شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دايلي صباح: الإمارات وإيران تسعيان إلى فرض نفوذهما في غزة

محمد دحلان ومحمود عباس - أرشيفية

مع زيادة نفوذ الإمارات العربية على قطاع غزة، فإنها تدفع إلى المشهد بشخصية مثيرة للجدل، وهو الرجل السابق في حركة فتح «محمد دحلان»، في الوقت الذي تستيقظ فيه إيران سريعًا لإعادة بناء العلاقات بين حماس ونظام بشار في سوريا وتوطيدها.

وذكرت صحيفة «دايلي صباح» أنّ حماس، التي تسيطر على المدينة الساحلية الصغرى منذ عام 2007، دعت السلطة الفسلطينية إلى تشكيل حكومة مشتركة تحكم القطاع، وتضمنت الدعوة تفكيك اللجنة الإدارية التي كانت تحكم غزة وتسليم حكومة محمود عباس المهام الحكومية.

وعلى الرغم من انتهاء جميع محاولات الصلح السابقة إلى الفشل؛ فالتوجه الأخير من حماس نحو التغيير، مستهدفة أن تصبح لاعبًا أساسيًا في إطار شرعي بالمنطقة، أعاد الأمل مجددًا بين الطرفين المنقسمين.

لا تنتهي اللعبة داخل القطاع عند الأطراف الفلسطينية فقط، بل إنّ هناك أيادي خارجية؛ وتهدف إيران والإمارات العربية المتحدة إلى التورط في الأمر وتوسعة نفوذهما على القطاع. بحيث تدعم الإمارات رجل الأعمال محمد دحلان، بينما تسعى إيران إلى دفع عجلة العلاقات بين حماس ونظام بشار الأسد إلى الأمام، فضلًا عن توطيد العلاقات الهشة بين حماس وحزب الله اللبناني.

وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، إنّ دعوة الحركة للسلطة الفلسطينية جادة، وأضاف: «إننا نقدم دعوة واضحة وصريحة متجاوزين العقبات لأجل حكومة توافقية تعمل في قطاع غزة»، مشددًا أنّ السلطة الفسطينية عليها أنّ تتخذ «خطوات عملية».

تسعى حماس نحو التخفيف من حدة الضغوط الدولية وحلّ الأزمات اليومية في غزة؛ لذا تبدو حازمة بما يتعلق بالمصالحة المزمع إتمامها، بالرغم من الأدلة التي تفيد بأن فلسطين ربما غيرت موقفها من حماس، التي أطلقت عليها «إسرائيل» والولايات المتحدة صفة «الإرهابية».

«رجل الإنقاذ»!

وتستهدف الإمارات أن يصبح دحلان بمثابة رجل السلام بين الفصائل الفلسطنينة. لكن، في الوقت نفسه، تبدو حركة فتح والرئيس عباس مستائين من إمكانية المشاركة في جلسات يوجد فيها دحلان.

ويلقى دحلان رواجًا في المنطقة العربية؛ خاصة عقب انضمامه إلى مباحثات السلام مع سوريا في القاهرة في مارس الماضي، ومشاركته في اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2015، كما إنه يقدّم نفسه عبر محطات تلفزيونية باعتباره الرجل الذي يستطيع إنقاذ المنطقة من الانزلاق في الصراعات.

أيضًا، يبدو لافتًا عداؤه لتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان؛ فكثيرًا ما يعلن هجومه في كل فرصة ممكنه. بينما لسياسات تركيا في المنطقة دور في انحياز الإمارات ومصر إلى دحلان؛ لشعورهما بأنّ هذه السياسات باتت مخيبة لآمالهما. وحصل دحلان على الجنسية الصربية عام 2013، بعد تقديم وعود بجلب استثمارات بملايين الدولارات إلى البلاد.

وصرّح وزير الخارجية الصربي «إيفيكا داسيتش» أنّ بلده منحت محمد دحلان الجنسية الصربية عام 2013، وأضاف أنّه قدّم وعودًا بتدفق ملايين الدولارات الاستثمارية إلى صربيا من الإمارات، حسبما نشرت صحيفة «لقان إنسيت» الصربية.

كما ادّعت وسائل إعلام تركية مشاركة دحلان في محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو العام الماضي، الذي نسّقه أعضاء جمعية جولن الإرهابية. وغذى هذه الاتهامات ما دعت إليه مصر عقب محاولة الانقلاب من استعدادها لاستقبال أفراد جماعة جولن في حال لجوئهم؛ كل هذا دعم طرح تساؤلات عما إذا كان دحلان والنظام الاستبدادي بمصر على تعاون مشترك ضد تركيا.

وعلى النهج نفسه، رفعت قناة «الغد العربي»، المملوكة لدحلان وتعمل من مصر، ملصقات على لوحات إعلانية في مصر تصوّر الرئيس التركي أردوغان كسلطان. وأيضًا، أجرت القناة نفسها مقابلة مع زعيم الجماعة المتهمة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة «فتح الله جولن» في أعقاب محاولة الانقلاب.

نفوذ إيراني

أيضًا، يتزايد قلق إيران من النفوذ المتنامي للخليج داخل قطاع غزة، وسط خوف من خسارة حماس وجناحها العسكري. منذ بداية استغال الصراع في سوريا عام 2011 عُقدت لقاءات بين مسؤولين في حماس وقطر وتركيا، أشرس المناوئين لاستمرار نظام بشار، إضافة إلى تصريحات حزب الله اللبناني المعبره عن مدى استياء الحزب من موقف حماس من النظام السوري.

نشرت «أسوشيتد برس» تقريرًا في الأسبوع الماضي يقول إنّ «إيران وحلفاءها في لبنان (حزب الله) يجريان محاولات حثيثة للتوسط في المصالحة بين النظام في سوريا وحماس، وفي حال نجاحهما سيعزز ذلك نقطة الضعف، كما عززت إيران علاقاتها مع سوريا والعراق، ونجحت في بناء كتلة دعم داخل المنطقة في مواجهة إسرائيل وحلفائها من العرب والولايات المتحدة»؛ على الرغم من أنّ العلاقات بين حماس وإيران شهدت ضعفًا، لكنها لم تنقطع بصورة كاملة.

وأضاف التقرير أنّ إيران تعمل على استعادة حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها في الشرق الأوسط؛ في محاولة لإعادة حماس إلى الوراء بشكل كامل بعد أن سقطت الجماعة الفلسطينية مع سوريا، الحليفة الإيرانية للحرب الأهلية في هذا البلد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023