شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

التحرش الجنسي: غياب أمن وتوعية

التحرش الجنسي: غياب أمن وتوعية
ظاهرة التحرش الجنسي من أكثر الظواهر التي لايزال يعاني منها المجتمع المصري، والتي تزداد فى الأعياد وأماكن التجمعات حيث يتحرش...

ظاهرة التحرش الجنسي من أكثر الظواهر التي لايزال يعاني منها المجتمع المصري، والتي تزداد فى الأعياد وأماكن التجمعات حيث يتحرش الشباب بالفتيات فى الشارع امام المارة دون استحياء،فما سبب انتشار تلك  الظاهرة فى بلد شرقى مثل مصر وعلى من يقع اللوم على الشاب ام على الفتاة ؟ وكيف يمكن مواجهتها؟     

الدور الديني

في البداية يقول محمد زيدان طالب ثانوي أن السبب الحقيقي لانتشار هذه الظاهرة هو البعد عن الله عز وجل فإذا كان هناك تواصل بين الشباب ورب العالمين لما فسدت أخلاقهم.

ويرى"زيدان" أن الحل بيد الدعاة المسلم ورجل الدين المسيحي والشيوخ  فدورهما يجب ألا يقتصر على الخطبة في المساجد، أو التواجد في الكنيسة بل لابد أن ينزلون إلى الشوارع والميادين وينصحون الآباء بعدم ارتداء بناتهم ملابس ضيقة مثيرة، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني" .

اللوم على الفتاة 
ويقول محمود عاطف أن السبب في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي يرجع لملابس الفتيات وطريقة مشيهن، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تخصيص الحكومة عربات خاصة للسيدات في مترو الأنفاق إلا أنه يلاحظ ركوب سيدات داخل العربات الخاصة بالرجال، ومع الازدحام الشديد داخل وسائل الموصلات تنتشر هذه الظاهرة .     

ويتفق معه محمود سامي، عامل بحديقة الأورمان، قائلا " الأسباب كثيرة لكن أهمها ملابس الفتيات، فالشباب يعيش حالة من المراهقة مع ضيق الظروف كل ذلك وسط غياب الأمن داخل المنتزهات وفي الشوارع التي تكدس بالشباب "، مضيفاً أن الدور الأكبر يقع على الأسرة والمدرسة والجامعة، وأن غياب هذه الأدوار أدى إلى هذه الظاهرة.

ويرى "سامى" أن الحل في وضع عقوبات صارمة، ووضع غرامة  لردع من يقول بذلك، إضافة إلى عودة دور الأسرة والمدرسة .

غياب الأمن والرقابة الأسرية

ومن جانبها ترى نورهان أسامة، عضو بالحملة "كما تدين تدان"، أن غياب الأمن هو السبب الرئيسي لتفشي هذه الظاهرة في المجتمع، حيث أن المناطق التي يتواجد بها الأمن لا يستطيع أحد التعرض فيها لأي فتاة خوفاً من القبض عليه.

وتضيف "نورهان" إلى أن أطفال الشوارع الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و17 عاماً يمثلون نسبة كبيرة من المتحرشيين، وبالتالى لا يعد هذا النوع من التحرش بدافع غريزى وإنما نتاج لغياب الرقابة وانعدام التربية فى المنزل، ولأن هؤلاء الأطفال يسعون لتقليد أقاربهم الكبار معتقدين أن ذلك رجولة.
وأوضحت أن الحملة تقوم بعدة أنشطة منها حملات داخل محطات المترو لتوعية الفتيات بضرورة الإبلاغ عن أي محاولة للتحرش بهن وعدم الصمت إلى جانب توزيع إرشادات بكيفية التصرف مع هذه المواقفإضافة لتنظيم حملات توعية عامة للفتيات والشباب وكبار السن للتعامل مع حالات التحرش، وتنظيم عدة ندوات لمناقشة الظاهرة من مختلف النواحى، كما أنه مع بداية الدراسة ستكون هناك أنشطة أخرى للحملة داخل المدارس والجامعات.

  المتحرش مثل الزاني
ومن المنظور الديني يرى دكتورعلوي أمين، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن التحرش  نوعا من الزنا ومحرم وكل ما يؤدى إلى حرام فهو حرام والعين تزنى واليد تزنى وحتى القدم تزنى بل يمكن ان يكون الحكم أقوى من الزنى نفسه لأنه يكون عنونا وغصبا عن الفتاة ،ويشير "علوى إلى أن الحل فى تغليظ العقوبات على مرتكبى هذه الظاهرة .

أما دكتورة  أمنة نصير،عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وأستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، فترى ان عقوبة التحرش تقع على الآباء والأمهات لأنها ظاهرة اختلال أخلاقي ونتيجة لغياب دور الأسرة الحقيقى فى بناء اخلاق الطفل منذ الصغر مشيرة إلى كونهاقضية مجتمعية   من الدرجة الأولى .

وتؤكد" أمنة " على أهمية تناول وسائل الاعلام وخاصة المرئية لتلك الظاهرة من قبل المختصصين ، للتعرف على سر المشكلة وكيفية حلها؟ ،إضافة إلى تفعيل الرقابة على وسائل الاعلام وما تبثة من أفلام وبرامج خادشة للحياء مفتحة تحرك عواطف الشباب.

  تدهور الأوضاع الاقتصادية  

وأرجعت الدكتورة غادة الخولي أستاذة الطب النفسي انتشار التحرش الجنسي في مصر إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وازدياد معدلات الطلاق والكبت الجنسي في المجتمع،كما أن التحرش لا يرتبط  بالمناطق الفقيرة فقط،بل أن بعض الأماكن الراقية يحدث فيها ذلك .

ولتلاشى هذه الظاهرة  ترى "الخولى " ضرورة  توفير الدولة مساكن للشباب لتيسير الزواج عليهم،  مع القضاء على الفقر والامية وتوعية المواطنين أخلاقيا ودينيا .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023