يعاني قطاع السياحة في مصر تراجعًا شديدًا، وذلك منذ أحداث ثورة الـ 25 من يناير 2011، حيث شهد القطاع خسائر فجة خلال الـ 7 سنوات الماضية.
وبحسب آخر الإحصائيات تراجع عدد السياح إلى الثلث عما كان عليه آخر تسجيل لمعدلات السياحة في مصر قبيل ثورة يناير.
وجددت الخارجية الأميركية تحذير مواطنيها من السفر إلى مصر، في تحديث أجرته على موقعها الإلكتروني لتحذيرها السابق الذي أصدرته في 23 ديسمبر الماضي، حيث تضمن التحذير مطالبة المواطنيين الأميركيين بالتزام الحذر في السفر إلى مصر خشية من تعرضهم لهجمات «إرهابية» يمكن أن تقوم بها جماعات تستخدم العنف.
وقال عضو اتحاد الغرف السياحية، مصطفى خليل، أن قطاع السياحة المصري يشهد حالة ضعف عام، خاصة مع محاولات الوزارة غير المجدية.
وأشار إلى أن التحذيرات الخارجية ومنع الدول مسافريها من البقاء في مصر، بسبب حوادث «الإرهاب» آخر 7 سنوات، والتي كانت أعظمهم سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء، تكلف القطاع الكثير.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ«رصد»، أن الاستقرار الأمني هو أهم وأقوى عوامل الجذب السياحي لأي دولة، وعدم توافره هو بمثابة صك بخروج الدولة من سوق السياحة العالمي.
وتابع: «أنه على الرغم من كل ذلك يتوافد السياح الأجانب إلى مصر، ولكن على استحياء وحذر شديد، ما يعطي صورة سلبية على المدى البعيد لوضع السياحة الراهن».
يشار إلى أن استمرار تغني المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي بعبارة «مصر تحارب الإرهاب» واحد من أقوى الأسباب التي تؤكد عدم أمان الدولة والمناطق السياحية، وبالتالي استمرار وضع مصر على قوائم حظر السفر، باعتبارها منطقة شديدة الخطورة، فضلا عن أن العمليات المسلحة من شأنها تدمير الاستثمارات السياحية في مصر.
وتعتبر إيرادات السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج، مصادر رئيسية للعملة الصعبة لمصر، والتي شهدت تراجعًا كبير خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى لجوء الحكومات المتعاقبة في تلك الفترة إلى تكثيف أقتراضها من الخارج.
وكانت وزارة السياحة، قد أجرت عدة جولات ترويجية ومحاولات لإقناع الدول الأوروبية والآسيوية، التي أصدرت تحذيرات من السفر إلى مصر، بلغت تكلفتها ملايين الدولارات، ولكن لا تزال العديد من الدول مبقيه على تحذيراتها لمواطنيها، ومنها روسيا و اليابان وكوريا الجنوبية.
يذكر أنه قامت مصر بالرد على التحذير الأميركي، معبرة عن استيائها من صياغة البيان التي قالت إنه ورد فيه ذكر أحداث «إرهابية» وقعت منذ سنوات، دون الإشارة إلى تاريخ حدوثها ما يعطي انطباعًا خاطئًا لمن يقرأ البيان، بأنه يشير إلى هجمات إرهابية حديثة.
وقالت الخارجية المصرية إن وزير الخارجية، سامح شكري، كلف السفارة المصرية في واشنطن بنقل رسالة استياء للخارجية الأميركية بهذا الصدد.