قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء الماضي، إن قضية السلام حققت تقدم كبير اليوم في إشارة إلى نتائج اللقاء بين رئيس الوزراء الليبي فايز السراج والجنرال خليفة حفتر.
وتقول صحيفة ذا ناشونال أن الرئيس الفرنسي جمع بين فايز السراج رئيس حكومة الوحدة الليبية التي تدعمها هيئة الأمم المتحدة والجنرال خليفة حفتر تحت سقف واحد للتفاوض لإنهاء الصراع الذي امتد طيلة عام.
وتوضح الصحيفة أن الإعلان الذي وقعه الجانبين يتسم بالشمولية والرؤية، حيث اتفق الجانبين أن الحل السياسي فقط بجانب عملية مصالحة وطنية هي ما ستنقذ ليبيا من الازمة المستمرة، لتحقيق ذلك تعهد الجانبين بوقف اطلاق النار وعدم استخدام الأسلحة سوى لمحاربة الإرهاب.
ووافق الطرفان على العمل للوصول إلى مسودة دستور جديد وبناء مؤسسات ديموقراطية وتأسيس دور القانون، كما تعهدا ببدء العمل على توحيد ليبيا بجانب جهود ضم المقاتلين الأحرار إلى القوات المنتظمة أو تأهيلهم ومساعدتهم للانضمام للحياة المدنية، بجانب عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع توقيت.
وبعد ثلاثة سنوات من الصراع، قدمت هذه الاتفاقية بداية طريق السلام، لكن حجم هذه اللحظة لا يجب أن يعمى الجميع عن التحديات المقبلة، حيث أن تعهد حفتر والسراج لم يتضمن فقط انهاء الحرب ولكن تعهدا بالشروع في مشروعات لبناء الدولة، بالطبع تاريخ ليبيا يجعلها غير معتادة على هذا الطموح وفق ما قالته الصحيفة.
ترى الصحيفة أن معمر القذافي تسبب في تخريب مؤسسات الدولة خلال عقود من الحكم الفاسد، لذا لا يوجد أما قادة ليبيا الجدد سوى البدء من الصفر، والأهم من ذلك هو تجديد ثقة الشعب في قيادته بعد ان فقدت هذه الثقة تحت حكم القذافي.
تساءلت الصحيفة هل يتخلى رجال الميليشيات والتي تقدر بأعداد كبيرة عن أسلحتهم ومساعدة الدولة على التوحيد، وهل يشعر الشعب بالأمن الكافي للمشاركة بحرية في مرحلة المصالحة التي تضعها الحكومة الجديدة؟.
وتؤكد الصحيفة أن حفتر والسراج أظهرا شجاعة كبرى من خلال التخلص من الخلافات بينهم من أجل مصلحة ليبيا، بالطبع يحتاج كلا منهما الاخر بجانب ضرورة وجود جهود مشتركة إذا تم تحقيقها ودعمها العالم ستأتي بنتائج إيجابية للدولة الليبية، لكننا لازلنا أمام طريق طويل للسلام الليبي.