قالت ريانون سميث الخبيرة في الشأن الليبي، إن اتفاقية وقف إطلاق النار بين المتنافسين المارشال خليفة حفتر وفايز السراج، تبدو جيدة على الورق، ولكن الوضع في الواقع لا يمثل تغير كبير.
ويبدو أن المارشال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا وفايز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، قد أحرزا تقدما بعد الموافقة على وقف اطلاق النار واجراء انتخابات العام المقبل وذلك خلال لقائهما برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وفي تطور منفصل، افتتحت مصر قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من الحدود الليبية، والتي قالت تقارير إن حجمها وموقعها يوضحوا أهمية التحدي عبر الحدود الليبية، والتي تعتبرها الحكومة المصرية خطيرة بالنسبة للأمن القومي المصري، وكذلك فرصة للتوسع الاستراتيجي.
وتقول الخبيرة في الشأن الليبي، في تصريحها لموقع «سبوتنيك نيوز»، إن الحدثين مرتبطين بشكل كبير مؤكدة أن هناك أهمية حقيقة وراء تحرك مصر الأخير.
وتوضح «سميث» أن افتتاح قاعدة عسكرية جديدة أظهرت مخاوف مصر بشأن أمنها من خلال الحدود الطويلة التي تتشاركها مع ليبيا، مما يعني أن أي عدم استقرار في الأمن الليبي يمكن أن يؤثر بسهولة على مصر.
وتضيف أن مصر ترى الجنرال خليفة حفتر والذي يسيطر على شرق ليبيا، حليفاً يمكنه حماية المصالح المصرية في الشرق ويمنع المقاتلين من استخدام الأراضي الليبية للتدريب أو القيام بهجمات.
أما بشأن حكومة طرابلس التي تدعمها الأمم المتحدة، فإنهم يروا أن القاعدة المصرية لا تمثل تحدى لهم، بسبب أن شرق ليبيا له أهمية أكبر بالنسبة لمصر أكثر من طرابلس الموجودة في الغرب والتي تبعد عن مصر بألاف الأميال.
وتوضح«سميث» أن مصر تعترف رسمياً بحكومة الوفاق الوطني مثل العديد من الأطراف الدولية، كما أنهم يدعموا الاتفاقية السياسية الليبية، والتي تعتبر اطار اتفاقية السلام الحالية، لكن رغم هذا الدعم لهذه الهيكلة، إلا أنهم يتوافقوا بشكل كبير مع حفتر في الشرق ويقدموا له مختلف المساعدات المالية والعسكرية.
وترى «سميث» أن السبب الأساسي وراء دعم مصر لحفتر هو التشابه الكبير بينه وبين السيسي، حيث أنه رجل عسكري قوي والذي يقاتل الجماعات الإرهابية ليس فقط تنظيم الدولة ولكن أيضاً العديد من الجماعات الإسلامية التي تعارضه وهو ما يشبه إلى حد كبير النهج المناهض للإرهاب الذي يسير على السيسي، لذا فإن مصر ترى أن حفتر يستطيع حماية مصالحها، بجانب أنه شخص يضع المسألة الأمنية أولوية عن الديموقراطية.
تضيف سميث أن التحرك الذي قامت به مصر كان له تأثير ضخم على ليبيا، اتضح ذلك من خلال دعوة الرئيس الفرنسي لحفتر لطاولة المحادثات السلمية مع السراج، رغم رفض حفتر لفترات طويلة المشاركة في أي محادثات بسبب كونه غير مؤهل لهذا الموقع، إلا أنه اكتسب خبره وتمكن من تلميع صورته في الساحة الدولية وهو ما قاده في النهاية للموافقة.
ترى سميث أنه بعد أن استطاع حفتر وضع نفسه على الساحة الدولية فيما يخص شرعيته السياسية، كما أنه عمل على تقوية موقفه، يمكن أن يمثل ذلك خطر، حيث أنه يمكن أن يشعر بعدم ضرورة التفاوض ويمكن أن يعود للاستمرار في حملته العسكرية، بسبب اقتناعه بالحلول العسكرية أكثر من السياسية.
بشأن توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار، لاحظت سميث أن ذلك ينطبق عليهما، أما بالنسبة للقوات التي يسيطروا عليها فلم يشاركوا في أي معارك مباشرة في أي مكان في ليبيا حتى اللحظة، لكن هناك الكثير من الفصائل المتنافسة سواء عسكرياً أو سياسياً في ليبيا، والذين لا يمثلهم حفتر او السراج.
لذا يمكن القول أن اتفاقية وقف اطلاق النار الليبية تعتبر جيدة على الورق ولكن على أرض الواقع لا يبدو أن الوضع جيد.