قالت صحيفة «بوليتكو»، إن روسيا تمكنت من الانتصار في سوريا بسبب تراخي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، موضحة أن تفكك الشرق الأوسط خلال العقد الماضي جاء بسبب عدم استماع أميركا لحلفائها في المنطقة.
تضيف الصحيفة أن هذه كانت وجهة نظر قادة الدول العربية الحليفة لأميركا، وهو ما يوضح سبب حصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على شعبية في هذه الدول أكثر من أوباما.
ويرى سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، أن العواقب المؤسفة التي شهدتها المنطقة بسبب عدم تحرك أوباما تسببت في استعادة روسيا لمكانتها الإقليمية، ودعمها لنظام بشار الأسد الدموي في سوريا، بجانب فشل اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
يضيف الحريري في لقائه مع صحيفة بوليتكو، إن الشفافية والأمل في نهج أكثر حسماً كانوا السبب وراء تفضل العديد من قادة العرب للرئيس الأميركي الحالي رغم عدم وضوح ذلك في أول ستة أشهر له في الرئاسة، إلا أن كان هناك تفاؤل باتخاذه نهج أكثر قوة نحو داعمي النظام السوري وخاصة إيران، والتي قدم لها أوباما الكثير من التنازلات لإتمام الصفقة النووية وهو ما أدى لتراجع الدور الأمريكي في المنطقة في عهده.
وتقول الصحيفة أن الوضع اللبناني يجب النظر إليه بسبب الحرب التي استمرت ستة أعوام دموية في سوريا والتي تقع على الحدود اللبنانية وهو ما تسبب في لجوء 1.5 مليون شخص لدولة هشة، علاوة على وجود تنظيم الدولة على حدودهم.
جاء نقد الحريري لأوباما بسبب الفارق الكبير بين خطابات أمريكا الملهمة وتحركاتها الفعلية وهو ما اتضح من خلال رد الفعل نحو الوضع السوري، بجانب عقد اتفاقيات مع طهران التي تعتبر عدوة للعديد من دول المنطقة وهو ما تسبب في فتور العلاقات بين عدد من الدول العربية وأمريكا في عهد أوباما.
ويقول الحريري، إن أوباما تم اقتياده على أيدي الأسد والروسيين عندما عقد معهم اتفاق في 2013 نص على عدم استخدام أسلحة كيميائية، وكان يجب عليه قتال الأسد عندما انتهك الخطوط الحمراء وهاجم شعبه بالغاز الكيميائي.
يضيف الحريري أن الرئيس السوري يعرف بأفعاله وأكاذيبه وما يفعله بشعبه، لذا عندما يقول أنه سيتخلص من الأسلحة الكيميائية، كان يجب عدم تصديقه.
يرى الحريري أن الرئيس الأميركي الحالي لا يملك سوى التعامل مع موسكو بسبب أنها أصبحت طرف أساسي في الصراع السوري لذا يجب الحديث إليها في حالة الرغبة في حل هذه الأزمة، موضحاً أن هذه هي عواقب عدم تحرك أمريكا أثناء حكم أوباما.
وألقى الحريري باللوم على أوباما بسبب الفارق الكبير بين كلماته الملهمة في خطابه عام 2009 بالقاهرة، عندما أكد أن أمريكا ستتبع نهج جديد في المنطقة، رغم ذلك إلا أنه لم يفعل مجهودات كبرى لإتمام اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، بجانب أن سحبه للقوات الأمريكية من العراق في 2011 تسبب في فراغ، استغله تنظيم الدولة للظهور.
يضيف الحريري أنه عندما بدأ غزو العراق، قدمت الدول العربية نصائح بعدم الدخول، وعندما قررت أمريكا الانسحاب أخبرتها حلفائها أيضاً ألا تفعل ذلك، ونفس الحلفاء طلبوا من أمريكا التدخل في سوريا، إلا أنها لم تفعل، لذا يجب على أمريكا الاستماع لحلفائها حيث أنهم يتابعوا الوضع بشكل أفضل من الإدارات الأمريكية.
في سياق أخر قال الحريري أن حزب الله لم تعد أزمة لبنان فقط حتى تواجهها وحدها كما طالبها الكثير، حيث أنها تتواجد في سوريا والعراق واليمن لذا فإنها أصبحت أزمة إقليمية، موضحاً أنه من أجل حل الأزمة يجب فهمها بشكل إقليمي.
يضيف الحريري أنه لن يدخل في صراعات إقليمية، ولكن كل ما يرغب به هو حماية بلده التي عانت من حرب أهلية سابقة أسفرت عن مقتل 200 ألف شخص، موضحاً أن لبنان هي دولة صغيرة في منطقة شاقة، وليس دورها هو الوعظ أو اخبار القوى العظمى بما يجب فعله بشأن سوريا أو حزب الله أو إيران.