قالت صحيفة «نيوزويك» إنه على الرغم من أنّ التقارير الإخبارية صوّرت الرئيس «دونالد ترامب» مقدمًا للسلام في أزمة الخليج بين السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد قطر، قال مسؤولون مطّلعون على الوضع إنّ الرئيس لم يؤدِّ الدور الذي نسبته إليه هذه التقارير.
وأضافت، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أن شخصين على دراية بمناقشات الرئيس الأميركي بشأن أزمة الخليج قالا إنّه حذّرا القادة السعوديين والإماراتيين من القيام بعمل عسكري لإزالة النظام الملكي القطري؛ لأنه من الممكن أن يؤجج الأزمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والأمر الذي من شأنه أن يعزز تطلعات إيران فقط.
إلا أنّ مسؤولًا أميركيًا لم يكن مخوّلًا للتعليق على هذه المسألة علنًا، قال لـ«نيوزويك»، شريطة ألا يُذكر اسمه، إنّ ترامب لم يُقدم على مثل هذه الخطوة، مضيفًا: «الرئيس لم يناقش العمل العسكري مع شركائنا في الخليج»، مؤكدًا أن تقرير «بلومبرج» الذي أثار الموضوع من البداية ليس صحيحًا.
ورفض متحدث باسم سفارة الإمارات في لندن التعليق، لافتًا إلى خطابات سابقة من مسؤولين إماراتيين لم تهدد فيها دولتهم أو الحلفاء السنيون في الحصار المفروض على قطر علنًا باستخدام العمل العسكري ضد جارتهم الصغيرة الغنية بالنفط.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور «أنور بن محمد قرقاش»، في كلمة ألقاها في «تشاتام هاوس» في لندن يوم 17 يوليو، إنّ الدول لا تمارس ضغوطًا دبلوماسية واقتصادية على الدولة الخليجية لأي أسباب إلا لتغيير طرقها.
وقال: «أولا، تبقى الدبلوماسية طريقنا الوحيد؛ فقلنا في وقت مبكر إننا لن نصعد إلى ما يتجاوز ما نعتبره إجراءات سيادية منحها لنا القانون الدولي».
وقال بيان مشترك صدر عن دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها السنة في سبتمبر الماضي إنّ التحرك العسكري ضد قطر لم يؤخذ في الاعتبار في أي وقت من الأوقات، تعليقًا على تصريحات أمير الكويت التي قال فيها إنه تمكّن من إيقاف حرب وشيكة ضد قطر، وأضاف البيان: «نأسف لما قاله أمير الكويت عن الوساطة التي نجحت في منع التدخل العسكري، وتؤكد اللجنة الرباعية أن الاختيار العسكري لم يكن أبدًا، ولن يكون اختيارًا بأيّ شكل من الأشكال».
وبالإضافة إلى الكويت، تعهّد ترامب بالتوسط في الأزمة التي شهدت قطع اللجنة الرباعية من الحلفاء السنة العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود مع قطر؛ لمزاعم متعلقة بدعمها للإرهاب.
وأثيرت الأزمة بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية وبثّ تصريحات على لسان تميم، انتقد فيها إدارة «ترامب» وأشاد بـ«إسرائيل» وإيران؛ على الرغم من أنّ قطر قالت إنّ موقع الوكالة اُخترق، وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ الولايات المتحدة لديها دليل على أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة كانت وراء هذا الإختراق، وهو ادعاء ينكره المواطنون.
وردًا على ذلك، أصدرت اللجنة الرباعية لائحة تضم 13 مطلبًا إلى قطر لحل الأزمة، بما في ذلك إدانة الجماعات المتطرفة التي تستضيفها في البلاد؛ مثل «طالبان وجماعة حماس الفلسطينية المسلحة»، وتقول قطر إنها تستضيف هذه الجماعات فقط لتعزيز الحوار. ولدى طالبان سفارة في الدوحة.
وجاءت آخر تصريحات ترامب العامة عن الأزمة يوم الثلاثاء في نيويورك؛ بعدما التقى بالشيخ تميم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال «ترامب»: «نحن الآن في وضع نحاول فيه حل مشكلة في الشرق الأوسط، وأعتقد أننا سنحلها، ولدي شعور قوي جدًا بأنها ستُحلّ بسرعة كبرى».
وقطر حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وتتمركز فيها كبرى قاعدة أميركية في المنطقة، وتستخدم لتحليق الطلعات ضد تنظيم الدولة.