شهدت العلاقات السودانية المصرية تقدما ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية في الجوانب الاقتصادية والتجارية, فقد بلغ حجم التبادل التجاري خلال الفترة الأخيرة بين البلدين نحو500 مليون دولار مقارنة بالفترات الماضية؛ حيث حدثت قفزات كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة, وقد تمثلت الاستثمارات المصرية في السودان في مجالات الصناعة «بنسبة 70.5%» والخدمات «بنسبة 28.4%» والقطاع الزراعي السوداني في المرتبة الثالثة بنسبة 1.1% بجانب المشاريع الخاصة بين البلدين التي كان من أهمها مشروع طريق «قسطل -وادي حلفا» البري, والذي تقرر افتتاحه في يناير 2013, ولتوضيح أهميته الاقتصادية والتجارية أكثر كان لـ«رصد» عدة لقاءات مع بعض الاقتصاديين والتجاريين.
سيقلل فرص الاستثمار غير الرسمي
ومن جانبه أكد د. أشرف سري – مسئول الملف الاقتصادي في مشروع النهضة – أن هذا الطريق مهم جدًّا, وبما لا شك فيه أنه سيفتح لمصر آفاق كبيرة جدا في أفريقيا, ويفتح منفذا في اتجاه الجنوب نحو الدول الأفريقية لاتجاه أوروبا.
وسيعمل هذا الطريق انتعاشا في الاقتصاد الرسمي بين البلدين, وتقليل فرص الاقتصاد غير الرسمي, وتشجيع التجارة البينية بين مصر والدول الأفريقية, وهناك ترحيب واسع من الحكومة السودانية بكافة المشاريع, التي ستقام على هذا الطريق؛ لأنه سيفتح فرصا هائلة للاستثمار, وهذا الطريق أيضا يستهدف في المقام الأول البطالة, فهناك مشاريع زراعية سيقوم بها الشباب المصري داخل السودان, وأيضا في الثروة الحيوانية والمعدنية فكل هذه المشروعات بالتأكيد سيدعمها هذا الطريق.
ازدهار التجارة والزراعة والاستثمار
ويقول د. محمود الجرف – رئيس الجهاز التنفيذي للمشروعات التجارية والصناعية -: بالتأكيد أن أي شرايين يتم فتحها بيننا وبين دول الجوار شيء رائع وعظيم؛ لأن قوة مصر الحقيقية في موقعها الجغرافي «Logistics» لكل الدول التي تجاورها أي تنظم عملية الإمداد والتموين وإدارة الخطوط, فالطبيعي لا بد من تنفيذ مشاريع لفتح تلك الشرايين, وخصوصا في مجال النقل البري والنهري, فبالتالي سيعود على حركة الاستثمار والتجارة, وأيضا الصناعة بعوائد مادية كبيرة, وسيقلل نسب البطالة في مصر بنسب كبيرة, ولكن إذا استغلينا تلك الشرايين استغلالا جيدا.
تبادل خبرات في مجال التعليم
أما د. محمد صديق – رئيس اتحاد الجيولوجيين السودانيين – يقول: إن العلاقة بين مصر والسودان علاقة إخاء وعلاقات تجارية واقتصادية وسياسية قوية, وهذا الطريق سيعود على البلدين بكل خير, وسيجعل هناك جسرا تجاريا وعماليا مشتركا, فأرض مصر والسودان مليئة بالخيرات, التي تحتاج إلى كافة جهود الشعبين؛ لكي نحسن استغلالها, وأيضا تبادل الخبرات بيننا, وهذا الطريق سيسهل المسافة للطلبة السودانيين الذين يرغبون في إكمال دراستهم داخل الكليات والجامعات المصرية, وأيضا سيفتح المجال للمشروعات العمرانية على جانبي هذا الطريق الدولي.
نهضة سياحية كبيرة
ويقول باسم حلقة – نقيب السياحيين المستقلين -: إن الأمل في الجنوب, فهذا الطريق سيفتح نهضة سياحية كبيرة, فالمجال السياحي يرتبط به العديد من الصناعات المختلفة بمجال النهضة العمرانية, وأقرب مثال على ذلك مدينة شرم الشيخ, فهذا الطريق سيفتح جسورا سياحية كبيرة ستقصر المسافة على بعض الزوار الراغبين في السياحة من الدول الأفريقية وغيرها.
