جاء رفع علم الشواذ جنسيًا «الرينبو» بألوان قوس قزح المميزة في حفل فريق «مشروع ليلى» اللبناني، الذى أقيم في منطقة بالتجمع الخامس في القاهرة؛ ليثير جدلًا في مصر، واعتبر خبراء علم نفس انتشار ذلك بسبب أمراض نفسية ونشأة غير سوية.
جاءت هذه الخطوة دعمًا لميول حامد سنو، مؤسس الفريق، الذي أعلن عن هويته الجنسية منذ فترة في برنامج فضائي.
وسبق واستضافه باسم يوسف في برنامجه الساخر «البرنامج».
التشهير بالشذوذ
شجّع رفع علم الشواذ صفحات على «فيس بوك» مؤيدة لحقوق المثليين على الظهور والتعبير عن نفسها بوضوح؛ من أهمها صفحة «رينبو إيجيبت»، وهي منظمة مهتمة بمجتمع المثليين في مصر، التي رحّبت ترحيبًا واسعًا بالحفل وأحداثه ورفع علمه.
وكتبت صفحة «رينبو إيجيبت»: «ربما كان يخاف الكثير مّنا من رفع العلم والتصريح بأننا هنا، كُل الشكر لكل من رفعوا علمنا، علم فخر مجتمع الميم (الِمثليين)، كُل الشكر لهؤلاء الشجعان والشجاعات في حفل مشروع ليلى، شكًرا لجعلنا جميًعا نشعر بفرحة عارمة بهذا الانتصار الصغير، دعونا ننام اليوم سعداء بهذه اللحظة».
القبض على ستة شواذ
وقبضت مباحث الآداب بالقاهرة على ستة شباب، بينهم طالبان جامعيان؛ لاتهامهم بالتحريض على ممارسة الشذوذ عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وتبيّن من التحريات أنّ المتهمين روّجوا لنشر ما يسمى «حياة المثليين» والقانون الأميركي الموافق عليه مؤخرًا في الولايات المتحدة بحرية زواج المثليين.
ومن بين المضبوطين من رفع علم الشواذ في حفل «مشروع ليلى»؛ وتحرّر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة العامة للتحقيق.
مصطلح غير علمي
قال محمد أنور حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، في تصريح لـ«رصد»، إنّ لقب «مثلي ليس علميًا؛ وبالتالي من هم خارج الطبيعة يعتبرون شواذ عنها، فالأقرب لهم لقب شاذ كما أن كلمة لواط ليست علمية؛ إذ نُسبت إلى قوم النبي لوط عليه السلام».
وأضاف أنّ الشاذ جنسيًا هو كل من يعاني من ميول للحركة نفسها، ولكنه انتشر في الآونة الأخيرة على الرجال الذين يتمثّلون في جسد امرأة، أو امرأة تتعايش في جسد رجل.
وتابع أنّ السبب في هذه الظواهر الاضطراب النفسي والجنسي، موضحًا أنّ الشخصية التي تُقدم على هذا الفعل تجاه الأطفال «سيكوباتية» ومضادة للمجتمع.
التحرش دون تصحيح مسار
وأكّد أنّ معاملة الحالات كافة على أنها شيء غير مقبول وغياب الإرشاد الطبي أديا إلى زيادتها، ووجود القدوة السالبة في المجتمع، والتعرّض إلى الأذى أو التحرش في الطفولة أو السنين المبكرة.
وقال إنّ سبل العلاج يتلخص في عمل ندوات دينية واجتماعية لتوعية الشباب، خاصة في ما بين سني المراهقة والنضج؛ منوهًا أن معاملتهم على أنهم «كفره» لن يقضي على الظاهرة، ولكن يجب احتواؤهم ومعالجة الأمر.
إعادة تكوينهم النفسي والحياتي
وقالت سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع، إنّ طريقة معالجة هذه الظاهرة ببث الأخلاق وتقبل الرأي الآخر في المجتمع؛ فغياب القدوة الحسنة ودور الأسرة في تربية الأبناء والبعد عن الأمور الطبيعية تدفع الشباب إلى هذا الفكر.
وأكّدت أنّ الشاذ جنسيًا يتكون في ظروف بيئية بعيدة عن التكوين المجتمعي الطبيعي، وهو العمل وحب الجنس الآخر ووجود رقابة أسرية ودينية.
وقالت إنّ بدايات التحوّل الجنسي تبدأ منذ الصغر، مع أولى محاولات غير طبيعية للتعامل بطريقة شاذة؛ مثل تجنب اللعب كثيرًا والعزلة؛ وهذا يؤدي إلى مرض نفسي يدفعهم إلى النفور عن طبيعة المجتمع والتمرد عليه.
