أثار قرار الأستاذ صلاح عبد المقصود – وزير الإعلام – الذي يتيح للمذيعات المحجبات الظهور عبر شاشات التليفزيون المصري بعد سنوات من المنع مارسها النظام السابق دون حق أو قانون يسمح بذلك، الأمر الذي أدى لاستياء الكثير من المذيعات وعزوفهن عن العمل بالتليفزيون المصري, وعدم العمل من الأساس أو لجوئهن إلى العمل بالقنوات الخاصة المصرية والعربية, وهي قنوات تهتم بالمهنية في المقام الأول وليس بما يرتديه المذيع أو المذيعة, الأمر الذي جعلها تتفوق وتسحب البساط من تحت التليفزيون المصري.
ارتياح وتأييد للقرار
ولاقى قرار وزير الإعلام صلاح عبد المقصود تأييدا منقطع النظير, وأدى إلى حالة من الارتياح بالشارع المصري لكونه يتفق مع الحكم الصادر من القضاء الإداري بحق المذيعات المحجبات في الظهور على شاشات التليفزيون الحكومي, وكان لا بد من استطلاع آراء الخبراء والمهتمين بهذا الأمر.
المذيعة المحجبة تتماثل مع 85% من النساء
في البداية يرى الدكتور صفوت العالم – أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة – أنه منذ فترة ظهر الكثير من المذيعات المحجبات في العديد من البرامج مما لا يمنع ظهورها في النشرات الإخبارية, موضحا أنه لا يرى أن مظهر المذيعة يشكل معضلة في هذا السياق.
ولفت الانتباه إلى أن الهيئة الشكلية للمذيعة المحجبة تتماثل مع 85% من النساء المصريات التي نراها في الشارع إلا إنه لا يعول على مظهرها بقدر ثقافتها وأدائها الإعلامي والمهني ووعيها بالمضمون الإخباري, الذي تقرأه, موضحا أن هناك اعتبارات عديدة تحكم على عمل وأداء الإعلامي وليس مجرد ارتداء الحجاب.
المذيعة المحجبة تحظى بتقدير واحترام الجمهور
وأضاف العالم: "التحذيرات ورفع القضايا والشكاوى والتهديدات بفصل هذه المذيعات هو ما أدخلنا في مثل هذه المشكلات التي لا أصل لها", مستشهدا على ذلك بظهور العديد من المحجبات على شاشات القنوات العربية منهم من حظي بتقدير الجمهور واحترام الرأي العام المصري, ومنهم من لم يشعر أحد بوجوده على الساحة.
ويؤكد «العالم» أن رؤية النظام السابق للمذيعات المحجبات هي من صنعت الأزمة؛ حيث كان يخشى من استجابة الشارع لمظهر الحجاب, فينتشر بصورة أكبر بين الشعب, وذلك كان يسعى دائما لمنع انتشاره مما يعني أن الضجة التي صاحبت ظهور المذيعة المحجبة مرتبط كليا بتاريخ النظام السابق.
في سياق متصل علق الدكتور محمود حسين – الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين – على قرار السماح للمذيعات المحجبات بالظهور في التليفزيون المصري قائلا: "إنه جاء تصحيحا لأوضاع خاطئة – اختلقها النظام السابق – فأعاد الأمور إلى نصابها.
ازدواجية في التعامل
وأعرب حسين عن اندهاشه ممن وصفهم بأصحاب الفكر والرأي ممن يطالبون بالمساواة والحرية الشخصية في ارتداء الشخص ما يريد طالما أن ذلك لا يؤذي الآخرين ولم يعلق أحد من دعاة الحرية أو يتدخل في هذا الأمر, وكأن أمرا لم يكن, مؤكدا أن هذا الموقف يوضح معايير الازدواجية لدى الليبراليين.