انطلقت ولا تزال الانتفاضات الفلسطينية، على هيئة موجات يدشنها المواطن الفلسطيني في مقاومة المحتل، حيث مثلت الانتفاضة الثالثة، وهي ما سميت بانتفاضة السكاكين، امتدادا لانتفاضة الحجارة، التي ارتبطت دوما بالأطفال الصغار، الذين ترعرعوا على أن لا حياة هانئة في وطن طالما المحتل يسيطر على أراضيها.
أحداث سبقت الانتفاضة
بدأت انتفاضة السكاكين، في أكتوبر 2015، وبمرور عامين عليها إلا أنها تمثل أبرز سبل المقاومة لدى المواطنين، بعيدا عن السياسة والمفاوضات وغيرها مما تقوم بها الحركات.
وعلى الرغم من أن المقاومة لم تتوقف يوما، إلا أن الأحداث التي سبقت اشتعال الأحداث لتظهر بصورة انتفاضة تقودها السكاكين، كانت سببا رئيسيا للتعجيل بها.
وأبرز ما سبق الانتفاضة، أنه في 9 سبتمبر، صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي قرارا بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، وفي 14 سبتمبر اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيليًا، واقتحمت وحدات خاصة وعناصر المستعربين باحات المسجد، وفي 17 سبتمبر، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.
وتزامن ذلك مع تجميد المفاوضات مع المحتل، في ظل زيادة مطردة في بناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية.
رعب الاحتلال مستمر
إن الدعم والتأييد الذي لقته الانتفاضة، جعلها تستمر حتى يومنا هذا، كان آخرهم في 26 سبتمبر، بعد أن طعن فلسطيني 3 حراس أمن إسرائيليين، قرب جدار مستوطنة «هار أدار» شمال غرب القدس، واستشهد منفذها على أثرها.
وعلى مدار عامين، ظل الرعب الإسرائيلي هو المسيطر، ما جعل سلطاته تتخذ إجراءات عقابية وأمنية مشدد، ظنا منها أن ذلك يحجم من الانتفاضة، وهو نقيض الواقع.
ولفت إلى حجم الكارثة بعد عملية «هار أدار»، المحلل الأمني في التليفزيون الإسرائيلي والقناة الثانية، روني دانييل، مؤكدا خشية السلطات من تزايد العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية في الأسابيع القادمة، وخصوصًا خلال الأعياد اليهودية، موضحا أن «الجهات الأمنية الإسرائيلية تتوقع المزيد من العمليات، وأن تكون الانتفاضة أوسع وأشد».
وفي تصريح لقائد شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، يورام هليفي، قال إنه من المتوقع أن يجمد الاحتلال كافة تصاريح العمل خلال الأعياد اليهودية القادمة، تجنبًا لمزيد من العمليات.
وأوضح، أنه ربما يفرض حصارًا على الضفة الغربية المحتلة طوال فترة الأعياد اليهودية القادمة.
مفجر ثورة السكاكين
ويعد الشهيد مهند الحلبي، أول من قام بعمليات الطعن ضد المسوطنين، ففي مثل هذا اليوم، قام بطعن عدد من المستوطنين بسكين قبل ان يقدم على خطف سلاح احدهم ويطلق النار باتجاههم، ما ادى الى اصابة 5 مستوطنين بجروح متفاوته واعلن عن مقتل اثنين لاحقا، في باب الاسباط.
مهند الذي قاد الانتفاضة، ليس بقرارته بل بشهادته، وهو البالغ 19 عاما، جعلها تنتشر في انحاء متفرقة من الضفة، وفي القدس، وشهدت ارتقاء شهداء وجرحى، وهو ما توقعه قبل استشهاده حين كتب «حسب ما ارى فأن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للاقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا وما يجري لنساء الاقصى هو ما يجري لامهاتنا واخواتنا، فلا اظن انا شعب يرضى بالذل. الشعب سينتفض. بل ينتفض»
احصائيات
بلغ آخر ما نشر عن احصائيات الانتفاضة حتى يونيو، في دراسة لمركز «القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني»، أن عدد شهداء انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من أكتوبر عام 2015، بلغ 327 شهيدا، فيي حين قدرت خسائر الاحتلال في الانتفاضة إلى 59 قتيلا و1179 جريحا.
وكشف موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة، أن هذه الانتفاضة استشهد فيها 249 فلسطينيا بينهم 77 من مدينة الخليل وأكثر من 60% منهم غير منتمين لتنظيمات فلسطينية مسلحة.