مسألة اختيار المستشار محمود مكى نائبا لرئيس الجمهورية اذا كان لتطهير القضاء من الفساد ودعم استقلال القضاء ومنع تسييس القضاء لصالح الرئيس والحكومة كما كان يحدث فى عصر المخلوع فهذا أمر جيد أما إذا كان الاختيار لإدارة معركة الرئيس مع المحكمة الدستورية العليا مع أنى أثق فى المستشار محمود مكي وتاريخه المشرف فى المحاربة لاستقلال القضاء منذ عام 2005 فهذا سيعيدنا عشرات السنين للوراء ولكننا يجب أن ننتظر لنعرف ما هى الصلاحيات التى سيفوضها الرئيس لنائبه لنتعرف على حقيقة الأمر.
صلاحيات مختلفة
ويؤكد الدكتور محمد حبيب – أنه لاشك انه اختيار موفق للغاية لانه شخصية رشيدة وحكيمة فضلا عن الحس القانوني والقضائي الذي يتمتع به وأنه ذو أفق واسع ورؤية سياسة منطقية وأضاف أن الصلاحيات ستتوقف على الملفات المختلفة على المستوى الداخلى والاقليمى والدولى والمستشار محمود مكي سيكون ركنا أصيلا ومساعدا هاما فى القضايا الداخلية والخارجية في إطار سياسي اجتماعي ثقافي .
واستطرد حبيب – من المعروف أن نائب رئيس الجمهورية في السابق كان ينحصر دوره في تمثيل الرئيس فى بعض المناسبات الداخلية والخارجية والقيام بمهام الرئيس في حالة غيابه لاى سبب من الاسباب ولكنى أعتقد أن الرئيس سيفوض نائبه فى بعض القضايا وخصوصا الداخلية نظرا لتعقيد المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى القضائية في الوقت الحالي.
صلاحيات محدودة.
أما عبد الله السناوي الكاتب الكبير ورئيس تحرير جريدة الكرامة فيرى أن صلاحيات نائب الرئيس هى ما يفوضه فيه رئيس الجمهورية كما أن منصب نائب الرئيس ليس موجودا في معظم الديمقراطيات المستقرة ففي فرنسا مثلا لا يوجد نائب رئيس أما فى أمريكا فيكون مع الرئيس ضمن الفريق الرئاسي المنتخب لذلك يمكنه استكمال المدة الرئاسية في حالة وفاة الرئيس ويكون له كافة صلاحيات الرئيس فى حال غيابه أما فى مصر فنائب الرئيس ليس منتخب فمن الطبيعي أن تكون صلاحياته محدودة ومحددة وهذا أمر صحيح وطبيعي.
دعمه لاستقلال وتطهير القضاء
وأضاف السناوي فوجئت باختيار المستشار محمود مكي مع أني احترم مواقفه السابقة وأعرف أنه شخص مستقل ومن أوائل القضاة في تيار الاستقلال والذي فضح تزوير الانتخابات فى عام 2005 ولكنه ابتعد عن الحياة السياسية منذ فترة كبيرة والمهم أن لا يغيره المنصب ويكون داعما لقضيته التى دافع عنها منذ وقت ليس بالقريب وهى استقلال وتطهير القضاء وهذا تنفيذا لقول شقيقه المستشار أحمد مكي والذي رددته كثيرا على لسانه وهو " استقلال القضاء والإعلام هما الضمان لقيام دولة مستقرة "